أسباب الاكتظاظ السكاني وأثره على البيئة

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالاكتظاظ السكاني؟

هو عبارة عن حالة غير مرغوب فيها، حيث يتجاوز فيها عدد السكان الحاليين القدرة الاستيعابية الفعلية للأرض، كما أن انخفاض معدل الوفيات وتحسين المرافق الطبية واستنزاف الموارد الثمينة هي بعض الأسباب التي تؤدي إلى الزيادة السكانية، ومن الممكن أن تصبح منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة مكتظة بالسكان إذا لم تكن قادرة على الحفاظ على الحياة.
في الخمسين سنة الماضية أو نحو ذلك ازدهر نمو السكان وتحول إلى زيادة سكانية، وفي تاريخ جنسنا البشري كانت معدلات المواليد والوفيات دائمًا قادرة على تحقيق التوازن بين بعضها البعض والحفاظ على معدل نمو سكاني مستدام، حيث أنه ومنذ زمن الطاعون الدبلي في القرن الرابع عشر الميلادي كان نمو السكان في زيادة مستمرة، بين زمن الطاعون والقرن الحادي والعشرين، كانت هناك مئات وآلاف من الحروب والكوارث الطبيعية والمخاطر التي من صنع الإنسان.
أثرت التطورات المتزايدة في التكنولوجيا مع كل عام قادم على البشرية بعدة طرق، كان من بين هؤلاء القدرة على إنقاذ الأرواح وخلق علاج طبي أفضل للجميع، وكانت النتيجة المباشرة لذلك زيادة العمر الافتراضي ونمو السكان.

أسباب مختلفة للاكتظاظ السكاني:

تواجه الدول النامية مشكلة الاكتظاظ السكاني أكثر من الدول المتقدمة لكنها تؤثر على معظم الأرض حتى الآن، عندما نتحدث عن الزيادة السكانية يجب أن نحاول أولاً فهم الأسباب الكامنة وراءها، وفيما يلي بعض أسباب الاكتظاظ السكاني:

  • انخفاض معدل الوفيات: إن أساس الزيادة السكانية هو الفرق بين معدل المواليد الإجمالي ومعدل الوفيات بين السكان، فإذا كان عدد الأطفال الذين يولدون كل عام يساوي عدد البالغين الذين يموتون فسيستقر عدد السكان.
    يظهر الحديث عن الاكتظاظ السكاني أنه في حين أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من معدل الوفيات لفترات قصيرة من الزمن فإن العوامل التي تزيد من معدل المواليد تفعل ذلك على مدى فترة طويلة من الزمن.
  • التطورات الزراعية: تحدث الثورات التكنولوجية والانفجارات السكانية في نفس الوقت، كانت هناك ثلاث ثورات تكنولوجية كبرى وأهمها ثورة صناعة الأدوات والثورة الزراعية والثورة الصناعية، سمحت التطورات الزراعية في القرن العشرين للبشر بزيادة إنتاج الغذاء باستخدام الأسمدة ومبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات والعوائد بشكل أكبر مما سمح هذا للبشر بمزيد من الوصول إلى الطعام الذي أدى إلى انفجارات سكانية لاحقة.
  • مرافق طبية أفضل: ربما كان التقدم التكنولوجي أكبر سبب لاضطراب التوازن بشكل دائم، كان العلم قادرًا على إنتاج وسائل أفضل لإنتاج الغذاء مما سمح للعائلات بإطعام المزيد من الأفواه، إلى جانب ذلك توصل العلم الطبي إلى العديد من الاكتشافات التي تمكنوا بفضلها من هزيمة مجموعة كاملة من الأمراض، الأمراض التي حصدت أرواح الآلاف حتى الآن شُفيت بفضل اختراع اللقاحات، أدى الجمع بين زيادة الإمدادات الغذائية مع انخفاض معدلات الوفيات إلى قلب التوازن وأصبح نقطة البداية للاكتظاظ السكاني.
  • المزيد من الأيدي للتغلب على الفقر: ومع ذلك عند الحديث عن الزيادة السكانية يجب أن نفهم أن هناك عنصرًا نفسيًا أيضًا حيث يعتبر الفقر السبب الرئيسي للاكتظاظ السكاني، في غياب الموارد التعليمية إلى جانب ارتفاع معدلات الوفيات مما أدى إلى ارتفاع معدلات المواليد، ولهذا السبب تشهد المناطق الفقيرة طفرة كبيرة في عدد السكان.
    لآلاف السنين كان لدى جزء صغير جدًا من السكان ما يكفي من المال للعيش في راحة، إذ يواجه الباقون الفقر وينجبون أسرًا كبيرة للتعويض عن ارتفاع معدل وفيات الأطفال، حيث أن الأسر التي عانت من الفقر أو الكوارث الطبيعية أو ببساطة في حاجة إلى مزيد من الأيدي للعمل هي عامل رئيسي في الزيادة السكانية.
    بالمقارنة مع الأوقات السابقة يعيش معظم هؤلاء الأطفال الإضافيين ويستهلكون موارد غير كافية في الطبيعة، وفقًا للأمم المتحدة، ومن المرجح أيضًا أن تكون البلدان الثمانية والأربعون الأفقر في العالم هي أكبر المساهمين في النمو السكاني، وتشير تقديراتهم إلى أنه من المرجح أن يرتفع عدد سكان هذه البلدان مجتمعة إلى 1.7 مليار في عام 2050 من 850 مليون في عام 2010. 
  • عمالة الأطفال: كما أن مأساة عمالة الأطفال لا تزال تمارس على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من العالم، وفقًا لمنظمة اليونيسف يعمل ما يقرب من 150 مليون طفل حاليًا في بلدان بها القليل من قوانين عمالة الأطفال، حيث يبدأ الأطفال الذين ينظر إليهم على أنهم مصدر دخل من قبل الأسر الفقيرة العمل في سن مبكرة، كما أنهم يفقدون أيضًا الفرص التعليمية المنعكسة خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد النسل.
  • التقدم التكنولوجي في علاج الخصوبة: مع أحدث التطورات التكنولوجية والمزيد من الاكتشافات في العلوم الطبية أصبح من الممكن للأزواج غير القادرين على الإنجاب الخضوع لطرق علاج الخصوبة وإنجاب أطفالهم، حيث توجد اليوم أدوية فعالة يمكن أن تزيد من فرصة الحمل وتؤدي إلى ارتفاع معدل المواليد، علاوة على ذلك نظرًا للتقنيات الحديثة أصبحت حالات الحمل اليوم أكثر أمانًا.
  • الهجرة: يفضل الكثير من الناس الانتقال إلى البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، حيث تتوفر أفضل المرافق من حيث الطب والتعليم والأمن والتوظيف، والنتيجة هي أن هؤلاء الناس يستقرون هناك مما يجعل هذه الأماكن في النهاية مكتظة.
    إذا كان عدد الأشخاص الذين يغادرون البلاد أقل من عدد الأشخاص الذين يدخلون فهذا يؤدي عادةً إلى زيادة الطلب على الطعام والملابس والطاقة والمنازل.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العودات


شارك المقالة: