نشأة علوم التربية

اقرأ في هذا المقال


نشأة علوم التربية:

مع تطور الحركة العلمية في منتصف القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، اتجهت العلوم الإنسانية بجميع أنواعها وصفاتها إلى تأسيس موضوعها، وتحديد منهجها في الدراسة والبحث، وحظيت التربية بدورها هي الأخرى بنصيب وافر من هذا التأثير، فظهرت البدايات الأولى لما شرع في تسميته بعلم التربية، الذي كان يطمح الى تحقيق الاتزان والضبط العلميين، أكثر من سعيه إلى تناول الموضوع بشتى مظاهره وأبعاده.

ومن هنا تحققت القناعة لدى الدارسين على أن خصوبة الظاهرة التربوية وتشبع أطرافها، أوسع بكثير من أن علم حصرها، ومن هنا بدأت الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في التسمية، بل في الحقول والميادين المعرفية التربوية بما يجعلها قادرة على أن تغطي مجموع مكونات وفعاليات الظاهرة التربوية من مختلف أبعادها، البيولوجية والسيكولوجية والسيكوسوسيولوجية والسيسيولوجيا.

وأيضاً الفلسفية والاقتصادية وغيرها، فكانت النتائج المحتمة هي القيام بتجاوز علم التربية بالمفرد، وحلّ محلّه مفهوم حديث يحتوي جميع الميادين المعرفية التي تتعلق بالاهتمام لمجموع إعادة الظاهرة التربوية والشروط التي تمارس فيها، ويحمل هذا المصطلح اليوم اسم (علوم التربية).

ظروف نشأة علوم التربية:

مهدت فروع عديدة من فروع علم التربية لظهور علوم التربيّة وتبلورها في فئة متميزة عن غيرها مؤسسياً وإبستمولوجياً ومستقلة أيضاً عنها تنظيماً وتنظيراً من جهة، وفي التواصل بين الفروع التي تلتقي باهتماماتها حول التربية، وتكون مواضيعها قريبة لتشكل وحدة أكاديمية وعلمية من جهة ثانيّة.

حيث إن علوم التربية مجموعة العلوم التي تأخذ بعين الاعتبار الظاهرة التربوية الكثيرة الجوانب كموضوع بحث، معتمدة على مناهج البحث المتوخاة في هذه العلوم.

يعرف مفهم نشأة علوم التربية:بأنه مجموعة من المواد التي يتم تدريسها بسبب وجود الحالات التربوية، وتطورها، والوضعية التربوية هي المبدأ الذي يقوم داخله النشاط التربوي، ويتضح من هذا التعريف أن الوضعية التربوية كإطار منظم للنشاط التربوي هي معطى جديد محقق، سواء بالنظر إلى ما يجر داخلها من تفاعلات وأنشطة وتفاعلات وعمليات، أو بالنظر إلى العوامل الخارجية المؤثرة عليها.

التطور والنشأة وظهور علوم التربية ارتبط أكثر بتطور مظاهر العلوم الإنسانية، حيث نرى أن الكثير من العلوم التربوية تتطابق مع الكثير من العلوم، كعلم النفس التربوي، وعلم الاجتماع التربوي، وعلم اقتصاد التربية، وتاريخ التربية، قد ظهرت على إثر تطور مباحث العلوم الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.

ويمكن أن نقول على أن الظاهرة في نشأة علوم التربية ليست من الظواهر التربوية القديمة بل هي من الظواهر الحديثة واستخدم مصطلح علوم التربية بشكل رسمي في الجامعات نهاية الستينات.


شارك المقالة: