مفهوم النميمة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر مفهوم النميمة في علم النفس هي معلومات يتم مشاركتها حول طرف ثالث غائب، حيث تختلف أنها عن ميل الإنسان للحديث عن أشخاص آخرين في تلك القيل والقال تميل إلى التركيز على المعلومات السلبية لتقليل الهدف لهم، إذا كانت المعلومات التي يتم الحديث عنها إيجابية فسيتم وصفها بالثناء أو الحسد، حيث تركز النميمة عادةً على الجوانب السلبية للمظهر الشخصي للشخص أو الإنجازات الشخصية أو السلوكيات الشخصية.

مفهوم النميمة في علم النفس

يتضمن مفهوم النميمة في علم النفس بالنسبة لمعظمنا ضمنًا بُعدًا أخلاقيًا، وهذا بالضبط ما يجعل تعريف النميمة صعبًا خاصة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في دراسة القيل والقال من الجوانب النفسية، حيث يتفق معظم علماء النفس الاجتماعي على أن النميمة هي محادثة عن أشخاص غير موجودين، ويتفق معظمهم على أن الحديث عن الناس يصبح ثرثرة عندما تتسلل التقييمات، ولا سيما السلبية منها إلى الخطاب.

يمكن تعريف مفهوم النميمة في علم النفس من الناحية السلوكية على أنها تعليقات تقييمية غير رسمية حول الأشخاص غير الحاضرين، فقد يرغب المرء في أن يضيف إلى هذا التعريف أن التعليقات سلبية أو غير مبهجة للشخص الذي يتم الحديث عنه، ومع ذلك قد يأتي تقدير أعمق لماهية النميمة من فهم الغرض منها، أولئك الذين نظروا في الفوائد التكيفية للنميمة يشيرون إلى غرضين رئيسيين نقل المعلومات والترابط الاجتماعي.

يعتبر مفهوم النميمة في علم النفس بمثابة معلومات حول من يفعل ماذا ومع من يخدمنا عندما نخطط لتحركاتنا الخاصة عبر المشهد الاجتماعي، يمكن أن نواجه مشكلة خطيرة إذا لم نعرف من كان مهتمًا عاطفياً بمن أو من لديه تطلعات للقيادة أو من كان يأخذ أكثر من نصيبه من موارد المجتمع على سبيل المثال تعتبر النميمة أيضًا مصدرًا للتعلم وحتى تحديد الأعراف والقواعد الاجتماعية.

يعتقد الكثيرين أن الوظيفة الرئيسية لمفهوم النميمة في علم النفس هي تكوين الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها، فقد تكون فائدة الترابط الاجتماعي للقيل والقال هي القاعدة التي قادت تطور اللغة وفقًا لروبن دنبار عالم النفس التطوري.

إنه يعتقد أن اللغة تطورت لغرض التحدث عن أعضاء آخرين في المجموعة الاجتماعية وأن هذا سمح لأسلافنا الأوائل بتشكيل حلفاء قاموا بحمايتهم من الاعتداء عليهم من أعضاء المجموعة الآخرين، وهو جزء لا مفر منه من حياة المجموعة، كما سمح باكتشاف المستغلين من أعضاء المجموعة الذين يأخذون أكثر مما يعطون وهو الشيء الذي كان من شأنه أن يفيد معظم أفراد المجتمع.

أسباب النميمة في علم النفس

لماذا يجب أن تكون النميمة حديثًا سلبيًا عن الناس؟ أحد الاحتمالات هو أنه من خلال الثرثرة السلبية، حيث يتبادل الناس المعلومات الاجتماعية القيمة، ويبدو الأمر كما لو أنهم قدموا لبعضهم البعض هدية صغيرة، الاحتمال الآخر هو أنهم لأنهم شاركوا في نشاط وجده الكثيرين موضع تساؤل أخلاقيًا من خلال التحدث بالسوء عن الآخرين أو ربما شعروا بأنهم شركاء في الجريمة أو السلوكيات السلبية.

فالحديث السلبي يعني أن المرء يشارك في الثقة والرأي الخاص ويأمل أن يبقى سرًا بين مفهوم النميمة في علم النفس، والتحدث بإيجابية ليس له مثل هذا المعنى، حيث إن مشاركة سر مع شخص ما يبني علاقة قوية لأنها تحمل في طياتها رسالة ضمنية مفادها أن المستمع موثوق به.

هناك احتمال آخر وسبب ثاني لمفهوم النميمة في علم النفس وهو أن مشاركة الآراء السلبية حول الآخرين هو شكل من أشكال الإفصاح عن الذات، ومن المعروف أن الإفصاح عن الذات يجعل الناس يشعرون بأنهم أقرب، حيث يمكن اعتبار المشاعر المتعلقة بأفعال أو شخصية شخص آخر خاصة جدًا لبعض الأشخاص، وقد تبدو مشاركتها وكأنها فعل من أعمال الكشف عن الذات.

إن تعريف مفهوم النميمة في علم النفس الذي يرضي الجميع قد لا يتحقق أبدًا، جزء من المشكلة هو أن تعريف مفهوم النميمة في علم النفس يبدو أنه يتغير مع المنظور، عندما نتحدث عن أشخاص غير حاضرين فإننا نأخذ في الاعتبار نوايانا من خلال اعتبار أخلاقي عندما نقرر ما إذا كان ما نقوله يُعتبر نميمة أم لا، لكن من منظور شخص خارجي من المستحيل معرفة دوافع ونوايا مفهوم النميمة في علم النفس، لذا فإن استخدام المصطلحات الأخلاقية لتعريف مفهوم النميمة في علم النفس من هذا المنظور يمثل مشكلة خاصة بالنسبة للباحثين.

دوافع النميمة في علم النفس

بعض الناس يثرثرون سعيًا للانتقام فعادةً ما يبحث الأشخاص الذين لا يحبون شخصًا عن أشخاص آخرين يشاركونهم كره متبادل لنفس الشخص، حيث تركز المحادثات اللاحقة على التقييمات السلبية لهذا الشخص، ومنها يتم التحقق من صحة كره هدف النميمة ويبرر السلوك الإنساني المؤذي، ومع ذلك فإن معظم الناس يثرثرون لأن النميمة ممتعة لأنها تمنحهم إحساسًا بالقوة، إن التحدث عن أشخاص آخرين يمنح الفرد إحساسًا بالراحة لأنه لا يعاني من نفس المصائب.

يحب الناس أيضًا النميمة لأنها تمنحهم إحساسًا بأنهم يمتلكون معلومات سرية عن شخص آخر، مما يمنحهم إحساسًا بالقوة، حيث يريد الناس أن يُنظر إليهم على أنهم على دراية عندما يتعلق الأمر بآخر القيل والقال عن الآخرين، إذا كانت المعرفة قوة فإن مفهوم النميمة في علم النفس قوة مشحونة؛ من أجل إظهار قوتهم وتعزيز غرورهم يجب على الأشخاص مشاركة المعلومات مع أفراد آخرين.

يأتي مفهوم النميمة في علم النفس بشكل طبيعي وتحدث معظم الوقت دون وعي تقريبًا لتفريق رتابة الأنشطة الروتينية أو لمجرد إثارة المحادثات، حيث تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي هي منصة مثالية لمثل هذا المفهوم، ومنها يتم نشر التعليقات بشكل مجهول حول فرد، وتميل النميمة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تكون أكثر ضررًا لأن المعلومات السلبية لها جمهور عريض وتظل مرئية لفترة طويلة.

آثار النميمة في الدماغ

قام  علماء النفس بفحص تصوير الدماغ للأفراد أثناء استماعهم للشائعات الإيجابية والسلبية عن أنفسهم والمشاهير، وأظهر الأشخاص الذين سمعوا ثرثرة إيجابية أو سلبية عن أنفسهم نشاطًا أكبر في قشرة الفص الجبهي لأدمغتهم، مما يساعد الأشخاص على التعامل مع السلوكيات الاجتماعية المعقدة، وحدث رد الفعل هذا أيضًا عندما سمع المشاركين ثرثرة سلبية بشكل عام، حيث يوضح هذا البحث أن الناس يريدون التكيف اجتماعيًا ويريدون أيضًا أن يراهم الآخرين من منظور إيجابي.

وجد أيضًا أن النواة المذنبة أي مركز المكافأة في الدماغ، تنشط استجابةً للشائعات السلبية حول المشاهير، والتي توضح كيف تثير فضائح المشاهير اللافتة اهتمام الناس، كما هو متوقع وأظهرت الدراسة أن الناس شعروا بسعادة أكبر عندما سمعوا ثرثرة إيجابية عن أنفسهم وشعروا بمزيد من الغضب عندما سمعوا ثرثرة سلبية عن أنفسهم، وتتم مكافأة النميمة للناس طالما أنهم لا يسمعون أي شيء سلبي عن أنفسهم.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: