لماذا لا توفر شركات الطيران مظلات لسلامة الركاب

اقرأ في هذا المقال


تتضمن الطائرات العسكرية والطائرات المقاتلة بصورة دائمة على مظلات محمولة  عليها، لكن الشركات الجوية التجارية لا تحتوي طائراتها المظلات، التي يستطيع الركاب استخدامها في أوقات الطوارئ الخطيرة، السؤال الآن لماذا لا تقوم شركات الطيران على إيجاد مظلات على متن هذه الطائرات من أجل سلامة الركاب؟ سنتعرف في هذا المقال على أسباب ذلك

أسباب عدم توفير شركات الطيران لمظلات سلامة الركاب

هناك العديد من الحالات التي يكون القفز فيها من الطائرة هو الاحتمال الأسرع حتى يبقى الركاب على قيد الحياة من ناحية أخرى، تستطيع الطائرات التجارية، مثل بوينج 737، أن تحمل ما يصل إلى 200 شخص، حيث يستعمل آلاف الأشخاص خلال العالم هذه الطائرات بصورة يومية للسفر من مكان إلى مكان آخر، فلماذا لا تقوم شركات الطيران على توفير مظلات على هذه الطائرات من أجل الحفاظ على امن الركاب، في الواقع هناك عدة أسباب لذلك:

ركاب الطائرة ليسوا مدربين على القفز من الطائرة

ستجعلنا هوليوود نصدق أن الوثب من طائرة لا يتطلب سوى قليل من الشجاعة ومع ذلك، فإن القفز بالمظلات في الواقع أمر معقد للغاية ويتطلب ساعات من التدريب المهني حتى أبسط أشكال القفز بالمظلات، والمعروفة باسم القفز بالمظلات الترادفي (حيث يكون القافز مقيدًا مع خبير طوال العملية)، ويتطلب منه أن يخضع للتدريب لمدة ساعة على الأقل.

كما ويعد السقوط الحر السريع هو أخطر أنواع القفز بالمظلات، حيث وتكون بداية السقوط الحر الفردي من ارتفاع 10000 إلى 13000 قدم أعلى مستوى الأرض وللقيام بذلك، سيتطلب من الشخص القافز إلى تدريب أكثر تخصصًا والكثير من ساعات الخبرة.

من ناحية أخرى، خلال السفر بالطائرة لا يتوقع من الركاب العاديون القفز، لأنهم ليسوا على معرفة حتى كيف أو متى يقفزون في حالة حدوث طوارئ قصوى، كما أنه وبمجرد احتمال وجود للفوضى والخوف الذي قد يحصل مع الجميع في حالة الطوارئ على الطائرة والإرباك الذي يعاني منه كل من عليها، قد يجعل شيء عادي مثل وضع المظلة بصورة صحيحة يبدو وكأنه مهمة كبيرة لذا، فإن القفز بالمظلات بعيدًا عن الطائرة لا يبدو عمليًا أبدًا هنا.

الطائرات التجارية ليست مصممة للقفز بالمظلات

تعتبر الطائرات المستعملة للقفز في المظلات صغيرة الحجم أكثر بكثير من الطائرات التجارية، ويتم ذلك بمجرد القفز بالمظلات وبصورة أخرى، فإن الطائرات العسكرية لها حجم كبير ولها منحدر في الجزء الخلفي، حيث يستعمل المظليون هذا المنحدر ليقفزوا بصورة آمنة مع الابتعاد عن جسم الطائرة والاصطدام به أي (الهيكل الرئيسي لها).

مع ذلك، فإن الطائرات التجارية ليس لها هيكل صغير أو منحدر، ويعتبر الوثب من مثل هذه الطائرة محفوفًا بالمخاطر كثيرًا حيث يمكن للواثب أن يصطدم بسهولة بهيكل الطائرة، وبالأخص الأجنحة والذيل خلال وثبه.

الطائرات التجارية تطير عاليا وبسرعة

أيضًا يجب التخطيط للقفز بالمظلات بصورة دقيقة، ويعتبر ارتفاع القفزة واحد من أهم الأحداث، وأعلى نقطة يمكن أن تصلها طائرة القفز بواسطة المظلات هي 15000 إلى 16000 قدم، لكن تطير الطائرات التجارية على ارتفاع أعلى حيث ارتفاع المكان الذي تطير منه هو ​​35000 قدم أعلى مستوى الأرض.

عند الوصول إلى هذا الارتفاع نلاحظ انخفاض في درجة الحرارة بصورة وضحة ويكون الهواء القابل للتنفس قليلًا، حتى إذا استطاع الركاب من الوثب من الطائرة بصورة آمنة، فسيتطلب منهم قفز الـ (HALO) بوجود معدات وأدوات خاصة بالأماكن العالية، حيث تتكون من أسطوانة أكسجين ومنظم وقناع ومقياس ارتفاع وخوذة باليستية وبدلة طيران، وبدون هذه المعدات، قد يغيبون عن الوعي بسبب قلة الأكسجين.

(HALO) هي عبارة عن القفزات العالية ذات الأوكسجين المنخفضة معروفة في جميع أنحاء العالم، ويقال إنها من بين أكثر أنواع القفزات إثارة التي يمكن أن يقوم بها لاعب القفز بالمظلات وعادة، يتم تخصيص هذه القفزة واستخدامها في العمليات العسكرية وتحتاج إلى الكثير من التدريب.

كما تعتبر سرعة الطائرات التجارية العالية سببًا آخرًا يجعل الوثب بالمظلات منها شبه مستحيل، حيث أنه عندما تطير الطائرة على ارتفاع عالٍ، يمكن أن تبلغ سرعة طائرة بوينج 737 إلى 600 ميل في الساعة، وغالبًا ما يعين مراقبوا الحركة الجوية سرعة وارتفاع الطائرة، كما وتحلق الطائرات في الرحلات الأطول إلى أعلى من متوسط ​​الارتفاع البالغ 35000 قدم إلى 39000 قدم.

ملاحظة:HALO” اختصار لـ”High Altitude Low Oxygen”.

معدات القفز من الطائرة بالمظلات باهظة الثمن وضخمة

بالنسبة لشركات الطيران، تكون المظلة الواحدة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن وجودها أسفل المقعد النموذجي في الدرجة الاقتصادية كما أن لها وزن كبير جدًا لذلك، سيتطلب من شركات الطيران إيجاد المساحة اللازمة لتتضمن جميع المظلات، والركاب اللذين يسافروا على الطائرة من يعلموا بالفعل مدى صرامة القوانين التي تتعلق بوزن الأمتعة، وخاصة حقائب اليد المحمولة.

الآن، لو تخيلنا إضافة مظلة واحدة لكل راكب، سيزيد الوزن الإجمالي بسهولة بمقدار 6000 إلى 8000 رطل، ومع إضافة تكلفة ذلك إلى معدات القفز التي ذكرناها أعلاه فسيكون الموضوع غير مجدي أبدًا من الناحية الإقتصادية.

وذلك لأن المظلات والتروس نفسها باهظة الثمن إلى حد ما، وسيتطلب توفير مساحة لها المزيد من المال بالطبع، لن تدفع شركة الطيران ثمنها من جيوبهم، وستشمل التكلفة المضافة إلى سعر تذاكر الطيران التي يشتريها المسافرون، كما أن السفر بهذه الطريقة يعد بالفعل أكثر تكلفة من أشكال النقل العام الأخرى.

تحدث معظم الحوادث أثناء الإقلاع والهبوط وليس في الجو

من ناحية الإحصاءات، تقع معظم حوادث الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط في الواقع، من عام 2003 إلى عام 2012، وقعت 9 ٪ فقط من جميع حوادث الطائرات المميتة أثناء طيران الطائرة على ارتفاعات عالية، علاوة على ذلك وقع حادث من تلك الحوادث بسبب عاصفة رعدية، حيث تعتبر المظلات غير مناسبة وفعالة أثناء عملية الإقلاع والهبوط.

ولكن قد يكون من الخطر وغير الصائب النزول بالمظلة من الطائرة خلال عاصفة رعدية، حتى المظليين المدربين لن يقوموا بذلك، وبشكل عام، قد يبدو وجود مظلات على متن الرحلات الجوية التجارية فكرة صائبة، ومع ذلك عند فحص الخدمات اللوجستية، لا يبدو أن هذا الاقتراح عملي للغاية أو حتى اقتراح قابل للتطبيق.

ما الفرق بين القفز من طائرة في حالة الطوارئ والقفز بالمظلات

ومن ناحية أخرى، فإن الوثب من طائرة في حالة الطوارئ والوثب بالمظلات من أجل التسلية لا يتساوان، حيث أن الحالة الأولى مسألة فيها حياة أو موت والحالة الثانية على الرغم من كونها شديد الخطورة، تعتبر نوع من أنواع رياضات المغامرة إلى جانب ذلك، يكون الوثب بالمظلات بعد دراسة عميقة وتخطيط دقيق.

هذا يعني أن القفزات دائمًا ما تكون مخططة بصورة مسبقة، كما يعرف المغرمون بالوثب بالمظلات مسبقًا أين سيقفزون، وما يجب عليهم أن يعملوا، ومتى يجب عليهم القيام بذلك، حتى التغيير القليل في الأحوال الجوية يمكن أن يقوم في إلغاء الأمر كاملًا.

هل يجب على الركاب أن يقلقوا لعدم وجود مظلات

ليس على الركاب القلق بشأن سلامتهم أثناء السفر بالطائرة أو لعدم وجود مظلات، حتى لو كانوا مصابين برهاب الهواء (الخوف من الطيران أو أن يكونوا على الطائرة)، حيث أن التقدم التكنولوجي جعل السفر الجوي أكثر أمانًا، فلا يسع الراكب سوى أن يشعر بالخوف قليلاً عندما يكون هناك اضطراب.

وفي حال حدوث حالة طوارئ يمكن للركاب أن يضعوا حزام الأمان، ويقوموا على مسك مساند الذراعين ويلتزموا بكل ما قالته المضيفة عند بداية الرحلة، كما أن شركة الطيران ستعطي كل مسافر سترة نجاة ولكن بدون مظلة!

المصدر: 1. AIRFRAME TEXTBOOK BY JEPPESEN, Published 2010.2. POWERPLANT TEXTBOOK BY JEPPESEN, Published 2004.3. GENERAL TEXTBOOK BY JEPPESEN, Published 2009.4. AIRCRAFT COMMUNICATION AND NAVIGATION SYSTEM BY MIKE TOOLY AND DAVID WYATT SECOND EDITION, Published 2017.


شارك المقالة: