مشاكل يواجهها الطلاب في التعليم الإلكتروني في النظام التربوي

اقرأ في هذا المقال


التعليم الإلكتروني في النظام التربوي:

يقوم التعلم الإلكتروني على جذب العديد من الطلاب إلى التعليم من خلال شبكات ومواقع الويب، ومع ذلك يواجه العديد منهم عقبات خطيرة تعمل على منعهم من إكمال دوراتهم بنجاح، ويعتبر التعليم الإلكتروني أحدث موجة من التعليم، ويقدم بالفعل عرضًا عادلًا على الرغم من أنه يمثل تحديات لكل من المعلمين والطلاب.

بينما يتطلب من المعلمين المزيد من العمل المكثف والوقت من أجل القيام على تصميم التعليمات، ويحتاج الطلاب إلى تجهيز أنفسهم بالكفاءة التقنية لفك شيفرة مادة الدورة، ويعد التعلم الإلكتروني خبرًا سارًا ولكنه في مرحلته الأولية يشكل تهديدات معينة للطلاب، ويساعدهم تغيير المواقف ومحو الأمية في مجال التقنيات على اكتساب الثقة من أجل النجاح في دوراتهم الدراسية بإيجابية.

في كثير من الأحيان لا تحظى قيمة التعلم الإلكتروني بالثقة الكاملة ولا تُعطى الاحترام الذي تستحقه، حيث أن المؤهلات معتمدة من قبل مؤسسات تعليمية مرموقة، إلا أن الصدق والمصداقية يقابلان شكّاً؛ لأن الشكل جديد نسبيًا ولا يتم الإشراف على تقدم الطلاب.

مشاكل يواجهها الطلاب في التعليم الإلكتروني وكيفية التغلب عليها في النظام التربوي؟

عندما يتم تحدي الأساليب الراسخة تاريخيًا في أي صناعة وإعادة تصورها وتطويرها وإعادة توزيعها فإن فترة التأقلم لكل المعنيين أمر لا مفر منه، حتى الثورة الصناعية الأولى فشلت في البداية بسبب معارضة المشككين، أولئك الذين كانوا يخشون التغيير، ومع ذلك توجد موجات تغيير لا يمكن كبتها وإذا كان تحديث التعليم التقليدي مطلبًا للانتقال إلى الثورة الصناعية الرابعة الحالية، فإن التعليم الإلكتروني السائد هو شيء يجب أن نبدأ في التعود عليه.

من غير المألوف على أقل تقدير احتمال وجود تجربة تعليمية كاملة مدمجة في جهاز إلكتروني شخصي، يمكن أن يكون الأمر مزعجًا للطلاب الذين لم يعرفوا سوى إعدادات الفصول الدراسية التقليدية، تقليدياً من المتوقع درجة من السلبية أثناء المحاضرات خاصة عند تدوين الملاحظات والاستماع، بينما يتم تخصيص وقت محدود للمناقشة مع المعلمين، ويتطلب التعلم الإلكتروني الانطلاق إلى العمل، وقبول مواد الدورة التدريبية في مجموعة متنوعة من تنسيقات الوسائط المتعددة، والمشاركة في المناقشات عبر الإنترنت التي يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.

إن القلب والعقل المنفتحين ضروريان للقدرة على قبول التغيير وجني العديد من الأمور المفيدة للتعلم الإلكتروني، ويعد فهم مزايا التعليم الإلكتروني أمرًا ضروريًا، يمكن بعد ذلك الاستفادة من جميع الأمور الجيدة التي يمكن أن يوفرها التعلم الإلكتروني، وتمكين المرونة، وإرشاد المعلم الشخصي، وشبكة الاتصال العالمية، والوصول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع إلى مواد الدورة التدريبية ودعم الطلاب.

هناك مجموعة متعددة من المشاكل الشائعة التي يواجهها الطلاب في فصول التعليم الإلكتروني والتي يجب حلها من خلال المبادرات المناسبة لفوائد الطلاب المستقبلية، وتتمثل من خلال ما يلي:

نضال القدرة على التكيف:

إن عملية الانتقال من الفصل الدراسي بشكله التقليدي في نفس المكان إلى التعليم او التدريب المرتكز على الأحهزة التقنية في بيئة تعليمية افتراضية من التجارب المختلفة على الطالب، إن مقاومتهم للتغيير لا تسمح لهم بالتكيف مع بيئة التعلم خلال الشبكات ومواقع الإنترنت، بينما يستغرق الأمر وقتًا حتى يعتادوا على أنظمة إدارة الدورات وأساليب التعليم المعتمد على الكمبيوتر، بينما يُتوقع الاستماع السلبي وتدوين الملاحظات في الفصل الدراسي التقليدي، فإن المناقشات عبر الإنترنت أو إنشاء صفحة ويب تتطلب الانطلاق إلى العمل، يجد الطلاب ذوي العقلية التقليدية صعوبة في التكيف، ومع ذلك فهم بحاجة إلى قبول ظروف التعلم الجديدة بعقل وقلب منفتحين.

مشكلة تقنية:

يعاني العديد من الطلاب من سوء الاتصال بشبكات الإنترنت، حيث أن ذلك يؤدي إلى فشل الاتصال أو عدم المُضي مع الأشخاص الافتراضيين، وشاشاتهم الضعيفة تجعل من الصعب متابعة نظام إدارة الدورة التدريبية وتصبح تجربة التعلم الخاصة بهم مشكلة، وعلاوة على ذلك يعيش معظمهم خارج الحرم التعليمي ويجدون صعوبة في مواكبة المتطلبات الفنية للدورة المختارة، ويعاني بعض الطلاب من عدم تواجد المعدات والأدوات الإلكترونية المطلوبة، ويطلب المساعدة في مراكز مصادر التعلم للحصول على المساعدة الفنية، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو معرفة نوع الدعم التكنولوجي الذي سوف يحتاجون إليه بالضبط لدورة معينة قبل التسجيل فيها، وكذلك تجهيز أنفسهم بشكل صحيح من أجل إكمال الدورة بنجاح.

محو الأمية الحاسوبية:

على الرغم من أن الطلاب يتمتعون عمومًا بالدهاء التكنولوجي، وبالتالي قادرين على إدارة أجهزة الكمبيوتر بشكل جيد، فإن الافتقار إلى معرفة القراءة والكتابة الحاسوبية يمثل مشكلة رئيسية بين الطلاب اليوم، حيث لا يتمكن العديد منهم تشغيل البرامج الرئيسية مثل (Microsoft Word) وغيرها من البرامج وبالتالي لا يمكنهم التعامل مع ملفاتهم، علاوةً على ذلك يعتبر الكثير من الطلاب أن القيام على إصلاح عقبات ومشاكل جهاز الحاسوب الرئيسية من الأمور المزعجة.

حيث أنهم لا يملكون أي معرفة في هذا المجال، ومع ذلك فإن الكفاءة التكنولوجية أمر لا بد منه من أجل  الاستمرار ومتابعة الدورات التعليمية على شبكات الإنترنت، حيث إنها تعمل على إكساب الطلاب القدرة على السيطرة لمهامهم ومناهجهم الدراسية بصورة منظمة من غير تعقيدات أو صعوبة، في حال امتلاك القدرة الأساسية على التعامل مع الأجهزة التقنية فإن ذلك سوف يساعدهم على المشاركة في الفصول الدراسية عبر الإنترنت.

إدارة الوقت:

تعد إدارة الوقت مهمة صعبة للمتعلمين الإلكترونيين، حيث تتطلب الدورات التدريبية عبر الإنترنت الكثير من الوقت والعمل المكثف، علاوةً على ذلك في حين أن الطلاب البالغين هم في الغالب من يفضلون برامج التعلم عبر الإنترنت لمرونة المكان والزمان، نادرًا ما يكون لديهم الوقت لأخذ الدورات التعليمية بسبب التزاماتهم اليومية المختلفة، يكون مخطط الجدول المنتظم مساعدة كبيرة لهؤلاء المتعلمين، حيث يمكنهم حتى تعيين تذكيرات لدوراتهم الدراسية وواجباتهم.

الدافع الذاتي:

الدافع الذاتي هو مطلب أساسي للتعليم الإلكتروني، ومع ذلك فإن العديد من المتعلمين عبر الإنترنت يفتقرون إليها مما أثار دهشتهم، بعد التسجيل في دورات التعلم الإلكتروني يتخلف العديد من المتعلمين عن الركب ويغذون فكرة الاستسلام، حيث يبدو أن الصعوبات في التعامل مع الوسائط التكنولوجية لا يمكن التغلب عليها، يحتاج الطلاب إلى إيجاد الدافع لمتابعة الاتجاهات التعليمية الجديدة وأيضًا تجهيز أنفسهم بصورة صحيحة للصعوبات المستقبلية في تعليمهم ومهنهم، فقط الموقف الإيجابي يساعدهم على التغلب على تحديات التعلم الإلكتروني، وعلى الرغم من صعوبة ممارسة هذا الأمر يحتاج الطلاب إلى فهم أنه ضروري من أجل جني فوائد التعليم الإلكتروني في المستقبل.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007م الإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996م تطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975م اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: