تلوث الأنهار وأثره على البيئة

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام في أجزاء كثيرة من العالم لا توجد لوائح لحماية جودة المياه والسلامة البيئية للأنهار، وفي تلك الأجزاء من العالم حيث توجد قواعد – لا يتم إنفاذها بشكل فعال أو ثابت، وعلى هذا النحو تعاني العديد من الأنهار بشكل حاد من مجموعة من الملوثات التي تشكل مخاطر على الحياة النباتية والحيوانية والبيئة وصحة الإنسان.

ما هو تلوث الأنهار؟

هو عبارة عن شكل من أشكال تلوث المياه الذي يحدث نتيجة للملوثات التي تأتي إليه بسبب الأنشطة البشرية، حيث أن للأنهار الملوثة تأثير ضار للغاية على النظم البيئية للأنهار في الغالب؛ وذلك لأن تلوث المياه يتسبب في انخفاض كبير في مستويات الأكسجين، كما أن العديد من الحيوانات تكون غير قادرة على تحمل مستويات منخفضة من الأكسجين في الأنهار، مما يؤدي إلى موتها.
يمكن أن يصبح النهر الملوث أيضًا مصدرًا للأمراض، ويمكن للحيوانات التي تشرب هذه المياه أن تنقل هذا المرض إلى الأشخاص بعد أن يأكل الناس حيوانًا مصابًا، حيث كانت هناك العديد من الحالات في إفريقيا، حيث أصيب الناس بأمراض مختلفة تنقلها المياه عن طريق شرب مياه ملوثة غير معالجة مباشرة من النهر.

ما هي أسباب تلوث الأنهار؟

  • القمامة والمواد الصلبة: ربما يكون أكثر أسباب التلوث وضوحًا هي القمامة والمواد الصلبة التي تتجمع عادةً في الأنهار، حيث تتكون هذه المواد من مواد مثل: الستايروفوم والحاويات المعدنية والعبوات البلاستيكية، وهي بشكل عام قبيحة ومستمرة في البيئة، ويمكن لهذه المواد أن تسد الممرات المائية، وتشكل أيضًا مخاطر على حياة الطيور والأسماك التي قد تبتلعها أو تتشابك فيها.
  • الرواسب والمواد الصلبة الدقيقة: عادةً يتم حمل الرمل والحصى وبعض المواد الصلبة الدقيقة الأخرى من مياه الأمطار وتغسل في النهر، مما يؤدي إلى تراكمها، ويمكن أن يؤدي ترسب المواد الصلبة العالقة الكلية (TSS) إلى انسداد الأنهار ، ويمكن أن يؤثر الترسب سلبًا على حياة اللافقاريات وبقاء بيض الأسماك.
  • المواد الكيميائية: يمكن أن تدخل الملوثات الكيميائية الضارة إلى الأنهار عن طريق بعض المصادر، ومن المصادر الأكثر وضوحًا مثل: النفايات من المنشآت الصناعية إلى المصادر الأقل وضوحًا مثل: الجريان السطحي من بعض المزارع والطرق.
    يمكن لهذه المواد الكيميائية أن تلحق الضرر بالبيئة على الفور وبشكل كارثي أو يمكن أن تتراكم ببطء، كما يمكن أن تؤدي إلى التلوث بالمغذيات والذي يؤدي بدوره إلى اختلال التوازن في النظم البيئية، مما يؤدي إلى تكاثر الطحالب التي يمكن أن تنتج السموم التي تضر بالحياة المائية الأخرى.
    تشمل الملوثات الكيميائية النموذجية التي تكون موجودة في الأنهار الأمونيا والأسمدة مثل النترات والفوسفات والمنظفات والمواد الخافضة للتوتر السطحي والزيوت والهيدروكربونات والمذيبات العضوية وغيرها والمعادن الثقيلة مثل الكادميوم والزئبق والرصاص والزرنيخ.
  • الزراعة: يضع بعض المزارعون الأسمدة والمبيدات على محاصيلهم حتى تنمو محاصيلهم بشكل أفضل، ولكن هذه الأسمدة والمبيدات يمكن أن تغسل التربة بالمطر لينتهي بها الأمر في الأنهار، حيث أن الأسمدة والمبيدات هذه ضارة؛ لأنها تسبب نمو الطحالب، ومن ثم تعمل هذه الطحالب على تدمير النباتات المائية.
  • الملوثات البيولوجية: عندما يكون الصرف الصحي سيئًا أو تكون معالجة المياه العادمة غير فعالة أو تكون غير موجودة أو يعيش الناس بالقرب من النهر يمكن لمسببات الأمراض أن تدخل المجرى المائي بسهولة أكبر، حيث يمكن أن تشكل بعض البكتيريا والطفيليات التي تنتقل عن طريق البراز البشري والحيواني خطرًا جسيمًا على صحة الإنسان، كما يمكن أن تُستخدم مياه النهر في بعض دول العالم للطهي أو الغسيل أو الشرب.
  • المصانع: تستخدم المصانع مياه الأنهار لتشغيل الآلات أو لتبريد الآلات، ومن ثم يتم إعادة هذه المياه الملوثة التي تحتوي على مواد كيميائية إلى النهر، والمياه المستخدمة للتبريد أكثر دفئًا من النهر نفسه، وهذا أيضًا شكل من أشكال التلوث.

ما هي آثار تلوث الانهار؟

إن الأنهار جزء لا يتجزأ من المجتمع البشري والبيئة على حد سواء، ويمكن أن يتسبب تلوث تلك الأنهار في مجموعة من الآثار الضارة للحياة النباتية والحيوانية والبشرية، حيث يتراكم النظام البيئي للأنهار وينقل التلوث ويركز الملوثات العضوية وغير العضوية بطرق تضر بالنباتات والحيوانات وصحة الإنسان فضلاً عن نقلها في النهاية إلى البحر.
وبالإضافة إلى التأثير البيئي هناك جانب واحد لا ينبغي علينا إغفاله وهو الجانب الاقتصادي – فالأنهار هي طريقة حياة ومعيشة لأعداد كبيرة من الناس، حيث أنها توفر الدخل عن طريق الصيد وتربية الأحياء المائية، كما أن النهر الملوث سيكون له مخزون مستنفد من الأسماك والقشريات والحياة المائية الأخرى التي تعتمد عليها بعض الاقتصادات.

كيفية منع تلوث الأنهار:

أفضل طريقة لمنع تلوث الأنهار هي التقاط الملوثات قبل أن تتمكن من الوصول إلى المجرى المائي، وفي حين أن هذا قد لا يكون سهلاً دائمًا فإن أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي (CSO) المدمجة ومعالجة مياه الأمطار توفر التقاطًا فعالًا وموثوقًا للمواد الصلبة والزيوت والهيدروكربونات والمعادن والمواد الكيميائية والمواد المغذية من مواقع مياه الأمطار ومواقع (CSO).
كما يتطلب تنظيف الأنهار الملوثة الكثير من الجهود – وبالطبع أموال كبيرة – خاصة في الحالات التي يتم فيها تلوث المسطحات المائية الكبيرة، وكما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى من الحكمة منع تلوث النهر بدلاً من تنظيفه بعد ذلك، لذلك يجب أن نتأكد من القيام بدورنا بعدم إلقاء القمامة عمدًا في النهر.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: