هل إنتاج السكر يضر بالبيئة؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو السكر؟

عندما نسمع كلمة سكر ربما نفكر في الأشياء الحلوة فقط، حسنًا أننا لسنا مخطئًين تمامًا. بينما يحتوي السكر على الحلويات فإنه يمتد إلى العديد من المركبات الحلوة والقابلة للذوبان في الماء وعديمة اللون والتي تحدث بشكل طبيعي في الحيوانات والنباتات، وهي تشمل الكربوهيدرات ومصادر الغذاء الأخرى مثل الخضار والفواكه والمكسرات والأطعمة التي تحتوي على السكر المكرر، حيث أن المصدران الرئيسيان للسكر المكرر (سكر المائدة) هما قصب السكر وبنجر السكر لاحتوائهما على أعلى تركيز من السكروز (حوالي 16٪)، كما أن هناك استخدام آخر لقصب السكر وبنجر السكر وهو صناعة الوقود الحيوي والبلاستيك الحيوي.
السكر: هو عبارة عن اسم عام للمركبات الحلوة وعديمة اللون والقابلة للذوبان في الماء والتي تحدث بشكل طبيعي في النباتات وحليب الثدييات بما في ذلك البشر.
تنتج زراعة السكر ومعالجته آثارًا بيئية من خلال فقدان الموائل الطبيعية والاستخدام المكثف للمياه والاستخدام المكثف للكيماويات الزراعية وتصريف وجريان المياه الملوثة وتلوث الهواء، وهذا يؤدي إلى تدهور الحياة البرية والتربة والهواء والماء، حيث يتم إنتاج السكر والنظم البيئية في المصب.

التأثير البيئي للسكر:

أظهرت الأبحاث أن إنتاج السكر له تأثير مدمر على التربة والهواء والماء، وهذا أكثر بروزًا في النظم البيئية الاستوائية القريبة من خط الاستواء، وتظهر الأبحاث أيضًا أن إنتاج السكر هو السبب الأول للتنوع البيولوجي مقارنة بالمحاصيل الأخرى، ويرجع ذلك في الغالب إلى الاستخدام المكثف للمياه والاستخدام المكثف للمواد الكيميائية الزراعية السامة والانطلاق الكبير لمياه الصرف الصحي الملوثة وتدمير الموائل المختلفة للمزارع.
لسوء الحظ تتفاقم هذه التأثيرات عامًا بعد عام بسبب المعدل الهائل لإنتاج السكر، على سبيل المثال سنندهش من معرفة أنه يتم إنتاج أكثر من 145 مليون طن من السكر سنويًا في حوالي 120 دولة، وذلك بدون إضافة ما يقرب من 10 ملايين طن تم تصنيعها في آسيا، على هذا النحو في كل عام يساهم إنتاج السكر بشكل كبير في البيئة المتضررة التي نسمع عنها.
اليوم انخفضت خصوبة التربة بنسبة 40٪ في غضون 30 عامًا بفضل إنتاج السكر، أيضًا شهدت الأنهار المختلفة مثل نهر النيجر ونهر زامبيزي ونهر ميكونغ ونهر إندوس انخفاضًا كبيرًا في محتواها المائي بسبب إنتاج السكر، لذا إذا كنا نتساءل عما إذا كان إنتاج السكر يضر بالبيئة فإن الإجابة واضحة، نعم إنها كذلك.

هل حرق قصب السكر مضر بالبيئة؟

عادة استخدام قصب السكر أثناء إنتاج السكر ينطوي على حرق قصب السكر، ويتم ذلك في المزرعة، وبشكل عام يحرق المزارعون قصب السكر للتأكد من تقليل عدد المواد الأجنبية الورقية التي تصل إلى المصنع، حيث يجب أن نعلم أن هذه العملية لها ما يبررها لأنها توفر فوائد مختلفة، على سبيل المثال يقلل من التكلفة الإجمالية للإنتاج ويدعم الحصاد الفعال، كما أنه يقلل من موسم الحصاد ويقلل من تآكل معدات المصانع من بين أمور أخرى، ومع ذلك في حين أنه يوفر فوائد مختلفة للمزارعين ومنتجي السكر إلا أنه يختلف عن البيئة، حيث يؤثر حرق قصب السكر على البيئة سلبًا وبشكل أساسي من خلال التسبب في تلوث الهواء.
يدعم حرق الأجزاء المورقة من قصب السكر انبعاث العديد من المواد السامة والخطرة التي يمكن أن تؤثر على جودة الهواء، ومن أمثلة هذه المواد النترات ومركبات الكربون والكبريتات، ثم ترتبط هذه المواد بخطر تغير المناخ، وعلى سبيل المثال يؤدي الجمع بين المركبات المختلفة الناتجة عن حرق قصب السكر إلى تقليل كفاءة الأكسدة وزيادة تركيزات الأوزون، والأسوأ من ذلك أن حرق قصب السكر له تأثير كبير على صحة الإنسان، وهذا يصبح أكثر إقناعًا عندما نفكر فيه من منظور أننا جزء من البيئة. كما أن حرق قصب السكر يسبب سمومًا مختلفة تسبب تلفًا للكبد وتلفًا عصبيًا وصداعًا ونعاسًا.

هل تساهم صناعة السكر في تلوث الماء والهواء؟

حتى الآن من السهل استنتاج أن صناعة السكر تساهم بشكل كبير في تلوث المياه والهواء، وحتى من حرق قصب السكر يمكننا معرفة أن صناعة السكر تسبب التلوث، ومع ذلك يجب أن يكون السؤال الحقيقي هو كيف تساهم صناعة السكر في تلوث المياه والهواء؟ حسنًا دعونا نكتشف ذلك:

  • تلوث الهواء: في حال كنا نتساءل ما الذي ينطوي عليه تلوث الهواء فالأمر بسيط جدا، إنه ينطوي على تغيير  مستحث في جودة الهواء، وعادة يحدث هذا التغيير بسبب انبعاث مواد سامة وخطرة مما يجعل الهواء خطيرًا على صحة الحيوان والإنسان.
    بشكل عام تساهم صناعة السكر في تلوث الهواء بشكل كبير وذلك من خلال “تفل قصب السكر”، والشيء الغريب هو أن هذه الصناعة تستخدم الباجاس أيضًا كوقود لأنشطتها، وعادة يتم استخدام تفل قصب السكر لتشغيل الغلايات في صناعة السكر، وتتسبب هذه العملية في انبعاث ملوثات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، علاوة على ذلك تعتبر وحدات تخمير العصير والمبخرات مصادر انبعاث أخرى تسبب تلوث الهواء.
  • تلوث المياه: كما هو الحال في تلوث الهواء ينطوي تلوث المياه على تغيير مستحث في جودة المياه، وعادة يحدث هذا التغيير بسبب انبعاث مواد سامة وخطرة مما يجعل الهواء خطيرًا على صحة الحيوان والإنسان، كما أنه يجعلها أقل فائدة ومرغوبة عند استخدامها في الأنشطة الزراعية والترفيهية.
    تساهم صناعة السكر بشكل كبير في تلوث المياه وذلك من خلال مياه الصرف الصحي، حيث أن هذه المياه سائلة وموجودة كمنتج ثانوي أثناء إنتاج السكر، ومن أمثلة مياه الصرف الصحي ما يلي:
    1. ماء غسيل القصب: وهو ناتج عن غسل القصب.
    2. دفق الطاحونة: وهو ناتج عن آلات الطحن وغسيل الأرضيات والتداعيات.
    3. تصفية مياه غسيل القماش بالضغط: وهو ناتج عن غسل مكبس الترشيح.
    4. النفايات السائلة من التبخير.
    5. مياه دبس السكر: وهي عبارة عن فائض وتسرب من خزان تخزين المولاس.
    وفي معظم الحالات تحتوي مياه الصرف الصحي هذه على تركيز عالٍ من المواد الصلبة والكلوريد والنترات والمغنيسيوم والكالسيوم والكبريتات، حيث يمكن أن تقلل هذه المواد من وجود الأكسجين في المسطحات المائية مما يهدد الحياة المائية. أكثر من ذلك بسبب هذا التركيز تصبح هذه المسطحات المائية غير صالحة لاستخدامنا.

هل مصانع السكر تتبع المعايير البيئية؟

توجد معايير ومتطلبات مختلفة لحماية البيئة من التلوث والأنشطة الضارة الأخرى، بشكل عام تنطبق هذه المعايير والقواعد على صناعة السكر، وهذا أكثر ميولها المدمرة على البيئة، حيث تتقاطع هذه المعايير المختلفة عبر الحد الأقصى للانبعاثات والتصريفات وتنظيم الأنشطة المتعددة، على سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بحرق قصب السكر هناك إجراءات موصى بها.
ومع ذلك من الصعب للغاية قياس مدى امتثال مصانع السكر لهذه المعايير الحالية، ومع ذلك من الأسهل استنتاج أنه نظرًا لأن هذه المعايير هي سياسة عادة ما تفرضها وكالة حماية البيئة فهناك درجة من الامتثال، على سبيل المثال في لويزيانا يجب أن يتم الحرق تحت إشراف مدير حرق موصوف معتمد، وذلك للتأكد من أن الحرق يؤدي إلى الحد الأدنى من الضرر الذي يلحق بالبيئة.
السكر هو جزء مهم من حياة معظم الناس، وهذا هو سبب انتشار إنتاجها في أكثر من 12 دولة، ففي الواقع هناك أكثر من 60 مليون فدان مخصصة اليوم حول العالم لإنتاج السكر، ومع ذلك فإن إنتاج السكر له تأثير بيئي ضار كبير، من تلوث المياه إلى تلوث الهواء إلى المخاطر الصحية، حيث يستمر إنتاج السكر في الإضرار بالبيئة. بغض النظر يوجد هناك جهود مختلفة تهدف إلى تقليل تأثير السكر، فنحن كبشر نأمل أن نحافظ على بيئتنا، يمكن ليس من أجلنا ولكن من أجل الأجيال القادمة.

المصدر: كتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: