هل يمكن أن تسبب مشاكل الذاكرة إعاقة في التعلم؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن أن تسبب مشاكل الذاكرة إعاقة في التعلم؟

هناك نوعان من مشاكل الذاكرة في عملية التعلم وهي: الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى والتي من الممكن أن تؤدي إلى صعوبات في التعلم.

النوع الأول، يمكن أن تؤدّي المشكلات في الذاكرة العاملة إلى صعوبات في التعلم لأنّ الطالب قد يكون لديه مساحة أقل في الذاكرة العاملة من أجل القيام على تنظيم ودمج المهارات أو المعرفة الجديدة، بحيث من الممكن أن يؤثر ذلك على قدرة الطالب على اتباع التوجيهات وتنظيم الأفكار للتحدث والكتابة وتعلم الإجراءات متعددة الخطوات أو معالجة المعلومات بسرعة.

حيث قد يرى المعلمون التربويون وأولياء الأمور فجوات في المهارات وانعدام الثقة بالنفس من أجل امتلاك القدرة لتعلم أشياء جديدة، ومن الشائع للمعلمين وأولياء الأمور افتراض أن الطالب كسول أو غير متحمس، وفي هذه الأثناء يشعر الطالب بعدم الكفاءة في قدرته على التعلم.

ويحتاج الطالب وأولياء الأمور والمعلمين إلى إدراك أنّه بمجرد تعلم المادة، يمكن للطالب إظهار القدرة المناسبة للعمر على تذكرها، وعندما يسيء الآباء والمعلمون تفسير أعراض مشكلة الذاكرة العاملة.

النوع الثاني، من مشاكل الذاكرة يؤثر على الذاكرة طويلة المدى، وقد تؤثر مشكلة الذاكرة طويلة المدى على المعلومات التي يتم استرجاعها، أو الوقت الذي يحتاج إليه الطالب من أجل التمكن من استدعاء المعلومات، أو قدرة الطالب على تذكر الأشياء بالترتيب أو التسلسل الصحيح.

قد يكون الطالب غير منظم أو مرتبكًا أو مشوشًا عند تقديمه بسلسلة من التوجيهات أو الخطوات في تعلم مادة جديدة، وقد يخلط بين ترتيب المقاطع في كلمة أو عبارة، وقد يكون الأمر أن الطالب يعرف ما يريد أن يقوله ولكن لا يمكنه تنظيم الأفكار أو العثور على الكلمة الصحيحة أو توصيل أفكارهم بطريقة واضحة.

قد تؤثر هذه الصعوبة على الكلام وكذلك مهارات الكتابة، وقد يعاني الفرد الذي يعاني من هذه المشكلة من إحباط كبير في الفصل الدراسي أو في المنزل وذلك لأنّهم يواجهون صعوبة في التواصل، وقد يواجهون صعوبة في إكمال المهام التي تتطلب أكثر من خطوتين، وقد يكون حساب الرياضيات وحل المشكلات صعبًا بشكل خاص لأنّهم قد يأخذون إجراءً خارج الترتيب، أو يرتكبون خطأ حسابيًا بسيطًا، أو يكتبون إجابة خاطئة على الرغم من معرفة كيفية حل المشكلة.

كيف يمكن تشخيص مشكلة الذاكرة؟

من الأفضل تشخيص مشاكل الذاكرة من قبل شخص مختص كالمرشد النفسي أو اللجوء إلى طبيب مختص، وذلك بناء على رؤية وتشخيص المعلم لوضع الطالب بالتعاون مع ولي الأمر في ذلك، حيث أنّه من الممكن إجراء اختبارات بسيطة للذاكرة من أجل تحديد نوع المشكلة الموجودة.

ما الذي يمكن فعله لمساعدة طالب يعاني من مشكلة في الذاكرة؟

هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الطرق التي يحب على المعلم التربوي اتباعها والتقيد بها من أجل القيام على مساعدة الطالب الذي يعاني من مشاكل في الذاكرة، لكي يتمكن الطالب من اكتساب المعلومات وتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، وتتمثل هذه لطرق من خلال ما يلي:

  • ينبغي على المعلم التربوي تذكر أنّه يمكن للطالب أن يتعلم، فالأمر يتعلق فقط بتقليل متطلبات الذاكرة قصيرة المدى.
  •  ينبغي على المعلم التربوي إذا كان ذلك ممكنًا، جعل ما يتم تعلمه يتواصل مع الخبرات أو العواطف أو المشاعر السابقة للطالب.
  • قيام المعلم على تحديد كمية المعلومات والأفكار المهمة المقدمة في وقت واحد، بدلاً من القيام على إعطاء توجيهات متعددة الخطوات، بل ينبغي أيضاً العمل على تقديم الاتجاهات خطوة واحدة في كل مرّة.
  • لجوء المعلم التربوي إلى استخدم  جمل قصيرة وبسيطة عند التحدث إلى الطالب، والتأكد من الاحتفاظ بالتعليمات على مستوى أداء الطالب.
  • يقوم المعلم التربوي على تقديم التعليمات بشكل شفهي وبصري، والعمل على مطابقة قوة الذاكرة مع أسلوب التدريس.
  • يطلب المعلم التربوي من الطالب أن يضع التوجيهات بكلماته الخاصة.
  • يطلب المعلم التربوي من الطالب تكرار التوجيهات قبل بدء الواجب.
  • ينبغي على المعلم التربوي القيام على تكرار التعليمات كلما دعت الحاجة.
  • يطلب المعلم التوجيهات أو المهارات من الطلاب من المستوى البسيط إلى الأكثر تعقيدًا.
  • ينبغي على المعلم أن يقوم على تقديم الخبرات العملية قدر الإمكان.
  • توقع المعلم التربوي أن الطلاب الذين يعانون من قصور حاد في الذاكرة سوف يحتاجون من ثلاثة إلى خمسة أضعاف التدريب والتعليم عن غيرهم من طلاب البيئة الصفية.
  • يجب على المعلم التربوي القيام على ممارسة المهارات الجديدة حتى تصبح تلقائية ولا يتعين على الطلاب التفكير في كل خطوة.
  • كتابة الاتجاهات من قبل المعلم التربوي، أو استخدم الصور الطلاب الصغار من أجل إظهار ما يفترض أن يفعله الطالب.
  • قدم المعلومات بخطوات أصغر ، ثم بيّن للطالب كيف ترتبط جميع الخطوات.
  • ربط المفاهيم والمعرفة الجديدة بالخبرات السابقة.
  • استخدم الوسائل المساعدة للذاكرة والاستراتيجيات للاحتفاظ.
  • تقديم ملاحظات فورية.
  • تدرب كثيرًا وقليلًا في كل مرة، غالبًا ما يكون أفضل من جلسة طويلة واحدة.
  • عند المراجعة ينبغي استخدم استراتيجيات مختلفة مثل النسخ والكتابة من الذاكرة.
  • علم الطالب تحديد الغرض من المهمة واستخدام المهارات التنظيمية لتوجيه الانتباه والتركيز.
  • تسلسل المواد من البسيط إلى الأكثر تعقيدًا، واستخدم أجهزة الذاكرة لمساعدة الطلاب في الحفاظ على تسلسل المعلومات.
  • قدم مراجعة مكثفة وتكرارًا وتعلمًا في كل خطوة.
  • توفير فرص متكررة للممارسة والمراجعة، والتدرب كثيرًا وقليلًا في كل مرة، غالبًا ما يكون أفضل من جلسة طويلة واحدة.
  • مراجعة المعلومات السابقة قبل كل درس.
  • عند المراجعة استخدم استراتيجيات مختلفة مثل النسخ والكتابة من الذاكرة أو التخمين.
  • قيام المعلم على تقليل كمية المعلومات المهمة المقدمة في وقت واحد، بدلاً من إعطاء توجيهات متعددة الخطوات، وتقديم الاتجاهات خطوة بخطوة.
  • استخدم المعلم أنظمة الترميز اللوني من أجل تمييز المعلومات أو التمييز بين مستويات الأهمية.
  • لجوء المعلم التربوي إلى استخدم جمل قصيرة وبسيطة عند التحدث إلى الطالب.
  • تأكد المعلم التربوي من الاحتفاظ بالتعليمات على مستوى أداء الطالب.
  • استخدم المنظمين المتقدمين، مثل خرائط المفاهيم أو أدلة التوقع أو الخطوط العريضة من أجل القيام على توجيه انتباه الطالب.
  • يطلب المعلم التربوي من الطالب إعادة صياغة ما تمّ تعلمه كل بضع دقائق من ثلاث إلى ستة دقائق، من أجل القيام على تحديد ما إذا كان الطالب يعالج المعلومات بشكل صحيح.

المصدر: نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.


شارك المقالة: