ما هي طائرة الكونكورد

اقرأ في هذا المقال


كانت الكونكورد طائرة تجارية أسرع من الصوت تحمل الركاب، وتم بناء الكونكورد في الستينيات كجزء من مشروع مشترك بين المملكة المتحدة وفرنسا، وكانت أول طائرة تجارية من نوعها، دخلت 14 طائرة منها فقط في الخدمة، ووقعت المملكة المتحدة وفرنسا عقد لتحمل مسؤولية التكلفة والخطر الناتج عن صنع طائرة أسرع من الصوت، وبهذا كانت الكونكورد من أوائل الأعمال التعاونية الرئيسية للدول الأوروبية لتصميم وصنع طائرة.

أول رحلة قامت بها طائرة الكونكورد

كانت أول رحلة تكللت بالنجاح للكونكورد في 2 مارس 1969، مع سرعة إبحار في الجو قصوى مقدارها 2179 كم (1،354 ميلاً) في الساعة، وماخ 2.04 أي أعلى من ضعف سرعة الصوت، كما قامت بأول رحلة خلال المحيط الأطلسي في عام 1973.

وفي عام 1976 افتتحت الكونكورد أول خدمة مسافرين أسرع من الصوت في العالم، مع رحلات الخطوط الجوية البريطانية من لندن إلى البحرين ورحلات الخطوط الجوية الفرنسية من باريس إلى ريو دي جانيرو، أيضًا تمت إضافة رحلات منتظمة إلى واشنطن العاصمة ونيويورك في 1976 و 1977 على التوالي.

تصنيع طائرة الكونكورد

كانت شركة (British Aerospace) وشركة (Aérospatiale) الفرنسية مسؤولات عن هيكل الطائرة، في حين طورت شركة (Rolls-Royce) البريطانية وشركة (SNECMA) الفرنسية محركات الطائرات وكانت النتيجة تحفة تكنولوجية، وهي طائرة كونكورد التي شكل الأجنحة فيها هو الدلتا، والتي قامت بأول رحلة لها في 1969.

كما كانت نفقات تطوير الكونكورد كبيرة لدرجة أنه لا يمكن استردادها من الرحلات، ولم تكن الطائرة مربحة من الناحية المالية على الإطلاق، ومع ذلك فقد أثبتت أنه يمكن للحكومات والمصنعين الأوروبيين التعاون في مشاريع معقدة، وساعدت على ضمان بقاء أوروبا في الطليعة التقنية في تطوير الفضاء الجوي.

تصميم طائرة الكونكورد

كانت طائرة الكونكورد صغيرة الحجم نسبيًا، حيث تحتوي فقط حوالي 100 مقعد وكانت تشبه إلى حد كبير كراسي المكتب والنوافذ صغيرة جدًا، وكان عرض جسم الطائرة الداخلي حوالي ثمانية أقدام ونصف (2.63 متر)، كانت مقصورة كونكورد أعرض بقليل من مقصورة بومباردييه ريجينال جيت.

وكان التصميم الفعلي للطائرة في قسمين كان هناك قسم أمامي، ثم مرحاض في المنتصف ثم قسم خلفي، وكان القسمان متطابقين لم يكن أحدهما من الدرجة الأولى والآخر للأعمال، ولكن كان هناك دائمًا رمز مميز للأشخاص الموجودين في القسم الأمامي.

تم تطوير كونكورد في وقت كانت فيه صناعة الطيران تركز على السفر بالطائرة الأسرع من الصوت وفي أوائل الستينيات، لم يكن لدى مهندسي الطيران أدوات التصميم والتحليل الحالية، وعلى الرغم من ذلك فإن مصممي كونكورد ابتكروا طائرة متطورة وفريدة من نوعها بشكل ملحوظ.

وكانت كونكورد أول طائرة ركاب ولا تزال الوحيدة التي لديها محركات نفاثة مع حراقات لاحقة، لذلك أطلق البريطانيون مسمى (إعادة التسخين) على الوقود الخام الذي تم إدخاله في عادم المحركات الأربعة للطائرة، مما أدى على الفور إلى زيادة قوة دفع المحركات بنسبة 20٪ تقريبًا.

والملخص هنا أن طائرة الكونكورد، التي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل الحكومتين البريطانية والفرنسية كانت الإنجاز الكبير في تكنولوجيا وتصميم الطيران، حيث يمكن للطائرات الأنيقة ذات الأجنحة على شكل الدلتا أن تقوم بالرحلة من نيويورك إلى لندن في حوالي ثلاثة ساعات ونصف ساعة.

وأصبحت الكونكورد رمزا للسرعة والفخامة، على الرغم من أنها لم تكن خالية من المشاكل، انتقد بعض الذين عاشوا تحت مسار طيرانها الضوضاء الهائلة التي أحدثتها، على الرغم من أن كونكورد لم تعد تطير في السماء، إلا أنه يمكن زيارتها في عدد من متاحف الطيران حول العالم.

طائرة الكونكورد ورحلاتها الأخيرة

وبشكل مأساوي في 25 يوليو 2000، لاقت طائرة الكونكورد التي كانت في طريقها من باريس إلى مدينة نيويورك عطل في المحرك بعد وقت قصير من إقلاعها عندما تسببت حطام الإطارات المتفجرة في تمزق خزان الوقود واشتعال النيران، حيث ارتطمت الطائرة بفندق ومطعم صغير.

بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل وانخفاض مبيعات التذاكر، قاعدت شركة الخطوط الجوية البريطانية من أسطولها الكونكورد في أكتوبر 2003 وكانت الخطوط الجوية الفرنسية، الناقل الوحيد الآخر من طراز كونكورد، وقد أوقفت طائراتها بشكل دائم في مايو 2003، ومع ذلك فإن جاذبية الكونكورد كانت قوية جدًا لدرجة أن باعت شركات الطيران قطع غيار أساطيلها بالمزاد بعد فترة وجيزة من تقاعدها، وبيعت العديد من العناصر بأكثر من السعر المقترح، على سبيل المثال، تم بيع بطانية بقيمة 100 دولار مقابل 2000 دولار وبيع الباب بمبلغ 33000 دولار وباع إبرة مقدمة الطائرة بمبلغ 550 ألف دولار.

وبحلول الوقت الذي خرجت فيه كونكورد من الخدمة، كانت الطائرة الوحيدة في أسطول الخطوط الجوية البريطانية التي تتطلب مهندس طيران، وبعد خدمة ما يقارب الـ27 عامًا في مجال العمليات التجارية، توقفت هذه الطائرة الأسطورة عن الإقلاع.


شارك المقالة: