مجال عادات العقل في القدرات الحركية والانفعالات والتفكير الإيجابي

اقرأ في هذا المقال


يقوم العقل والدماغ بإصدار الأوامر للممارسة سلوكيات متعددة وتعد العادات العقلية لدى الفرد الحصة الأكبر لهذه السلوكيات والتي تعود على الفرد بالتأثير الكبير على حياته بما يلحقه بالشعور بالراحة واللذة، وهناك عدة ميادين من العادات العقلية للبشرية يقوم الدماغ بالاهتمام بها ومنها ممارسة وتعود الفرد على المهام الحركية والانفعالات والعواطف وكذلك طريقة تفكير الافراد سواء بشكل إيجابي أم سلبي.

عادات العقل والقدرات الحركية

يبدو أنّ للعادات دور كبير في جانب القدرات الحركية للإنسان، فحين يتعلم الفرد المشي في مرحلة الطفولة للوصول إلى مرحلة الإتقان والدقة والإتزان والتعود على القيام بالأعمال الحركية التي تتطلب مهارة عالية من مثل القيام بالاعمال اليدوية وغيرها من الأمور ذات العلاقة، فيتضح التعود على المشي حينما يرى الفرد وهو في حالة سكون وكذلك من الممكن أن يراه في الأحلام، فعند علم ودراية الفرد بالمسافات والاتجاهات للأشياء في المكان الذي يراه وهو ساكن.

حيث أنّ العادات الحركية تكون مغطاة أو ما يطلق عليها بالكامنة، وتكون العادات كامنه بمعنى أنّها تكون مغطاة ومختفية، فهي عبارة عن نشاط مختفي وكامن وبناءًا على هذا النحو فأنّ كل ما يقوم به الشخص أو ما يقوم بتفكير فيه الفرد الذي تكون لديه عادة التحرك والإنتقال فأنّه يفعله ويفكر فيه بطريقة مختلفة، وهذه الحقيقة معترف بها في علم النفس المعاصر ولكنها تموه إلى ترابط بين الاحساسات، فالخطوة الأولى التي يخطوها الطفل هي مغامرة رومانتيكية في العالم المجهول وكل قوه حركية يكتسبها هي اكتشاف ممتع لإمكانياته،  كما أنّها تمثل اكتشاف لعجائب العالم.

كما قد لا نستطيع أن نحتفظ في عادات الكبار بما يملكون من إمكانيات تحقق متعة الذكاء وتجدد الرضا، وهناك بالتأكيد طريق وسط بين ممارسة القوة ممارسة عادية تقوم على بعض المغامرات في عالم المجهول وبين النشاط الآلي المحصور داخل عالم معين خاص، وحتى في تعاملنا مع الآلآت التي لا حياة فيها فأننا نعطي المرتبة الأسمى للإختراع الذي تتكيف حركاته حسب الظروف المختلفة.

عادات العقل والانفعالات

تعد هذه العادات جانب من جوانب الدوافع الشعورية حيث نجد أنّ هناك مظهرًا آخر من التنظيم الإنفعالي عند الإنسان، فالإنسان لا يسلك وفقًا لدوافعه الإنفعالية الأولية ولكنه ينظم هذه الدوافع حول موضوعات معينة في العالم الخارجي حسب نوع الخبرات التي تحدث للفرد من جراء احتكاكها بهذه الموضوعات، ونتيجة هذا التنظيم الإنفعالي تتكون العادات الإنفعالية فالعاطفة ما هي إلّا جانب مركب من عدة انفعالات حيث تتمركز حول الخبرات السارة أو غير السارة.

والعاطفة بهذه المعنى تعتبر هنا صفة مزاجية متعلمة ومكتسبة بالإضافة إلى أنّها تأتي نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة، وهي خاصة لأنّها لا تدخل في جميع أساليب النشاطات الإنفعالية بل في جزء منها وهو ذلك الذي يتعلق بموضوع العاطفة، فالنشاط الإنفعالي الصادر عن العاطفة لا يستثار إلّا إذا وجد الموقف الذي يتعلق بموضوع العاطفة أو ما يستدعيه، أما في غير ذلك من المناسبات فالنشاط الانفعالي المتمثل بالعاطفة يعد سلوكاً كامنًا يحتاج إلى مثير معين ينشطه أو يستدعيه.

وتفرض الحياة على الإنسان ضروريات معينة منها لتنظيم حياته الوجدانية لأنّه يعيش في عائلة والعائلة تعيش في مجتمع، وهناك علاقة تأثير وتأثر فيما بينهم، والعاطفة تحتوي على مجموعة منظمة من الانفعالات ترتبط بفكرة أو موضوع معينين، وغالبًا ما يتكون هذا الارتباط دون قصد أو وعي أو قد يرجع هذا الارتباط إلى عوامل التشابه والاقتران، وهكذا تكون العاطفة عادات انفعالية طالما إنّها تنظم بعض نواحي النشاط الانفعالي أو المزاجي حول موضوع معين تبعًا لعوامل البيئة والتعلم والاكتساب.

ويجب التذكر أنّ العادات الانفعالية يمكن أن تكون موضوعات عامة كحب الأطفال أو عاطفة نحو أمور مجردة كالكره والغش والخداع وغيرها، ومن أكبر مميزات العاطفة أنّها تطبع سلوك الإنسان بنوع من الثبوت والاستقرار مثلها مثل أي من العادات الفكرية والعادات الحركية، ويبدو أنّ الشك في إمكانية التنبؤ في سلوكيات فرد ما في مواقف محددة إذا تم التعرف على صفة عاطفة هذا الفرد وكذلك عاداته الإنفعالية.

عادات العقل والتفكير الإيجابي

يتميز اشخاص معينيين بأنّهم أصحاب تفكير إيجابي بحيث من الممكن أن نراهم بشكل دائم يتوقعون النجاح والفوز مما يولد لديهم شعور داخلي بالثقة العالية بالنفس حتى يصلوا لأهدافهم التي يحددوها، فلو تم سؤالهم عن كوب مملوء نصفه ماء ماذا تراه؟ من الطبيعي أن يجيبوا أنّ نصفة مملوء، وهذا يدل على إمتلاكهم ملكة عادة التفكير الإيجابي، وبالعكس من ذلك هم الأشخاص اللذين تسيطر عليهم عادات التفكير السلبي فلو تم توجيه لهم نفس السؤال عن الكوب لقالوا نصفه فارغ، وهذا مفهوم رمزي للطريقة التي ينظر بها الناس للشيء الواحد ويعكس أيضًا نظرة التفاؤل والتشاؤم للشخص.

المصدر: سيكولوجية عادات العقل والسلوكيات الذكية (التعود العفلي(، تأليف: ضاري خميس العبادي، لناشر: مكتب اليمامة للطباعة والنشر، دار الكتب والوثائق ببغداد لسنة 2019مThe National Assessment of College Student Learning: Identification of the Skills to be Taught, Learned, and Assessed, NCES 94–286, US Dept of Education, Addison Greenwood (Ed), Sal Carrallo (PI). See also, Critical thinking: A statement of expert consensus for purposes of educational assessment and instruction. ERIC Document NoCosta, A. & Kallick, B (2000), Discovering and Exploring Habits of Mind. ASCD. Alexandria, Victoria USABriggs, Tracey, W. Passion for What They Do Keeps Alumni On First Team. U. S. A Today. February 25, 1999. Vol. 17, No. 115 pp. 1A-2A.قطامي، يوسف وعمور، أميمة (2005)، عادات العقل والتفكير النظرية والتطبيق. عمان. دار الفكر


شارك المقالة: