مرض الزهايمر واحتياجات مرحلة الاحتضار

اقرأ في هذا المقال


في أول مراحل من مرض الزهايمر يقوم مقدم الرعاية في بالتركيز والحفاظ على أمان المريض وراحته، فكلما تفاقم المرض نواجه أسئلة يصعب الإجابة عليها عن الاحتضار مثل؛ متى يحين موعد اختيار الرعاية التلطيفية بدلاً من إنقاذ حياة الشخص المصاب بمرض الزهايمر؟ متى تؤدّي الرعاية الطبية التقليدية إلى إطالة حياة شخص يحتضر؟ سنتعرف فيما يلي المساعدة فيما يتعلق بهذه الأمور وأسئلة أخرى عن الاحتضار.

مرض الزهايمر واحتياجات مرحلة الاحتضار:

تشجيع المريض على كتابة توصياته مسبقاً:

غالباً ما تُكتب التوصيات المسبقة على شكل تعليمات خاصة بما يفضّله الشخص المصاب بشأن الرعاية الطبية في مرحلة الاحتضار، يفضّل مناقشة تلك التفضيلات وعندما يكون ما يزال قادر على التواصل، مع التأكد من وجود نُسخ مرفقة من هذه التوصيات المسبقة في التقارير الطبية، يكون ذلك مهم إذا انتقل إلى دار مسنين أو إلى مرفق آخر للرعاية طويلة الأمد أو احتاج إلى الرعاية بالمستشفى أو غرفة طوارئ؛ فسوف تساعد هذه التوصيات المسبقة العاملين بالمستشفى في معرفة ما يجب فعله، وما لا يجب فعله في الحالات الطبية الطارئة.

التركيز على الراحة وليس على إطالة الحياة:

مع تطور مرض الزهايمر، يصبح المريض عاجزعن التوضيح بما يشعر به من ألم، لذلك يجب الانتباه على المؤشرات، مثل أن تزداد سلوكاته المحرجة والمفاجئة أو الصعوبة الشديدة في النوم، فقد تتضمن العلامات الجسدية التي قد تظهر على جسد المصاب تورم الجلد أو شحوبه، يجب التحدث مع الفريق الطبي حول تعديل خطّة علاج الشخص المريض للتأكد من أنّه يشعر بالراحة.
في نهاية الأمر قد يتعيّن على مقدم الرعاية التوازن بين راحة الشخص المريض والفوائد التي ستعود عليه من إطالة الحياة، فقد تتسبب الجهود التي تُبذل لإطالة الحياة، مثل غسيل الكلى والتغذية عبر أنبوب والمضادات الحيوية التي تستخدم في علاج عدوى البكتيريا، في معاناة غير ضرورية للأشخاص الذين يمكن أن يصلوا إلى مرحلة الاحتضار براحة وسلام دون هذه الجهود الطبية.

التفكير في اللجوء لدور رعاية المسنين والرعاية التلطيفية:

تقوم دور رعاية المسنين بالتركيز على التعامل مع الألم والرعاية التلطيفية في مرحلة الاحتضار، يتم اللجوء إلى دور رعاية المسنين غالباً للأشخاص الذين يتوقع الأطباء أن يكون المتبقى لهم في الحياة أقل من ستَّة أشهر، ولأنَّه من الصعب توقع الإطار الزمني في المرحلة النهائية لمرض الزهايمر، فإنّ دور رعاية المسنين بوجه عام تعد مكان ملائم للرعاية عندما يكون الشخص المصاب بمرض الزهايمر يعاني مما يلي:

  • فقدان القدرة على الاتصال بالآخرين.
  • لا يكون قادر على المشي.
  • لا يستطيع رفع رأسه.
  • يعاني من بعض المضاعفات الطبية التي تتعلق بالخرف، مثل الالتهاب الرئوي أو العدوى أو فقدان الوزن.

دور الرعاية:

يمكن أن تتوفر دور الرعاية بما في ذلك دور المسنين، فإذا عاش الشخص المصاب لمدّة أطول من ستة أشهر بعد بدء إقامته في دور الرعاية، فيمكن إطالة مدّة استفادته من البقاء في أي من هذه الدور، وبالمثل يمكن اختيار إيقاف الرعاية في دور المسنين في أي وقت.
من الممكن أن تكون الرعاية التلطيفية مناسبة؛ لأنّها تهدف إلى تحسين حياة الشخص المصاب بمرض متقدم، بعكس الرعاية التي تقدمها دور المسنين، فإنّ الرّعاية التلطيفية تتواجد في أي وقت أثناء الإصابة بأمراض خطيرة أو مهددة للحياة، يتم تقديم الرعاية التلطيفية مع طرق علاج طبية أخرى، كما تهدف إلى تخفيف الأعراض وتسكين الألم وتعالج المخاوف النفسية، وتحافظ على كرامة المريض وراحته.

التواصل عبر الحواس:

بعد أن يتوقف الشخص المصاب بالزهايمر التعرف على الأسرة أو يصبح عاجز عن التواصل بأنواعه، فلا يزال بالإمكان إظهار الحب، وللحفاظ على التواصل، يفضّل استخدام حواس الشخص المصاب مثل اللمس؛ من خلال إمساك يد الشخص المصاب، والقيام بتسريح شعره، وتدليك يديه أو ساقيه أو قدميه بلطف، حاسة الشم؛ حيث يتم وضع رائحة العطر أو الورد أو الطعام المفضل الإحساس بالراحة.
يمكن استخدام حاسّة البصر من خلال عرض مقطع فيديو يحتوي على مشاهد من الطبيعة وأصوات هادئة مريحة، أو الخروج معه في نزهة لمشاهدة المناظر البديعة في إحدى الحدائق أو مشاهدة الطيور، يوجد أهمية أيضاً لحاسة السمع من خلال قراءة الأمور المفضّلة بصوت مرتفع، حتى وإن لم يكن يفهم الكلمات، فقد تبعث نبرة الصوت وإيقاع الحديث الهدوء في نفسه.

كرامة المريض في مرحلة الاحتضار:

إنّ المساهمة في مساعدة أشخاص مصابون بمرض الزهايمر خلال مراحلهم الأخيرة من الحياة تعد من المراحل الصعبة، فكلما تطور المرض سيكون من الصعب اتخاذ قرارات نيابةً عنهم، من أهم هذه القرارات؛ القرارات التي تؤكّد على حقهم في الاحترام والكرامة والراحة الجسدية حتى نهاية الحياة.

المصدر: الزهايمر، لطفي الشربينيداء الزهايمر، رامي أبو سميةالطب النفسي المعاصر، أحمد عكاشة


شارك المقالة: