الإقلاع والهبوط في وجود الرياح أثناء التدريب على الطيران

اقرأ في هذا المقال


غالبًا ما يتم تجاهل عمليات الهبوط خلال الرياح المتقاطعة أثناء التدريب على الطيران ويتسبب ذلك في العديد من الحوادث كل عام، ويرجع ذلك أساسًا إلى خطأ الطيار لحسن الحظ، أن الرياح المستعرضة ليست معقدة، ولكنها تتطلب ممارسة حتى يتم التعامل معها بأمان.

ما هي الرياح المستعرضة

الرياح المستعرضة هي عبارة عن الرياح التي تهب في صورة غير موازية لمسار معين مثل حركة الطائرة ويكون لها مركبة عمودية، وفي سياق الهبوط تكون الرياح المستعرضة عندما لا يكون اتجاه الرياح موازيًا لخط وسط المدرج، ونظرًا لأن الطائرة تشير إلى اتجاه الرياح السائد أثناء الرحلة، وعند وجود الرياح المستعرضة فإن الطائرة ستشير إما إلى اليسار أو اليمين من خط الوسط أثناء الاقتراب والهبوط، على الرغم من الطيران في اتجاه المدرج.

لماذا تعتبر الرياح المستعرضة مشكلة

نظرًا لأن مقدمة الطائرة لا تتماشى مع خط الوسط أثناء الهبوط فإن الطائرة إذا تركت دون تصحيح ستهبط على الجوانب، وإذا هبطت الطائرة بأمان (وهو ما قد لا يحدث، حيث إنها ستهبط بشكل أساسي على جانب جهاز الهبوط) فسيتم توجيهها يسارًا أو يمينًا من خط الوسط وستبدأ انقلابها الأرضي في هذا الاتجاه، بعيدًا عن المدرج.

ولتجنب ذلك يستخدم الطيارون تقنيات هبوط محددة للتأكد من أن الطائرة سوف تهبط مع محاذاة أنفها أو مقدمتها مع خط الوسط، مما يسمح لها بالبقاء على المدرج، ومع ذلك فإن هذه التقنيات محدودة من الناحية الديناميكية الهوائية، حيث أنه إذا كان مكون الرياح المستعرضة مرتفعًا جدًا فلن يتمكن الطيارون من الهبوط، لأن أسطح التحكم لن تكون فعالة بما يكفي لمواجهة الرياح المستعرضة.

ما هي طرق حساب مركب الرياح المستعرضة

يعد حساب مركب الرياح المستعرضة أمرًا حيويًا، حيث سيتعين على الطيار الطيران ضمن قيود الرياح المتقاطعة، وتكمن المشكلة في حساب مركب الرياح المستعرضة في أنه غالبًا ما يتعين عليه إجراء هذا الحساب في الهواء قبل الهبوط، وأحيانًا عند الاقتراب النهائي للمدرج.

ولحساب ذلك، يحتاج الطيار إلى معرفة ثلاثة أرقام وهي:

  • سرعة الرياح (بالعقد).
  • واتجاه الرياح (بالدرجات المغناطيسية).
  • واتجاه المدرج (أيضًا بالدرجات المغناطيسية).

وأسهل طريقة لتحديد مكون الرياح المستعرضة هي استخدام آلة حاسبة خاصة للرياح المتقاطعة، وهذه الوظيفة متاحة في حاسبات (E6B) ويمكن تنزيلها على الهاتف كتطبيق، غالبًا ما يكون إدخال سرعة الرياح واتجاهها واتجاه المدرج في الآلة الحاسبة أثناء الرحلة غير عملي، ولحسن الحظ هناك طرق لتحديد عنصر الرياح المتقاطعة في الرحلة، والتي لن تتطلب درجة أو خبرة في الرياضيات.

طريقة القسمة على عشرة

هذه الطريقة هي المفضلة لدى معظم الطيارين، وهي الطريقة التي يستخدموها كل يوم تقريبًا، وفي هذا الخطوة يتم تقسيم اتجاه الرياح على عشرة، ثم تحديد الفرق (بالدرجات) بين اتجاه المدرج واتجاه الرياح، وهذه الطريقة هي الطريقة الأكثر دقة والأكثر مباشرة في حساب مكون الرياح المستعرضة.

طريقة الساعة

هذه واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لتحديد مكون الرياح المستعرضة، يتم فيها البدء بـ بتحديد الفرق في الاتجاه بين المدرج واتجاه الرياح، وبعد ذلك تخيل وجه الساعة مع مؤشراتها من 0 إلى 60، وثم استخدام الفرق في الاتجاه في هذه الحالة، مثلًا كان الناتج 30 درجة، فيتم تخيل الدرجات على أنها دقائق، أي 30 دقيقة على مدار الساعة،  فيكون عقرب الدقائق في منتصف الطريق على مدار الساعة وبعدها يتم ضرب النسبة في سرعة الرياح.

الرسوم البيانية

تحتوي معظم كتيبات التشغيل التجريبية (POHs) على رسوم بيانية يمكن استخدامها لتحديد مكون الرياح المتقاطعة، في حين أنها مفيدة بلا شك، فإن استخدام هذه الرسوم البيانية في قمرة القيادة سيكون أكثر صعوبة من إدخال الأرقام في الآلة الحاسبة.

إلكترونيات الطائرات

تحتوي العديد من أنظمة إلكترونيات الطيران مثل (G1000) على مؤشرات اتجاه الرياح المدمجة، حيث تستخدم أنظمة إلكترونيات الطيران هذه معلومات المسار المستمدة من (GPS) ومعلومات مؤشر العنوان لتحديد اتجاه الرياح في (G1000)، وسيؤدي تحديد الخيار 1 في قائمة الرياح إلى عرض مؤشر الرياح كمكونات للرياح المعاكسة والرياح الخلفية والرياح المستعرضة.

ويجب تذكر أنه يتم حساب مؤشر الرياح هذا باستخدام بيانات من (GPS) ومؤشر العنوان، وإذا كان أي منهما معطلاً أو يوفر بيانات خاطئة، فسيكون مؤشر الرياح غير صالح أيضًا، يجب وضع في الاعتبار أن الرياح المعروضة تتعلق بالموقع والارتفاع المحددين اللذين تتواجد فيهما، مما يعني أن الرياح على مستوى سطح المطار قد تختلف اختلافًا كبيرًا عن الرياح المعروضة في الهواء.

الإقلاع والهبوط أثناء الرياح المستعرضة

لسبب ما، لا يبدو أن قلة من هم يتحدثون عن الإقلاع أثناء الرياح المستعرضة أو المتقاطعة، في حين أن الهبوط أثناء الرياح المستعرضة، يحظى بكل الاهتمام والحقيقة هي أنه على الرغم من صعوبة فهمها بشكل خاطئ تمامًا، إلا أن الإقلاع أثناء الرياح المستعرضة يتطلب المهارة والبراعة للحصول على إقلاع سلس بشكل جميل.

فيما يلي بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار أثناء الإقلاع خلال الرياح المستعرضة أو المتقاطعة:

قبل المغادرة

يجب الوضع في الاعتبار ما إذا كانت الرياح المستعرضة خفيفة بما يكفي للمغادرة، غالبًا ما يتم النظر إلى قيود الرياح المستعرضة في سياق الهبوط ولكن نادرًا ما تتم مناقشتها قبل الإقلاع أيضًا، ويجب وضع في الاعتبار ما إذا كانت هناك مدارج بديلة متاحة للمغادرة.

أثناء التدحرج الأرضي الأولي عند الإقلاع

يجب أن تنحرف الجنيحات تمامًا في اتجاه الريح وإعادتها ببطء إلى وضع شبه محايد (ولكن لا تزال منحرفة في اتجاه الريح) قبل الدوران، ويكون هذا لضمان بقاء الطائرة على المدرج حتى الوصول إلى سرعة الدوران.

أثناء القيام بالدوران

ستختبر الطائرة تأثير الريح و التأرجح في اتجاهها بعد السماح للطائرة بالقيام بذلك يجب المحافظة على مستوى الأجنحة.

بعد المغادرة

يتم استخدام مدخلات الدفة والجنيح المنسقة للحفاظ على توازن الطائرة ومستوى الأجنحة مع الحفاظ على المسار المحاذي لخط الوسط.

ويجب استخدام أقل إعداد ممكنة للجنيحات أو الرفرفة (flap) عند الإقلاع في الرياح المستعرضة القوية، كما سيسمح استخدام الحد الأدنى من إعدادات الجنيحات الممكنة للطائرة بالتسارع بشكل أسرع بعد الدوران، وبالتالي سيتم تصغير زاوية الانجراف (drift angle).

الانعطاف إلى النهج النهائي

يعرف كل طيار أن الهبوط الجيد يبدأ قبل الاقتراب النهائي، حيث يمكن أن يكون الانعطاف إلى النهج النهائي صعبًا بشكل خاص عندما تسود ظروف الرياح المستعرضة، وإذا كانت الطائرة تواجه رياحًا معاكسة قبل دورها في النهج النهائي، فيجب وضع في الاعتبار ما يلي:

أن الرياح ستدفع الطائرة بعيدًا عن مسار الاقتراب النهائي أثناء الانعطاف إلى النهج النهائي، وعلى هذا النحو قد يضطر الطيار إلى بدء الدوران في وقت متأخر عن المعتاد أو استخدام زاوية أصغر، ويجب تذكر أيضًا أن سرعة الأرض الخاصة ستكون أقل، لذلك سيكون لدى الطيار المزيد من الوقت للنزول.

بالمقابل، إذا كانت الطائرة تواجه رياحًا خلفية:

ستدفع الريح الطائرة نحو مسار الاقتراب النهائي أثناء الانعطاف إلى النهج النهائي، وسيكون على الطيار أن يبدأ دوره في وقت مبكر أو يستخدم زاوية بنك (bank angle) أكبر، ولا يستخدم زاوية شد أقصى حيث أنها ستزيد من سرعة المماطلة، ولا يوصى بأكثر من زاوية بنك 30 درجة.

علاوة على ذلك، يجب أن تظل الطائرة منسقة ومتوازنة أثناء هذا المنعطف، ولا يتم استخدام مدخلات الدفة المفرطة (للانزلاق) بالطائرة نحو الاقتراب النهائي، لأن هذا يمكن أن يتسبب في دوران غير مقصود بسرعات منخفضة، وستكون السرعة الأرضية أعلى، لذا سيكون لديه وقت أقل للنزول إلى منحدر الانزلاق المناسب قبل الانتقال إلى النهج النهائي.

إن عمليات الإقلاع أثناء الرياح المستعرضة ليست إجراءات معقدة بطبيعتها، ولكنها تتطلب ممارسة لتصبح مريحة وسلسة، وإتقان الإقلاع والهبوط أثناء الرياح المستعرضة مهارة حيوية لأي طيار، لذلك يجب فهم الجوانب الديناميكية الهوائية والأرصاد الجوية والتحكم التجريبي لعمليات الرياح المستعرضة وأفضل نصيحة للطيار هي الالتفاف أو تحويل المسار إذا لم يكن جاهزًا للهبوط.

المصدر: 1. Aircraft communications and navigation systems, by mike tooley and david wyatt.2. Aircraft Maintenance and Repair, seventh edition, Michael J. Kroes3. Aircraft Engineering Principles, by Mike Tooley.4. Aircraft Propulsion and Gas Turbine Engines, Second Edition, by Ahmed F. El-Sayed .


شارك المقالة: