وجه التطابق والاختلاف بين علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي

اقرأ في هذا المقال


وجه التطابق بين علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي:

يتطابق ويتشابه كل من علم النفس الاجتماعي الأساس وعلم النفس الاجتماعي التطبيقي في العديد من الجوانب، حيث يعتبر كل منهما مجال مكمّل للآخر، ويمكننا التطرق لوجه التشايه والتطابق بينهما من خلال عدة جوانب تتمثل بما يلي:

1- حسب تطوير النظرية واختبارها:

يهتم علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي بتطوير واختبار النظريات النفسية، حيث يمكن أن تعمل النظريات كإطار عمل لفهم أسباب المشكلات الاجتماعية واقتراح تقنيات لحلها، ويمكن أن يساهم علم النفس الاجتماعي التطبيقي في علم النفس الأساسي؛ لأن الدراسات التي تُجرى في هذا المجال تقدم دليلًا عمليًا وقيمًا.

يعتبر كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي علم، مما يعني الاعتماد على الأساليب العلمية والتوجيه بقيم علمية مهمة مثل الدقة والموضوعية والشك والانفتاح، والأهداف الرئيسية للعلم في كل منهما هو الوصف والتنبؤ وتحديد السببية وتفسير ظاهرة أو علاقة.

2- حسب فهم السلوك والإدراك:

تشتمل كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي بالعوامل الفردية والجماعية، حيث تعبر العوامل الفردية عن عمليات وخصائص داخلية، حيث تشير العوامل الاجتماعية إلى تصرفات وآراء الآخرين التي تؤثر على سلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا، والعوامل الظرفية هي عوامل سياقية يمكن أن تؤثر على سلوكنا وأفكارنا.

وتشترك كل منهما في العوامل الثقافية، حيث تشمل العوامل الثقافية القيم الثقافية التي تؤثر على سلوكنا وأفكارنا، ويمكن تعريف الثقافة بشكل واسع على أنها حقيبة من المعاني والتصورات والقيم المشتركة التي يتبناها الأشخاص في مجموعة معينة، وتؤثر الأعراف الاجتماعية والثقافية بشدة على السلوك.

وتشترك كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي في العوامل البيولوجية، حيث تشمل العوامل البيولوجية تأثير العمليات البيولوجية والجينات على السلوك والتفكير.

3- من حيث القيم الشخصية:

تلعب القيم دورًا في كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي، وتحديداً في القرارات المتخذة بشأن المشكلات والفئات المستهدفة التي يجب دراستها، حيث يجب أن يكون علماء النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي على دراية بقيمهم الخاصة وكيف تؤثر على عملهم.

بينما يسعى علماء النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي لتحسين نوعية الحياة، هناك العديد من الآراء المختلفة حول ما هو ضروري لنوعية حياة الشخص، وقد يقدر البعض الحرية والاختيار بقوة، بينما يؤمن البعض الآخر بمزيد من التنظيم، مما قد يؤدي إلى أن تؤثر القيم على اختيار الدراسة مثلاً، ولكن ليس الطريقة.

4- حسب النظريات وتقنيات التدخل وطرق البحث:

من خلال النهج الاستقرائي الموجه نحو حل المشكلات، يستطيع علماء النفس في كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي تطبيق العديد من النظريات وتقنيات التدخل وطرق البحث النفسي أيضًا، ونظرًا لأن العديد من المشكلات الاجتماعية غالبًا ما يكون لها أسباب عديدة، يجب مراعاة العديد من المتغيرات.

قد تكون بعض النظريات النفسية أكثر قابلية للتطبيق على مشكلة معينة من غيرها، على سبيل المثال، من غير المحتمل أن يتأثر السلوك المجهول بالتأثير الاجتماعي، وفي مثل هذه الحالة فإن بعض النظريات النفسية مثل نظرية السلوك المعياري تكون أقل احتمالاً للتطبيق، وبالمثل يجب أن تكون تقنيات التدخل مناسبة لهذه المشكلة.

تميل تقنيات التدخل إلى أن تكون أكثر فعالية عندما تعالج على وجه التحديد العوامل التي تساهم في السلوك الإنساني المشكل، وتحاول تحسين تلك العوامل التي يمكن تحسينها، حيث أن معرفة العوامل التي تسبب أو تمنع سلوكًا معينًا أمر ضروري في اختيار الطرق المناسبة للتعامل معها.

5- من حيث فائدة البحث متعدد التخصصات:

نظرًا لأن معظم المشكلات الاجتماعية تنطوي على مجموعة متنوعة من العوامل، يجب استخدام المعرفة من العديد من المجالات عند التعامل مع هذه المشكلات، وهذا ما يشترك به كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي، فبينما قد لا يكتسب عالم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي الخبرة بسهولة في هذه المجالات المفيدة، يصبح التعاون والاستشارة أدوات مفيدة.

من بعض المشكلات التي تنشأ في البحث النفسي متعدد التخصصات هي أن المصطلحات والمفاهيم تختلف في الاستخدام بين المجالات الاجتماعية سواء الأساسية أو التطبيقية، مما يجعل التواصل صعبًا في بعض الأحيان، وتحتاج الفرق متعددة التخصصات إلى قضاء بعض الوقت لفهم مساهمات بعضها البعض، ولكن ما يميل إلى النتيجة هو حل عملي للغاية يأخذ وجهات نظر ومهارات مختلفة في الاعتبار.

6- تستخدم كل من علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي أسس علم النفس:

من المرجح أن يقوم علماء النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي بإجراء بحث ميداني، حيث أنه يتم في هذا النوع من البحث، إنشاء النتائج بسهولة أكبر ولكن يصعب استنتاج العلاقات السببية بسبب المتغيرات المربكة حسب الأسس الخاصة بعلم النفس بشكل عام.

7- الاشتراك في المنفعة الاجتماعية:

تزداد المنفعة الاجتماعية لعلم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي عندما يتم توجيه البحث النفسي لإصلاح أجزاء المشكلة الاجتماعية حيث يمكن إحداث أكبر تأثير، وهناك مسألة أخرى في الحراك الاجتماعي وهي نسبة فعالية تكلفة التدخلات في النتائج التي يمكن توقعها لكل مجال استثماري، مما يجعل علماء النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي يحاولون التأكد من أن نتائجهم هي أقوى ما يمكن أن تكون عليه، مما يحدث فرقًا عمليًا.

نظرًا لأن معظم الأبحاث التطبيقية يتم إجراؤها بناءً على حد زمني ومطالبة بالنتائج الإيجابية هذا يحد من الباحثين في أن لديهم فرصة أقل لتحمل المخاطر وقد يكون لديهم القليل من الوقت للتفكير في تصميم دراستهم، وعند توصيل نتائج عملهم، من المرجح أن تتم رؤيتهم في المجلات المتخصصة الموجهة إلى الممارسين في مجال الاهتمام أكثر من المجلات النفسية الموجهة نحو علماء آخرين.

وبسبب الحاجة إلى المنفعة الاجتماعية، غالبًا ما ينشر علماء النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي في المجلات الشعبية، ووسائل الإعلام، وفي المحاضرات الجامعية، وغالبًا ما يتم تأطير هذه المحاضرات والمنشورات تجاه غير المطلعين وصانعي السياسات، وأقل اهتمامًا بوجهة النظر العلمية.

وجه الاختلاف بين علم النفس الاجتماعي الأساسي والتطبيقي:

بينما يركز علماء النفس الاجتماعي الأساسيين على تطوير واختبار النظريات النفسية، يركز علماء النفس الاجتماعي التطبيقي على حل وفهم المشكلات العملية، لذلك فإن تطوير النظرية ليس هو السبب الرئيسي لقيام علماء النفس الاجتماعي التطبيقي بالبحث النفسي، ويمكنهم في كثير من الأحيان استخدام النظريات الراسخة لمعالجة المشكلات.

يتبع علماء النفس الاجتماعي الأساسي نهجًا استنتاجيًا، بدءًا من النظرية وفحص كيفية استخدامها لفهم السلوك الإنساني، يتبع علماء النفس الاجتماعي التطبيقي نهجًا استقرائيًا، بدءًا من المشكلات المحددة وفحص المقاييس النفسية الأفضل لفهم المشكلة وشرحها.

يمكن أن تؤدي الدراسات التطبيقية إلى اختراقات نظرية ويمكن إجراء الدراسات الأساسية في كثير من الأحيان في البيئات التطبيقية، مما يساهم في نهضة ونجاح علم النفس الاجتماعي التطبيقي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: