يعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسيّة انتشاراً، لكن يقوم الناس بالخلط بينَه وبين الشعور بالحزن والضّيق الذي يشعر به الفرد من وقت لآخر، فالاكتئاب يتميّز بأنه طويل الأمد بالنسبة للحزن العادي ومستوى الشعور بالحزن يكون أقلّ شدة، لكن لمدة أطول تزيد عن أسبوعين، فقد يتوقع الناس من مريض الاكتئاب أن يكون حزنه ملحوظ، لكن في الواقع أن مظهر الحزن لوحده لا يدل على وجود الاكتئاب.
يتسبب اضطراب الاكتئاب بمنع المصاب به من أداء الأنشطة المعتادة التي كان يقوم بها في السابق، كما أنه يسبب العديد من الاضطرابات مثل اضطرابات في النوم والأكل، يوجد تشابه الكبير في أعراض الاكتئاب بين النساء والرجال، إلا أن اختلافات الاكتئاب بين الرجال والنساء واضحة.
اختلافات الاكتئاب بين الرجال والنساء:
يوجد الكثير من الاختلافات بين الإناث والذكور بما يخص مرض الاكتئاب، حيث إنّ عدد النساء المصابات بالاكتئاب ضعفَيْ عدد الرجال، يعود ذلك لعدة أسباب مثل أنّ المرأة تبوح بمشاعرها أكثر من الرجل، كما أنّ النساء يقمنَ بزيارة الطبيب أكثر من الرجل؛ لذلك يجد الأطباء فرصة لتشخيص إصابتهن بالاكتئاب، تعدّ هذه العوامل مهمة ولكن يضاف إليها العوامل الجسدية.
تكون الهرمونات عند الإناث ليست مستقرّة؛ ذلك بسبب الدّورة الشهرية واضطرابها، هذا يجعل منها أكثر تعرّّض للاكتئاب، كما أنّ حياة المرأة فيها الكثير من الخبرات والمواقف الخاصة والتي لا يعاني منها الرجل، لذلك يلاحَظ وجود تخصص مستقل يطلق عليه طب أمراض النساء، لكن لا يوجد طب متخصص بأمراض الرجل.
تتشابُه العديد من الأعراض بين الرجال والنساء في الاكتئاب، لكن يوجد اختلاف واضح بينهم في الاستجابات اتجاه الاكتئاب، فالمرأة تقوم بالتعبير عن اكتئابها من خلال البكاء أمّا الرجل فيعبّر عن اكتئابه بالغضب الشديد والانفعال المفاجئ، كما يلجأ الرجل إلى التعامل مع الاكتئاب بالمخدرات والكحول أكثر من النساء؛ لأنَّ النساء يلجأن للتحدث عن المشاعر والأحاسيس أكثر من الرجل، كذلك يلجأ الرجل في حالة الاكتئاب إلى لوم الآخرين على حالته، لكن تلوم المرأة نفسها لذلك، أيضاً أنَّ الرَّجل من الصعب اعترافه بحالة اليأس والاكتئاب لديه، أمّا المرأة فمن السهل أن تتحدث عن اكتئابها.
