هل السيطرة مرض نفسي؟

اقرأ في هذا المقال


مرض السيطرة من بين الأمراض النفسية التي من الممكن أن يتعرض لها الفرد منذ الصغر، فيوجد الكثير من الأطباء النفسيين يقومون بالرجوع إلى طفولة الشخص لمعرفة المسببات التي قد دفعت به إلى هذا المرض.

ما هو مرض السيطرة؟

هو عبارة عن اضطراب يرغب فيه المصاب الهيمنة على الآخرين، ويشعر هذا الشخص أنه دائماً على حق وأن كافة الآراء التي يدلي بها جيدة، وصحيحة ويلقى هذا الشخص المتعة في الهيمنة على الآخرين، من الهيمنة على ردود الأفعال والمشاعر والحياة كلها، وقد تكون هذه المشكلة متواجدة وبكثرة لدى الأطفال الصغار فمنهم من يفضل القيام بدور القائد، وقد يظن العديد من أولياء الأمور أن هذه الصفة من صفات الشجاعة التي توجد في الأطفال ويختلط عليهم الأمر بين السيطرة وبين قوة الشخصية.

يرى بعض الخبراء أن الشخص المسيطر هو إنسان مريض نفسياً، وقد عانى من عقد نفسية قديمة سببت له مشاكل داخلية في شخصيته، وظهرت على تصرفاته مع الآخرين من خلال التدخل في حياتهم ومحاولة السيطرة عليهم لإشباع النقص الحاصل لديه.

ينما يرى البعض الآخر أن التحكم ناجم عن سوء التربية والدلال المفرط، وتنفيذ كل ما يطلبه الطفل سبب في تغير شخصيته إلى شخص متسلط؛ لأنه يملك على كل ما يطلبه، مما يحفزه على تطبيق السلطة على الأشخاص الذين لا يقبلون الاستجابة لمطالبه.

أو قد تكون القسوة المبالغة التي تخلق أبناء متسلطين، ناتجة عن الكبت والضغط الذي ينعكس على أسلوبهم في التعامل كالحقد والغيرة والرغبة في الانتقام.

كيفية التعامل مع الشخص المسيطر:

ومن الممكن التعامل مع الشخص الذي يعاني من هذا المرض عن طريق بعض خطوات هامة من قبل الشخص المسيطر عليه، والذي قد يجد صعوبة في بداية الأمر من أجل القيام بهذه الخطوات إلا أنها سوف تكون بمثابة المنقذ له من الكثير من المشاكل في المستقبل.

1- معرفة السبب الأساسي في هذا المرض للشخص المسيطر، فالمشاكل النفسية والتي من بينها نقص الثقة بالنفس من الممكن أن تثير الشخص إلى السيطرة على الآخرين.

2- أن يكون ذلك الشخص المسيطر يشتكي من أمراض نفسية أخرى، والتي من بينها النرجسية أو مشاكل نفسية من الممكن أن تدفعه لهذا الفعل، فإذا كان الشخص المسيطر عليه يهمه ذلك الشخص المسيطر لا بد من عرض الأمر على الطبيب النفسي للتأكد من عدم وجود مشاكل نفسية أو التأكد من تواجدها والبدء في حلها.

3- لا بد من البحث عن أسلوب للرد على هذا الشخص وعدم السماح له بالسيطرة، وفي حالة أن كان كبير في العمر لا بد من التصرف بعقلانية كبيرة معه وعدم الوقوع في الحرج عن طريق اختيار الكلمات المناسبة التي من الممكن عن طريقها التخلص من سيطرته.

4- الغضب من الأمور التي ترفع من قدرة الشخص المصاب على السيطرة، لذا لا بد من التحلي بالهدوء والصبر قدر الممكن أمام الآخرين.

5-  في حال كان من الصعب  التعامل مع هذه الشخصية، فإن التجنب هي الطريقة الأنسب في التعامل معه لذا لا بد على المسيطر عليه من تجنب هذه الشخصية والبحث عن ذاته.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: