مزايا التعلم التكيفي في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


التعلم التكيفي في التدريس التربوي:

يعلم كل معلم تربوي بأنّه لا يوجد طالب مشابه لغيره من الطلاب من حيث الخصائص أو القدرات وغيرها،  حيث أنّ لكل منهم خصائصه وقدراته ونقاط ضعفه، وقد تكون مناهج التعلم واسعة النطاق غير فعالة لاحتضان هذا التعقيد النابض بالحياة على المدى الطويل.

حيث يتدخل التعلم التكيفي باستخدام أجهزة أو أدوات تعليمية معينة لإدارة التفاعل مع المتعلمين، وتوفر هذه الطريقة حلولاً مخصّصة لتلبية احتياجات التعلم المحددة لطلاب .

يعد التعلم التكيفي نظامًا تعليميًا يعتمد على تحليل التكنولوجيا والبيانات، ممّا يسمح للمعلمين بتتبع أداء الطلاب وتعديل الأساليب والبرامج وفقًا لاحتياجات كل متعلم.

يوسع التعلم التكيفي الحدود التربوية التقليدية، والتي لا تكاد تعالج عددًا لا يحصى من الخصائص الفريدة التي يحتفظ بها الطلاب، وهي بالتأكيد تجلب مزايا كبيرة لتجربة الطلاب.

للوهلة الأولى قد يبدو التعلم التكيفي معقدًا أو صعب التنفيذ، في الواقع يمكن أن يكون تحويل الفصل إلى التعلم التكيفي عملية تدريجية بعيدة كل البعد عن التغييرات المفاجئة التي لا يمكن السيطرة عليها، ومن المرجح أن تصبح النهج الراسخ في التعليم من خلال سد الثغرات الموجودة في الحصول على المعرفة.

كيف يسمح التعلم التكيفي بالتغلب على أساليب التعلم التقليدية:

لا يتطلب التعلم التكيفي مزيدًا من الجهد لتطويره وتنفيذه مقارنة بالطرق التقليدية، وبمجرد تصميم النظام وإنشائه يمكن تكييفه بسهولة من متعلم إلى آخر.

البرامج التعليمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص البرامج لاحتياجات كل من المعلمين والطلاب، وتساعد المتعلمين على تجربة مسار محتوى يتوافق مع إتقانهم للموضوع، وهذا أمر بالغ الأهمية لمتابعة مستوى متوسط ​​أعلى من النتائج في الفصل الدراسي.

في واقع الأمر فإنّ طرق التعلم التقليدية التي تجمع بين الدروس الأمامية والدراسة الفردية في المنزل، تؤدي عمومًا إلى تفوق عدد قليل من المتعلمين ولكن معظمهم يجتازون الأفكار دون إتقان مفاهيم مهمة.

ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الفصول تمتلئ بشكل متزايد بالطلاب ذوي الخلفية التعليمية والمعرفية المتنوعة، ومن الطبيعي أن نعتقد أن التقدم في المدرسة لا يجب أن يأخذ في الاعتبار عمر العلماء والوقت الذي يقضونه في الفصل فحسب بل يجب أن يركز بشكل أكبر على الكفاءة.

يدعم هذا النهج المتمحور حول المتعلم الطلاب في قضاء الوقت الذي يحتاجون إليه لإتقان المفاهيم، بدلاً من قبول الفشل بناءً على أداء الطلاب الآخرين والحدود الزمنية، وبالإضافة إلى منح المتعلمين الوقت المناسب لزيادة كفاءتهم ومشاركتهم إلى أقصى حد.

مزايا التعلم التكيفي في التدريس التربوي:

هناك مزايا رئيسية أخرى في تنفيذ التعلم التكيفي، وتتمثل هذه المزايا من خلال ما يلي:

1- حصول المعلمين على تحليلات في الوقت الفعلي حول أداء فصلهم الدراسي، والنضالات الناشئة والنجاح.

2- بوجود الأنشطة وبفضل تحليل البيانات الآلي يمكنهم التدخل على الفور في القضايا الحرجة وتعديل طريقتهم لحلها.

3- نتيجة لذلك سيستفيد أيضًا المسؤولون عن إنتاج المحتوى للمدرسة من الاستخدام الواسع النطاق للتعلم التكيفي، من خلال تلقي تعليقات أكثر موضوعية وتفصيلية حول كفاءة عملهم والمجالات الناشئة التي ستغطيها البرامج التعليمية.

4- يمكن استخدام التعلم التكيفي لضمان تعلم الطلاب للكفاءات بفعالية وكفاءة ولكنه ليس مكملاً ضروريًا، هاتان التقنيتان مهمتان للغاية لمستقبل التعليم لكنهما ليسا نفس الشيء.

مكونات النظام التكيفي في التدريس التربوي:

يتكون نظام التعلم التكيفي من ثلاثة أجزاء منفصلة:

  • نموذج المحتوى: يجب أنّ يحتوي النظام على شبكة أو مخطط تدفق للكفاءات والموضوعات.
  • نموذج المتعلم: يجب أنّ يكون النظام قادرًا على تمثيل معرفة وقدرات كل متعلم.
  • النموذج التعليمي: يجب أن يكون النظام قادرًا على تحديد محتوى لمتعلم معين في وقت محدد.

بالإضافة إلى هذه الأجزاء الأساسية تعتمد فعالية النظام التكيفي المنتشر أيضًا على الأنظمة الداعمة التالية:

  • تحليلات أداء الطلاب: يجب أنّ يوفر النظام لوحة معلومات تحليلية تسمح للمعلم بتحديد كيفية تقدم الطلاب، وأين كان أداؤهم جيدًا، وأين واجهوا مشكلة، وكيف كان أداء المجموعة ككل.
  • تحليلات موارد المحتوى: يجب أنّ يوفر النظام أيضًا لوحة معلومات تحليلية تسمح للمعلم بتحديد الموارد الفعالة في تدريس الطلاب، وهذا مفيد للغاية عند تحديد مكان وكيفية تركيز الجهود على تحديث الفصل.

ما هي أنواع الأنظمة التعلم التكيفي في التدريس التربوي؟

المستندة إلى القواعد مقابل المستندة إلى الخوارزمية:

بشكل عام الأنظمة التكيفية السابقة أو الأنظمة المصممة للاستخدام في موضوعات أقل توسعية، تستخدم نظامًا قائمًا على القواعد حيث يُطلب من أخصائي المحتوى كتابة سلسلة من قواعد if / then التي تحدد كيفية ارتباط شبكة المفاهيم في قاعدة المعرفة، البديل هو نظام قائم على الخوارزمية يعتمد إلى حد كبير على التعلم الآلي لإنشاء وتحديث الشبكة في النماذج التعليمية والمتعلمين.

اعتماد المحتوى:

تختلف الأنظمة التكيفية أيضًا بناءً على مدى اعتماد النماذج الثلاثة ولوحتي معلومات التحليلات على المحتوى الذي تعمل عليه، وتم تصميم بعض الأنظمة عن كثب وتعتمد على المحتوى، وقد يكون الآخرون مستقلين تمامًا ويدعون أنّهم قادرون على الأداء الجيد بغض النظر عن المحتوى المستخدم، وأخيرًا، قد يدعي الآخرون أنها مفيدة لفصول الرياضيات بشكل عام ولكنّها لن تكون مفيدة خارج هذا المجال.

ما هي أشكال رئيسية التعلم التكيفي:

الناشر:

أنّ العديد من الأنظمة معظمها من ناشري الكتب المدرسية متكاملة تمامًا مع محتوى معين ولا يتم بيعها أو إتاحتها كنظم تكيفية بشكل واضح، وإنّها ببساطة مواد تكميلية مصاحبة لكتاب مدرسي معين يكون قابلاً للتكيف، وقد ارتفع هذا بشكل أساسي إلى مستوى حصص الجدول لكبار ناشري الكتب المدرسية.

النظام الأساسي:

بعض الأنظمة عبارة عن منصات تحليلية للأغراض العامة أو مستهدفة تتضمن النماذج الثلاثة ولوحتي معلومات موصوفتين أعلاه، ويتم تمكين المستخدم من خلال دعم أدوات إنشاء المحتوى لإنشاء دورة التعلم التحليلي الخاصة به.

دمج التعلم التكيفي في العملية التعليمية:

إذا كان المعلم التربوي يفكر في دمج نهج التعلم التكيفي في تجربة التعلم، فقد تم استخدام العديد من الخيارات المختلفة:

  • مسارات قابلة للتكيف بالكامل: تجربة التعلم بأكملها وخريطة المعرفة الكاملة متاحة بالكامل للمحرك التكيفي.
  • خطي لكن متكيف داخل الكفاءات: في هذا السيناريو يضع المعلم سلسلة من الموضوعات أو الكفاءات الرئيسية التي سيتم تغطيتها بالترتيب، وداخل كل عنصر في هذا التسلسل يتم تحديد خريطة المعرفة التي يعمل عليها المحرك التكيفي، ويوفر هذا للمعلم نقطة وسطية بين الدورة التدريبية التقليدية المستندة إلى الوقت والتي يتم التحكم فيها بدرجة عالية والتي يكون معظم أعضاء هيئة التدريس على دراية بها وتجربة التعلم القابلة للتكيف تمامًا.
  • تكيفي ولكن مع حراس بوابات بشريين متكاملين: يمكن استخدام هذا النهج عندما يُتوقع أن يتعلم الطالب الخلفية والمعرفة المباشرة إلى حد ما والتي ستكون تحت سيطرة نظام التكيف، ولكن بعد ذلك تكون القدرة على التقدم إلى الموضوع التالي أو الكفاءة تحت سيطرة بعض البواب البشري، قد يقوم حارس البوابة هذا بتقييم الطالب بناءً على مشروع أو مناقشة أو عرض تقديمي أو طريقة أخرى دقيقة ودقيقة.

هناك طرق أخرى ممكنة، لكن ما سبق يوضح مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن دمجها في تجربة التعلم، ويمكن أن يكون مشروعًا مكثفًا أو يمكن أن يكون جهدًا مستهدفًا أصغر يسمح لمنظمة أو أستاذ أو مدرس أن يصبح أكثر راحة مع النهج وبناء الخبرة بمرور الوقت.

التحديات التي تواجه التعلم التكيفي في التدريس التربوي:

أنّ أنظمة التعلم التكيفية رائعة ونهج فعال للتعلم، وتوجد بالتأكيد تحديات محددة، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

أطوال المصطلح هي العائق الرئيسي للتنفيذ المكثف للتعلم التكيفي في جميع المجالات في المؤسسة التعليمية بالنسبة للمعلم التربوي، ويمكن للنظام التكيفي أن يجبرهم على معالجة السؤال: كيف سأقوم بتنظيم صفي والتأكد من قيام الجميع بقدر كافٍ من العمل إذا كان بعض الطلاب قادرين على التقدم من خلال المادة في بمعدل أسرع أو أبطأ بكثير من الطلاب الآخرين؟

نظرًا لمتطلبات الاعتماد بالإضافة إلى الشعور بالإنصاف لدى بعض المعلمين التربويين والطلاب لا يمكن أن تكون الإجابة ببساطة أنّه لا يهم أو لن يكون له تأثير كبير، وتسمح بعض الأنظمة التكيفية للطالب بتعلم المادة بشكل أسرع من النظام التقليدي، ويجب أن يقرر المعلم التربوي كيفية معالجة ذلك.

من التحديات الأخرى التي تواجه الأنظمة المستندة إلى القواعد وليس من المستغرب كتابة القواعد، في حين أن كتابة أي قاعدة واحدة قد لا تكون بهذه التعقيد، فإنّ كتابة قاعدة معرفية كاملة من القواعد يمكن أن تصبح بسرعة ساحقة لأنّ التفاعل بين القواعد والموضوعات قد يكون من الصعب تتبعه، وهذا التعقيد هو السبب الرئيسي في أن الأساليب المستندة إلى القواعد للتعلم التكيفي هي الأكثر فائدة لخبرات التعلم الأصغر.

التحدي الأخير هو أنّ أنظمة التعلم التكيفية هي نهج جديد للتدريس للعديد من الأساتذة، ويمكن أن يأخذ التعلم التكيفي بعض التحكم المباشر في عملية التعلم من أيدي الأستاذ، ويمكن أن يضع الأستاذ في دور جديد، ليس كموزع لجميع المعلومات ولكن كدليل أو مرشد في التعقيدات أو الجوانب الأكثر صعوبة في المجال، ويمكن أن يكون تحولًا مثيرًا، ولكن يمكن أن يكون تغييرًا محددًا يجب معالجته.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: