مبدأ الريبة والشك في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ما نعرفه ليس بنفس أهمية طريقة تفكيرنا تقريبًا، حيث يعتبر مبدأ الريبة والشك في علم النفس هو أحد أقوى الدفاعات ضد التفكير السلبي والكسل الفكري، ومنها يقترح نيل ديجراس تايسون أن القدرة على طرح الأسئلة الصحيحة تمنعنا من التلاعب بنا.

مبدأ الريبة والشك في علم النفس

في البداية كان مبدأ الريبة والشك في علم النفس مخالفًا للحدس والإدراك الحسي بالنسبة لعلماء النفس، وخاصة علماء النفس الإيجابي المتفائلين بالحياة والمستقبل.

حيث يعتبر مبدأ الريبة والشك في علم النفس هو موقف تجاه شيء ما وطريقة للتحقيق والحذر الفكري التي تتطلب تطبيق العقل على الأفكار والمعلومات التي نقدمها، يساعد الشك في تشجيعنا على التوقف عند مجرد الإيمان بشيء لأننا نسمعه أو نراه، بدلا من ذلك متابعة المعرفة من خلال الشك المنهجي.

يعتبر مبدأ الريبة والشك في علم النفس جزء أساسي من التفكير النقدي، حيث يشعر الكثير منا بالرضا عن الاستقرار على الحقائق الشخصية ولا يهتمون بمعرفة ما هو صحيح من الناحية الموضوعية، بعبارة أخرى نحن راضين عن حقيقتنا وليس الحقيقة،  فالحقيقة الشخصية أو الحقيقة الذاتية هي شيء نعتقد أنه صحيح، أي إنها فريدة من نوعها، بناءً على منظورنا وتجارب حياتنا، التي قد تكون صحيحة أو خاطئة.

تعتبر الحقيقة الموضوعية التي أكدها العلم ومقبولة عالميًا تمثيل دقيق للواقع، حيث إن فكرة الحقيقة على أنها موضوعية هي ببساطة أنه بصرف النظر عما نعتقد أنه هو الحال، حيث ستكون بعض الأشياء صحيحة دائمًا وستظل أشياء أخرى خاطئة دائمًا، فقيمنا مهما كانت ليس لها تأثير على حقائق البيئة من حولنا، وما هو صحيح دائمًا صحيح حتى لو توقفنا عن تصديقه.

في حين أن حياتنا مليئة بالحقائق الذاتية، إذا أردنا إحراز تقدم حقيقي في أشياء مثل العمل أو أهدافنا الشخصية أو علاقاتنا فإن السعي وراء ما هو حقيقي بالفعل والاستفسار عنه هو المهم، فمن المريح قبول كل شخص لحقيقته والتعامل معها.

هذا يعني أننا لسنا بحاجة إلى تحدي ومواجهة أي شيء قد يجعلنا غير مرتاحين، حيث يبدو الأمر أكثر أمانًا وأكثر ثقة في كوننا في فقاعة تحيز، لكن الحقيقة هي التي تؤدي إلى الفهم الحقيقي والقدرة على اتخاذ القرارات وقرارات هادفة وتقدمية.

البحث عن الادعاءات في مبدأ الريبة والشك في علم النفس

الشك يعني في الأساس تحويل الادعاءات المختلفة الخاصة بنا إلى أعلى أي إلى أفكارنا، فنحن نسمع ونرى باستمرار ادعاءات حول كيف تسير الأمور أو كيف يجب أن تكون، مثل الإعلانات واللافتات للمتاجر التي تضع معلومات أو ادعاءات على الأغلب تكون كاذبة للتسويق للمنتج والمحاولة في التحكم في طريقة تفكيرنا، حيث لا يثق العديد من الناس بالإعلانات واللافتات؛ وذلك لأننا ندرك إلى حد ما أن الإعلان هو في الأساس الطريقة الإبداعية والفنية لخدمة صاحب المصلحة.

بالتالي نحن بحاجة إلى تحدي الادعاءات في مبدأ الريبة والشك في علم النفس من خلال البحث عن الأدلة والنظر إلى ما وراء ما نراه ونسمعه في ظاهره، ومن هنا تنطلق أهمية طرح الأسئلة الصحيحة، فالأسئلة تشبه مجرفة الحقيقة فهي تسمح لنا بالبحث ببطء في الهراء، حتى دون معرفة ما نحاول العثور عليه، حتى نصل إلى نقطة اكتشفنا فيها ما يكفي لتصديق شيء ما على أنه صحيح أم لا.

قد يكون هناك ميل لطرح سؤال مصوغ في لماذا ولكن هناك الكثير من الأدلة التي تتحدث عن الجانب السلبي لهذه الأنواع من الأسئلة، على سبيل المثال تعتبر أداة السؤال المتمثل في لماذا اتهامية، وتضع الناس في موقف دفاعي، وطرح سؤال ماذا أو كيف يفتح المجال لمزيد من التفسير الذي لا يأتي من مكان الاضطرار للدفاع عن النفس، على سبيل المثال لنفترض أن رئيسنا في العمال يخبرنا أنه لا يمكننا تنفيذ مشروع معين ومحدد من قبل لأنه مضيعة للوقت ولا يساهم في الهدف المطلوب.

كل فرد يفكر بطريقة أخرى عن غيره، وكمشككين فكل شخص يعلم أن يشكك في كل شيء محايد ويريد أن يعرف لماذا لا يساهم في الهدف، أي أن مبدأ الريبة والشك في علم النفس وخاصة الداخلي يطالب بتفسير، فيمكن للفرد أن يسأل لماذا لا؟ ومن المحتمل ألا يؤدي هذا إلى مناقشة، بل إلى نوع رد سريع لأنه لا يحدث، ومن الأفضل محاولة صياغة نفس الاستفسار مثل ماذا عن هذه المهمة على وجه التحديد لا يساعدنا في تحقيق الهدف المطلوب؟

أهم الإرشادات في مبدأ الريبة والشك في علم النفس

تتمثل أهم الإرشادات في مبدأ الريبة والشك في علم النفس من خلال ما يلي:

عدم تقبل السلطة فقط

فقط لأن شيئًا ما يأتي من شخص نثق به ونعتقد أنه حسن السمعة، لا يعني أنه يجب علينا فقط قبوله على أنه حقيقي، حيث يشجع مبدأ الريبة والشك في علم النفس كل شيء على أن يتم فحصه من خلال نفس الفلتر، بغض النظر عن مصدره، وفقط لأن شخصًا ما هو قائد رأي أو رئيس في العمل لا يعني أنه يجب قبول كل شيء في ظاهره، حيث لا تسقط الحاجة إلى السؤال والتقييم بسبب سمعة شخص ما.

معرفة جميع التحيزات

نحن جميعًا بشر وهذا يعني أننا جميعًا أكثر عرضة لتحيزنا المعرفي أكثر مما نعتقد، باختصار هذا يعني عقلانية معيبة حول كيف تكون الأشياء في الواقع، أو التشوهات المعرفية اللاواعية، فكلما استطعنا فهم الأنواع المختلفة من التحيزات المعرفية بشكل أفضل، كان من الممكن أن نكون مجهزين بشكل أفضل لملاحظة ميولنا للاعتقاد بأن شيئًا ما صحيح، حتى لو لم يكن كذلك بشكل صارخ.

التحيز المعرفي الوحيد الذي جادله علماء النفس هو الأكثر أهمية فيما يتعلق بكون الفرد متشككًا مستنيرًا، هو التحيز التأكيدي، وهو الذي يتمثل في ميلنا للبحث عن المعلومات التي تدعم ما نعتقد بالفعل، لنفترض أن هناك شخص مؤسس شركة ناشئة، إذا كان يعتقد أن عمله يعمل بشكل جيد، فلديه ميل للبحث عن المعلومات التي تدعم ذلك، وربما يتجاهل البيانات الهامة، ويتجاهل المعنى الحقيقي للمقاييس، ويتجه نحو مقاييس الغرور والبيانات الصحفية كمبرر لصحة عمله.

الاعتراف بالخطأ

لا أحد يحب مبدأ الاعتراف بالخطأ لكنه شيء نحتاج جميعًا أن نكون مرتاحين له إذا كنا مهتمين حقًا بإيجاد حقائق موضوعية في مبدأ الريبة والشك في علم النفس، فكلما أسرعنا في الاعتراف بما اعتقدنا أنه غير صحيح، زادت قدرتنا على تصحيح أنفسنا وتفكيرنا بشكل أسرع، حيث يعتبر الاعتراف بالخطأ من أهم الإرشادات الخاصة بمبدأ الريبة والشك في علم النفس.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: