مستحضرات التجميل وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


من المؤكد أن منتجات التجميل تعني الكثير بالنسبة لنا، وأي شخص يدعي خلاف ذلك قد يكون مجرد صدمة، فكل يوم نريد أن نكون ذو مظهر جميل ورائحة طيبة، وعندما نفعل ذلك في النهاية يتولد لدينا الشعور الداخلي والخارجي بالإنجاز، ومع ذلك مثل العديد من الأشياء الأخرى فإن منتجات التجميل لها أيضًا بعض الآثار الضارة على البيئة.
على الرغم من أن منتجات التجميل تستمر في تجميل البشر إلا أنها تسبب تأثيرات ضارة مختلفة على البيئة، في الواقع أنه أمر سيء للغاية لدرجة أنه يمكننا القول أنهم ساهموا بشكل أساسي في جعل النظام البيئي أقبح، ومن المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التجميل التي تشكل خطورة على البيئة هي الكبريتات والتريكلوسان والرصاص والبوليثين جلايكول (بيج) وأوكسي بنزون.

هل منتجات التجميل ضارة حقا بالبيئة؟

يبدو من التناقض أن نقول أن المنتجات التي تعزز جمالنا تضر أيضًا بنا جميعًا، حيث أن هذه المواد الكيميائية عادة ما تكون غير قابلة للتحلل، بدلاً من ذلك يحتفظون بطبيعتهم المركبة حتى بعد الاستخدام، ثم بعد كل استخدام يجدون طريقهم إلى البيئة البحرية، حيث تلتهمهم الأحياء المائية والبرية، والأسوأ من ذلك عندما نستهلك الحيوانات بعد ذلك فقد نبتلعها أيضًا.
للأسف هذه المواد الكيميائية ضارة بأجسامنا وبيئتنا، بعض هذه المنتجات السامة معروفة ومكتوبة برموز علمية على عبوة العلامة التجارية، والأسوأ من ذلك يتمتع الآخرون بالحماية بموجب قوانين الأسرار التجارية مما يعني أنه لا يجوز للمصنعين الكشف عنها.
على هذا النحو يصبح من الصعب تحديد ماهية هذه المواد الكيميائية، وبدورها درجة التأثيرات التي يمكن أن تحدثها على أجسامنا، المشكلة هي أننا وجدنا أنفسنا بعد ذلك مصابين بالسرطان بعد سنوات قليلة بسبب هذه المواد الكيميائية، لذا يمكننا الآن رؤيتها بنفسنا لا سيما أن منتجات التجميل لها تأثير 360 درجة علينا جميعًا وتؤثر ايضاً على البيئة بشكل كبير.

ما هي منتجات التجميل الأكثر ضررًا بالبيئة؟

الحقيقة هي أنه على الرغم من أن العديد من منتجات التجميل ضارة إلا أن بعضها يشكل مخاطر أكبر على البيئة، وعادة هذا يرجع إلى تكوينه الأكبر من المكونات غير القابلة للتحلل والمواد الكيميائية السامة، ومع ذلك يجب أن نعلم أن هذا الخطر لا يأتي بالضرورة عند استخدامها على بشرتنا، بدلاً من ذلك يحدث ذلك عندما تجد هذه المنتجات طريقها إلى البيئة، وفيما يلي أشهر منتجات التجميل الأكثر ضررًا بالبيئة:

  • مناديل: من أكثر منتجات التجميل ضررًا هي المناديل، ومع ذلك فهي ليست مجرد مناديل بل هي تلك التي نستخدمها لإزالة منتجات المكياج هذه، عادة ما تكون هذه المناديل مصنوعة من مادة البولي بروبيلين فهي ذات صلة فقط للاستخدام الفردي، وبما أنه لا يمكننا إعادة تدويرها فإنها تزيد من تلوث البيئة والمجاري المائية.
  • مقشر التقشير: منتج آخر ضار هو مقشر التقشير، عادة تساعد هذه المقشرات عندما نقرر تقشير اجسامنا، لسوء الحظ بالنسبة للبيئة فهي تحتوي على خرزات بلاستيكية دقيقة لا تتلف عند غسلها، وبدلاً من ذلك ينتهي بهم الأمر في البيئة البحرية حيث تأكلهم الحياة المائية.
  • قناع ورقي وضمادات قطنية: القناع الورقي أو الضمادات القطنية مادة خطرة أخرى وهذا بفضل تصميمهم، عادة نستخدمهم مرة واحدة فقط ثم تمامًا مثل المناديل فإن استخدامها الوحيد بعد ذلك هو مدافن النفايات، وهذا بدوره يساهم في تلوث البيئة والمجاري المائية.
  • كريمات التبييض: في حد ذاتها قد لا تكون كريمات التبييض مناسبة تمامًا لبشرتنا، حسنًا هذا ليس مصدر قلقنا، ما يقلقنا هو أنها تقطع شوطًا طويلاً للمساهمة بشكل سلبي في البيئة خاصة تلك التي تحتوي على السيليكون، عند استخدامها يتم غسل السيليكون الموجود فيها وينتهي به الأمر في البيئة المائية وهذا خطير على البيئة البحرية.
  • البخاخات: العديد من منتجات التجميل الخاصة بنا التي تأتي في البخاخات تشكل خطرا على البيئة، إلى جانب حقيقة أنه يمكن أن ينتهي بهم الأمر في مدافن النفايات فإنها تلوث البيئة أيضًا، يمكن أن تزيد أيضًا من استنفاد طبقة الأوزون وهذا بفضل الهباء الجوي والهيدروكربونات التي تحتويها.

لماذا تعتبر صناعة التجميل ضارة بالبيئة؟

اليوم تساهم صناعة التجميل بشكل كبير في التدهور البيئي، وهذا هو السبب في أن العالم يعتبر هذا القطاع سيئًا للبيئة، من الطرق التي يضر بها هذا القطاع بالبيئة استخدامه المستمر لمنتجات البلاستيك والكرتون، أحد الاهتمامات الأساسية للبيئة هو العبوات البلاستيكية والزجاجات التي تأتي مع العديد من منتجات التجميل، عادة توجد هذه العبوات لحماية منتجات التجميل نفسها، وعلى هذا النحو فهي ليست قابلة للتحلل بسهولة، وبالتالي عندما تستخدم محتوياتها لا فائدة من العبوة البلاستيكية، على هذا النحو ينتهي الأمر بالعبوات البلاستيكية والزجاجات في مكب النفايات مما يساهم بشكل أكبر في تلوث البيئة.
وبالمثل فإن عبوات الورق المقوى للعديد من مضادات التعرق ومزيلات العرق مصنوعة من اللب، على هذا النحو يدخل عدد كبير من الأشجار المتساقطة في إنتاجها، حسنًا أننا نعرف ما هي الأسباب الرئيسية للضرر البيئي اليوم وهو إزالة الغابات.
كما لو أن هذا لا يكفي فإن معظم شركات التجميل تستخدم البولي إيثيلين لأغراض متنوعة، عادة بعد فترة طويلة من الاستخدام تظل هذه المخرجات غير قابلة للتحلل، على هذا النحو يمكن أن تجد طريقها بسهولة إلى المسطحات المائية وتشكل سلسلة من التهديدات عليها، بدوره يمكن أن يسبب هذا البولي إيثيلين السرطان.
أخيرًا لتلبية الرغبة في منتجات التجميل الطبيعية شرعت العديد من الشركات في خلط المكونات الطبيعية ببعض المواد الكيميائية، للأسف هذا الفعل غالبًا ما يحيد تأثير العناصر الأولية لكن لا يوقف الطلب عليه، وقد ساهم هذا مع ذلك في إزالة الغابات وتدهور البيئة.

كيف تؤثر منتجات التجميل على البيئة الطبيعية؟

تضيف منتجات التجميل الكثير من التدهور البيئي أثناء وبعد استخدامها حيث تشمل بعض الطرق التي تحدث بها:

  • إزالة الغابات: أدى الطلب على منتجات التجميل التي تحتوي على بعض المكونات الطبيعية إلى مزيد من إزالة الغابات، بالطبع نحن نعلم أن إزالة الغابات ضارة للحفاظ على التنوع البيولوجي ويمكن أن تسبب فيضانات خاصة في المناطق الريفية.
  • مخاوف على الحياة المائية والبرية: عندما يتم التخلص من مكونات البولي إيثيلين غير القابلة للتحلل والمواد الكيميائية السامة ينتهي الأمر باستهلاكها من قبل الأحياء المائية والبرية، لقد ثبت أن هذا يمثل خطورة كبيرة على الحيوانات، هذا لأنه يمكن أن يؤدي إلى الموت وعندما يأكله الإنسان يمكن أن يسبب السرطان.
  • تغير المناخ: لا يتوقف تأثير منتجات التجميل على البيئة عندما تستهلك الحيوانات مواد كيميائية سامة وغير قابلة للتحلل، في كثير من الأحيان عندما يحدث التبخر يتم امتصاص هذه المياه الملوثة، في المقابل يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى الإضرار بالظروف الجوية للأرض.
    منتجات التجميل بلا شك تتكون من مواد كيميائية مختلفة، لسوء الحظ معظمها سام ولا يتلف في الماء، ومع ذلك يبدو أن هناك شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو أنه لا يمكننا الامتناع عن مستحضرات التجميل، ومن ثم في حين أن الكفاح والتوعية للحفاظ على البيئة لا يزالان مستمرين يمكننا أن نعمل بشكل أفضل مع اختياراتنا، لذلك عند شراء منتج تجميل آخر يجب احتضان العلامات التجارية الأكثر صداقة للبيئة.

المصدر: كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: