ما هي خصائص الطلاب المتميزين في عملية التعليم؟

اقرأ في هذا المقال


  • يتسم الطلاب المتفوقون بالحماس والعمل الجاد: إن التدريس مهمة صعبة، والمكافأة النهائية هي معرفة أن لدى المعلم الفرصة للتأثير على حياة الطلاب، ومع ذلك لا يتم إنشاء كل طالب على قدم المساواة، حيث أنه من غير الممكن اخبار المعلم بأن هناك أي شخص محدد مفضل لديه، لكن الحقيقة هي أن هناك طلابًا يمتلكون خصائص معينة تجعلهم طلاب مثاليين ومميزين، حيث أن هؤلاء الطلاب محبوبون بشكل طبيعي للمعلمين، ومن الصعب عدم احتضانهم لأنهم يجعلون عمل المعلم  أسهل.
  • يتصف الطلاب بكثرة طرح الأسئلة: يرغب معظم المعلمين في أن يطرح الطلاب أسئلة عندما لا يفهمون المفهوم الذي يتم تدريسه، إنها حقًا الطريقة الوحيدة التي يعرف بها المعلم ما إذا كان الطلاب يفهمون شيئًا ما حقًا، وإذا لم يتم طرح أي أسئلة من قبل الطلاب فيجب على المعلم أن يفترض أن جميع الطلاب قد فهموا هذا المفهوم، حيث أن الطلاب الجيدون لايخشون طرح الأسئلة لأنهم يعرفون أنه إذا لم يحصلوا على مفهوم معين، فقد يضرهم ذلك لاحقًا عند توسيع هذه المهارة، وغالبًا ما يكون طرح الأسئلة مفيدًا للفصل ككل لأن الفرص موجودة إذا كان لديهم مثل هذا السؤال، حيث أن هناك طلاب آخرون لديهم نفس السؤال.
  • يعمل الطلاب بجد: إن الطالب المميز ليس بالضرورة أن يكون هو أذكى طالب، بل إن هناك العديد من الطلاب الذين يتصفون بالذكاء الطبيعي ولكنهم يفتقرون إلى الانضباط الذاتي من أجل القدرة والتمكن من صقل هذا الذكاء، حيث يحب المعلمون الطلاب الذين يختارون العمل الجاد بصرف النظر عن مستوى ذكاء هؤلاء الطلاب، وسيكون الطلاب الذين يتصفون بجدية أكثر خلال العمل هم  من الطلاب الأكثر تميزاً في الحياة، حيث أن الطالب المجتهد في المدرسة هو الذي يكون قادر على إكمال المهام في الوقت المحدد، وبذل أقصى جهدهم في كل مهمة، وطلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة إليها، وقضاء الوقت في الدراسة من أجل اجتياز الاختبارات بتميز، والتعرف على نقاط ومواطن الضعف والخلل عندهم، ومن ثم البحث عن طرق من أجل العمل على تحسينها وتطويرها.
  • يتصف الطلاب بالنشاط والتفاعل والحيوية: يمكن أن تساعد المشاركة في الأنشطة اللاصفية الطالب على اكتساب الثقة، والتي يمكن أن تحسن النجاح التعليمي، وتوفر معظم المدارس عددًا كبيرًا من الأنشطة اللامنهجية التي يمكن للطلاب المشاركة فيها، ويشارك معظم الطلاب الجيدين في بعض الأنشطة، حيث أن هذه الأنشطة توفر العديد من فرص التعلم التي لا يستطيع الفصل الدراسي التقليدي القيام بها، وتوفر هذه الأنشطة أيضًا فرصًا لتولي أدوار قيادية وغالبًا ما تعلم الأشخاص العمل معًا كفريق واحد من أجل القيام على تحقيق هدف مشترك.
  • يتصف الطلاب بالقدرة على امتلاك صفات القيادة: يحب المعلمون الطلاب الجيدين الذين هم قادة بالفطرة داخل فصولهم الدراسية، وتتمتع الفصول بأكملها بشخصياتها الفريدة وغالبًا ما تكون تلك الفئات التي تضم قادة جيدين تعتبر من الفصول الدراسية الجيدة، ويمكن أن تكون البيئة الصفية التي تفتقر إلى قيادة الطلاب هي الأصعب في التعامل معها، وغالبًا ما تكون مهارات القيادة فطرية لدى الطلاب، حيث أن هناك من لديه هذه القدرة وهناك من لا يملكها، وإنها أيضًا مهارة تتطور بمرور الوقت بين أقرانك، وأن تكون جديرًا بالثقة هو عنصر أساسي لكون الطلاب قادة، وفي حال كان زملاؤك لا يثقون بك، فلن تكون قائدًا، وإذا كان الطالب قائدًا بين أقرانه، فإن الطالب سوف  يتحمل مسؤولية القيادة بالقدوة والقوة المطلقة من احلتحفيز الآخرين على تحقيق النجاح.
  • يتصف الطلاب بالحماس: تأتي الدوافع من عدة أماكن، وأفضل الطلاب هم الذين لديهم الدافع للنجاح، وبالمثل فإن الطلاب الذين يفتقرون إلى الحافز هم من يصعب الوصول إليهم، وغالبًا ما يكونون في مأزق، وفي النهاية يتركون المدرسة، حيث أنه من السهل على المعلم التربوي  تعليم الطلاب الذين لديهم الدافع نحو التعلم، يريدون أن يكونوا في المدرسة ويريدون التعلم ويريدون النجاح، والتحفيز يعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين، وهناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين لا يحفزهم شيء ما، وسوف يكتشف المعلمون الجيدون كيفية القيام على تحفيز معظم الطلاب بطريقة ما، ولكن هؤلاء الطلاب الذين لديهم دوافع ذاتية يسهل الوصول إليهم أكثر من أولئك الذين ليسوا كذلك.
  • يمتلك الطلاب القدرة والقيام على حل المشاكل: لا يوجد مهارة تفتقر إلى أكثر من قدرة على حل المشكلات،  مع مجموعة من المعايير الأساسية التي تتطلب من الطلاب أن يكونوا بارعين في حل المشكلات، فهذه مهارة جادة يتعين على المدارس العمل على تطويرها على نطاق واسع، وأن الطلاب الذين يمتلكون مهارات حل المشكلات الحقيقية قليلون ومتباعدون في هذا الجيل بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات لديهم. وهؤلاء الطلاب الذين يمتلكون قدرات حقيقية في حل المشكلات هم جواهر نادرة يحبها المعلمون، ويمكن استخدامها كمورد للمساعدة في تطوير الطلاب الآخرين من أجل أن يصبحوا ممن يقومون على حل المشكلات.
  • ينتهز الطلاب الفرص: من أعظم الفرص المتاحة هي أن يحصل كل طالب على تعليم مجاني وعام، ولسوء الحظ لا يستفيد كل شخص استفادة كاملة من هذه الفرصة، وصحيح أنه يجب على كل طالب الالتحاق بالمدرسة لفترة من الوقت، لكن هذا لا يعني أن كل طالب يغتنم هذه الفرصة ويزيد من إمكاناته التعليمية. حيث أن فرصة التعلم مقومة بأقل من قيمتها، حيث أن بعض الآباء لا يرون قيمة في التعليم وهذا ينتقل إلى أطفالهم، إنها حقيقة محزنة غالبًا ما يتم تجاهلها في حركة الإصلاح والتطوير المدرسي، ويستفيد أفضل الطلاب من الفرص المتاحة لهم ويقدرون التعليم الذي يتلقونه.
  • يتصف الطلاب بالإيجابية: إن الفصول المليئة بالطلاب الذين يتبعون القواعد والإجراءات تتمتع بفرصة أفضل لتعظيم إمكانات التعلم لديهم، حيث أن الطلاب الذين يتصرفون جيدًا يتعلمون أكثر من غيرهم ممن يكونون أقل انضباط وإيجابية، حيث أن هناك العديد من الطلاب الأذكياء الذين يعانون من مشاكل الانضباط، وفي الواقع إن هؤلاء الطلاب غالبًا ما يكونون مصدر الإحباط المطلق للمعلمين؛ لأنهم لن يضاعفوا ذكاءهم أبدًا ما لم يختاروا تغيير سلوكهم. حيث أنه من السهل على المعلمين التعامل مع الطلاب الذين يتصرفون بشكل جيد في البيئة الصفية التعليمية.
  •  يتتمتع الطلاب بالثقة العالية بالنفس: أن يكون الطالب جديرًا بالثقة هو صفة سوف تعجب الجميع من حوله مثل المعلم وزملاء البيئة الصفية، لا أحد يريد أن يحيط نفسه بأشخاص لا يمكنهم الوثوق بهم في النهاية، ويحب المعلمون الطلاب والفصول الدراسية التي يثقون بها لأنهم يستطيعون منحهم الحريات التي غالبًا ما توفر لهم فرصًا للتعلم لن يتم توفيرها لهم بطريقة أخرى.

كيف تكون طالب متميز؟

  • اتباع الطلاب طرق وعادات الدراسة الجيدة: عادات الدراسة الجيدة مهمة لتكون طالبًا متميز،  وينبغي جعل الدراسة جزءًا من روتين الأسرة من خلال تخصيص وقت ومكان وإجراءات منتظمة للعمل المدرسي في المنزل، ويعد فهم شخصية واحتياجات كل طالب أمرًا حيويًا لتهيئة الجو المناسب للدراسة، حيث يحتاج بعض الطلاب إلى السلام والهدوء، ويستفيد آخرون من تشغيل الموسيقى، وبشكل عام  فإن معرفة الطالب وإعطاء الأهمية لعادات الدراسة الجيدة يمكن أن يدرب الطلاب على تلبية توقعات الطالب المتميز.
  • تقيد الطالب بالمهارات التنظيمية: إن تعليم الطلاب الانتباه إلى المهام القادمة وما هو مطلوب لإكمالها، بالإضافة إلى وجود دفاتر ومجلدات منظمة تحتوي على عملهم سيساعدهم على الاستمرار في التركيز على تحقيق الأهداف التي حددها معلمهم لهم. حيث أن الطلاب الذين ينتبهون ويدونون ملاحظات جيدة في الفصل الدراسي، ويخططون مسبقًا للاختبارات والمشاريع سيشهدون نتائج أكاديمية إيجابية، حيث أن الاحتفاظ بدفتر المهام ، وتقسيم المشاريع الكبيرة إلى أجزاء أصغر، وإبعاد العمل المكتمل حتى يكون جاهزًا لليوم التالي هي مهارات تنظيمية مهمة للطلاب.
  • اتباع تقنيات الحفظ التي تتلاءم مع المرحلة العمرية للطلاب: اعتمادًا على عمر الطالب ستكون تقنيات الحفظ التي تفيدهم مختلفة، يحفظ الطلاب الأصغر سنًا الحقائق بشكل أفضل من خلال التكرار، فعلى سبيل المثال إن استخدام بطاقات تعليمية إضافية أو كتابة قوائم إملائية مرات عديدة، وعندما ينضج الطلاب يحدث الحفظ من خلال ربط المحتوى المجرد بالممارسة واستخدام حواس متعددة، وستعمل القدرة على تطوير فن الاستذكار أيضًا على تعزيز قوتهم التعليمية، حيث أن الذاكرة العاملة هي مؤشر أكبر على الأداء الأكاديمي من مستوى الذكاء.
  • تغيير  عادات نمط الحياة واتباع الأفضل منها: مع تقدم الطلاب خلال رحلتهم التعليمية، يمكن أن تتداخل التنشئة الاجتماعية والتشتت وعادات نمط الحياة بسهولة مع الأداء المدرسي، ويجب على الطلاب تنحية أشياء مثل الهواتف والمواقع الاجتماعية جانبًا عند الدراسة أو إكمال تأدية المهام والواجبات، حيث أن الطلاب الذين لديهم روتين نوم جيد ويحصلون باستمرار على قسط كافٍ من الراحة يمكنهم التفكير بشكل أكثر وضوحًا والاستعداد الأكاديمي بشكل أفضل، ويجب على الآباء أيضًا مراعاة مستوى نشاط أطفالهم، وإن الطلاب الذين يمارسون الرياضة لمدة 15 أو 20 دقيقة قبل أداء واجباتهم المدرسية سيساعدون عقولهم على الاستعداد للدراسة.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: