التربية والتعليم في الحضارة المصرية القديمة

اقرأ في هذا المقال


الحضارة المصرية:

مصر هي من أقدم البلدان سكاناً، وحكمتها سلالات كثيرة من الفراعنة منذ أقدم العصور. وفي فترة احتل الهكسوس (ملوك الرعاة) جزءاً من الأرض المصرية، ثم بعد فترة قصيرة طُردوا منها. وعادت الفراعنة لحكم مصر وتوحيدها، ثم عاد (قمبيز) ملك الفرس واستولى عليها وجعل منها مقاطعة فارسية.

ثم استولى عليها الإسكندر الكبير وأنشأ مدينة الإسكندرية التي أصبحت مقاماً للحضارة والعلم، ثم ازهرت تحت حكم البطارسة وأصبحت مقاطعة رومانية وأخيراً فتحها الغرب في عهد عمر بن الخطاب، ومنذ ذلك الوقت أصبحت بلداً عربياً.

وتُعتبر الحضارة المصرية من أشهر الحضارات القديمة، فقد قامت حضارتهم على الزراعة، حيث بدأ الاستقرار على النيل وبنوا القرى وحفروا المستنقعات وبنوا الجسور لضبط جريان المياه من الفيضان، ومن هنا عرفوا معنى العمل الجماعي والوحدة، فتوحدوا تحت قيادة واحدة.

وساعدتهم الزراعة على ازدهار ونمو الاقتصاد والصناعات والحِرَف. اهتموا أيضاً بالعلاقات الروحية، وعبدوا الآلهة خوفاً ورجاءً، وحرصوا على تعلم الديانة والأخلاق والسلوك لخوفهم من الآخرة، ولأن التعلم يوصلهم إلى مناصب عليا في مركز الدولة اهتموا بتعليم أبنائهم.

الدين في مصر القديمة:

كانت الديانة الفرعونية متطورة ولها مذهب ديني كامل، حيث يجمع هذا المذهب كتب (هرمس)، وهرمس هو الآلهة عند اليونان. وكانت الكتب (كتب هرمس) تحتوي على أناشيد تعالج المعارف الإنسانية، ويجب على كل معبد من المعابد أن يحتوي على نسخة من هذه الكتب.

كان شعب مصر في البداية يعبدون آلهة كثيرة، حتى جاء (أخناتون) وحكم الدولة، فأصبح لهم إله اسمه (أخناتون)، و (آتون) إله الشمس. وكانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت والعقاب والثواب ودار الآخرة. وقاموا بتحنيط الجثث وبناء الأهرامات لحفظ جثث الملوك والمقابر ودفن الممتلكات معهم، لاعتقادهم أن الأرواح تعود للأجساد وتسكنها.

الطبقات الاجتماعية في مصر القديمة:

كان لمصر القديمة ثلاث طبقات اجتماعية:

طبقة الكهنة:

وهي الأوسع نفوذًا وشهرة، ولهم سلطة وحكم كبيرين على الشعب والفراعنة، وكانوا يؤثرون عليهم بعلمهم وفن الحكم لديه، ويستخدمون لغة (الهيروغليفية) وهي لغة خاصة ومشهورة، ثم يأتي بعدهم رجال العلم والأطباء والعرافات والكتاب.

طبقة المحاربين:

وكانوا يُعرفون بالنبلاء، نظراً لأهميتهم ومكانهم المهم في الحفاظ على الأمن الداخلي ومعرفة جمل السلاح واستخدامه وفنون القتال والفروسية والمبارزة، فإن لهم مكانة مهمة ومرموقة.

طبقة الشعب:

الشعب هم المواطنون، ولديهم طوائف عديدة، مثل: الرعاة، الفلاحين، الصنّاع، التجّار، صانعي السُّفن.

التربية في مصر القديمة:

اهتم المصريون القدامى (الفراعنة) كثيراً بالتربية و التعليم. وأوصى أحد حكماء مصر القديمة ابنه: “امنح قلبك للعلم واحبه كما تحب أمك، فلا يعلو على الثقافة شيء”. وحكيم آخر: “اذكر يا بُني أن أي مهنة من المهن محكومة بسواها. إلا الرجل المثقف فإنه يحكم نفسه بنفسه”.

وكان المصريون القدماء ينظرون للعلم والمعرفة على أنها طريقة للوصول إلى العلو والغِنى. وينظرون للجاهل أنه حيوان أخرس. لذلك كان لديهم الكثير من المدارس، وكانوا من أكثر البلاد في تلك العصور اهتماماً بالتربية و التعليم. ومع هذا كان المعلمون يرجعون إلى الكهنة (الطبقة الأولى) وإخضاع باقي الطبقات لها بهدف إبقاء سيطرة الكهنة.

التربية في الأسرة المصرية القديمة:

كان الطفل منذ السنة الأولى في أسرته يمشي حافياً وكان أقرع الرأس، طعامه الأساسي خبز الذرة وأوراق نبات البردى المشوي. وعندما يصبح عمره أربعة سنوات فإنه يلعب بألعاب ودمى تشبه مثلاً التماسيح وما إلى ذلك، وتعلمه الأم مبادئهم الدينية والخُلقية الأولى شيئاً فشيئاً.

التربية والتعليم في مدارس مصر القديمة:

كانت المدارس تُسمى (بيت التعليم)، ويشمل التعليم فيها على الدين والسلوك والرياضة والتجديف والقراءة والكتابة الخاصة فيهم، حيث كانت الكتابة هي رموز ونقوش ورسومات.

أهداف التعليم في مصر القديمة:

  • التعليم بهدف الدخول في سلك الهيئة الحاكمة، ويأتي هذا من حاجة الحكومة لموظفين متعلمين ومهندسين وقُضاة وكُتّاب وكهنة وأطباء وأُمناء للقصر، ونعتبر هذه مراكز مرموقة، فيسعى الفرد للتعليم بهدف الوصول إلى هذه المراكز.
  • التعليم بهدف معرفة الدين وخدمته، حيث كانوا يتوقعون أن تعلم الكتابة والنقوش الدينية المقدسة تحقق لهم السعادة في الآخرة، فكانوا يُعلمون طوائف للنقش على المعابد والجدران والكتابة على صفحات البردى.
  • التعلم من أجل حل المشكلات الحياتية التي تواجههم، مثل: مشاكل في الزراعة والحفر والمقابر والمعابد وغيرها من الأمور التي لا يستغنوا عنها.

طريقة التعليم في مدارس مصر القديمة:

من أشهر الأساليب في التعليم لديهم: الإملاء والنسخ والحفظ والاستظهار وممارسة بعض الرياضة المهمة، مثل: المبارزة والتجديف والرماية والفروسية.

فكانت طريقتهم في التعليم عادية، حيث يُوضع أمام المتعلم ألواح تحتوي مقاطع من الكلام، وفيها تصنيف الرموز وُفقاً للطبيعة المادية. لقد كان المتعلم سريع التعلم والحفظ، وبعد أن يتمكن من القراءة والكتابة يُكلّف بالنسخ على أوراق البردى أو ألواح خشب رقيقة مدهونة بطلاء المرمر الأحمر أو الأبيض. وبفضل هذه الكراسات عرف الباحثين شيئاً من الأدب المصري القديم.

وكان نظامهم قاس في التعليم والتربية، فقد استخدموا الضرب والعقاب القاس جداً، مثل: الحبس لمدة ثلاث أشهر تقريباً والتهديد والقيود والوعظ والإرشاد وإغراءهم بحياة أفضل وإجبار التلميذ على الاستيقاظ مبكراً جداً والدراسة.


شارك المقالة: