الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، يعانون أيضاً من الاكتئاب، ففي التصنيف الخاص بمنظمة الصحة العالمية للاضطرابات النفسية والسلوكية، ظهرت العديد من الأبحاث التي تحدثت عن العلاقة المتداخلة بين اضطراب الوسواس القهري والاكتئاب، فكثير من الوسواسيين القهريين يعانون من أعراض اكتئابية، كما أنَّ مرضى الاكتئاب غالباً ما يكتسبون أفكار وسواسية بجانب اكتئابهم.
يعد الوسواس القهري الخط الأساسي بالترابط بين الأفكار والأفعال والاستسلام لطقوسها، من هنا كانت الدراسة لهذه الفئة أكثر عمق عن طريق منظور علمي، يدفع الأشخاص للربط بين هذه الوساوس والتشويهات المعرفية التي تٌعد الجذور الخاصة للأفكار من جهة، من جهة أخرى تمثل الخطوط العريضة لرؤى الفرد وتصوراته عن نفسه وعن العالم من حوله وعن مستقبله.
ما هي علاقة الاكتئاب بالوسواس القهري؟
إنّ الأشخاص المصابون بالوسواس القهري معرضون للإصابة بأنواع متعددة من الأمراض النفسية، واحد من الأمراض الأكثر انتشاراً في هذه الحالة هو اضطراب الاكتئاب المزمن، حيث تشير الدراسات إلَّا أنّ ما يصل إلى ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري سوف يعانون من نوبات اكتئابية كبيرة في وقت ما أثناء فترة مرضهم.
من الممكن أن تختلف الأسباب من الإجهاد والتوتر التفاعلي إلى السلوك الهوسي القهري إلى التغيرات الكيميائية في المخ، التي يمكن أن تعمل على تغيير الحالة المزاجية والسلوك، قد يكون الاكتئاب خطير على الأشخاص المصابين بالوسواس القهري؛ لأنَّه من الممكن أن يؤثر على قدراتهم في الالتزام بمعالجة أعراض الوسواس القهري.
الاكتئاب الشديد:
هو أكثر من مجرد الشعور بالحزن، فحتى يتم تشخيصك بالاكتئاب يجب أن تشعر بالحزن الشديد وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامك لأكثر من أسبوعين على الأقل، كذلك يجب أن تظهر تقريباً أربعة من الأعراض الخاصة بالاكتئاب كل يوم تقريباً خلال فترة الأسبوعين نفسها.
أمّا أعراض الاكتئاب فهي، نعدام الشهية وتناول كمية قليل جداً من الطعام أو العكس، النوم بشكل مفرط من أو قلة النوم والأرق، الشعور بالإحباط أو بالذنب بدون وجود سبب محدد، الشعور بعدم وجود طاقة للقيام بأي شيء على الإطلاق، وجود أفكار متكررة تخص الموت والانتحار، مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز، الشعور إمّا بالتباطؤ أو التململ بشكل ملحوظ.
