التحليل المعماري لقلعة الزيدية

اقرأ في هذا المقال


إن التصميم الهندسي العام الذي تتألف منه قلعة الزيدية يشبه نظرائه في قلاع منطقة تهامة، وخاصة التي أنشئت في الأراضي المستوية سواء الداخلية أو الساحلية، تضم قلعة الزيدية أربع واجهات، وذلك لأن مخططها يتخذ الشكل المستطيل والواجهة الرئيسية فيها هي التي تطل على الجهة الشمالية.

الواجهات المعمارية لقلعة الزيدية

  • الواجهة الشمالية: تمتد هذه الواجهة بمسافة (95م) ويبلغ أقصى ارتفاع لها في الجانب الشرقي حوالي (14م) وهي تمثل جداراً خارجياً للبرجين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي والسجن وحجرات الشرطة والواجبات الرُكوية وكتلة البوابة الرئيسية والبرج الشمالي ودار العامل، وتلاحظ على هذه الواجهة قلة وجود الفتحات في الأجزاء السفلية منها والعكس صحيح في الأجزاء العلوية التي فتحت فيها العديد من النوافذ. كما أن كثرة ارتدادات جدران هذه الواجهة وخاصة في الجانب الشرقي منها تزيد من حصانتها وتعمل على عرقلة مهاجمي القلعة من هذه الجهة.
  • الواجهة الشرقية:  تتكون هذه الواجهة من جدار لسور يربط بين البرج الجنوبي الشرقي والبرج الشمالي الشرقي (برج المدافع)، حيث يبلغ امتدادها نحو (97.50م) أما جدار السور فقط فيمتد بمسافة (76م) ويبلغ ارتفاعه من سطح الأرض حتى قمته نحو 4.10 متر وسمكه 70 سم وقد كسي بمادة الجص.
  • الواجهة الجنوبية: تمتد هذه الواجهة بمسافة (88م) ولم يتبق منها في الوقت الراهن سوى (56م) بسبب تهدم بعض جدرانها والجدران الباقية منها تمثل جداراً خارجياً لمبنى دار الضيافة ومخازن للحبوب وثكنات للجند، ويبلغ ارتفاع هذه الواجهة نحو (12م) وهي تضم مدخلاً يقع في مكان متوسط من جدارها يؤدي إلى الطابق الأرضي وفتح في الجزء السفلي منها صف من الفتحات الطولية الضيقة (مزاغل)، بينما فتحت في الجزء العلوي العديد من النوافذ التي تسمح بدخول الهواء والضوء إلى داخل الوحدات الجنوبية.
  • الواجهة الغربية: تمثل الواجهة الغربية لقلعة الزيدية جداراً لسور يبلغ امتداده نحو (81م) وارتفاعه (4.60م)، وقد تهدمت بعض أجزائه، وهي الجزء الملاصق للبرج الشمالي الغربي والجزء الجنوبي الغربي، كما استحدث به في مكان متوسط تقريباً مدخل ثانوي واسع يؤدي إلى فناء القلعة وما زالت تتخلل هذا السور فتحات الرماية المزدوجة .

الوحدات الدفاعية لقلعة الزيدية

تضم قلعة الزيدية العديد من العناصر الدفاعية في أغلب منشآتها، وقد تركزت هذه العناصر بشكل كبير في ثلاث وحدات دفاعية رئيسية ترتبط مع بعضها البعض وهي: البوابة الرئيسية والسور والأبراج الدفاعية وسيتم وصفها كالآتي:

كتلة البوابة الرئيسية

يتقدم البوابة الرئيسية في قلعة الزيدية برجان مستديران أحدهما أمام الآخر نتج عن هذا البروز نطاق مكشوف على هيئة قوس. وقد صنف هذا النوع من الأبواب بأنه حلقة الوصل بين الباب المباشر والباب المنكسر وأطلق عليه الباب الموروب. حيث يضطر المهاجم أو الداخل إلى النطاق الذي يتقدم المدخل إلى أن يميل بجسده يميناً ثم يساراً وهذا الانحراف أعطى لهذا النوع من البوابات درجة دفاعية كبيرة.

ويطل البرج الأول من كتلة البوابة على الشارع العام ويتخذ شكلاً دائرياً جداره الخارجي على هيئة ثلاث حلقات فوق بعض العليا أصغرها ويبلغ محيطه من الأسفل نحو (16.90م) وارتفاعه حتى قمته نحو (10.5م)، وعند مشاهدة هذا البرج من الخارج يظهر بأنه يتألف من ثلاثة طوابق بينما هو في الأصل يتكون من طابقين فقط وذلك لأن الدور الأرضي منه ردم من الداخل بالتراب فشكل قاعدة للبرج، ويعلو الطابق الأرضي طابق أول فتح في جداره ثلاث نوافذ واسعة، بينما يتكون الطابق الثاني من جدار ساتر يبلغ ارتفاعه نحو (2م) ويضم صفين من فتحات الرماية الزوجية والفردية (مزاغل).

قد ظهرت لنا بعض الملاحظات أثناء المعاينة الميدانية للتركيب المعماري الراهن لهذا البرج وأهمها أن الطابق الأرضي منه ما زال بحالته الأصلية، بينما الطابق الأول لان يشتمل على عناصر دفاعية بل يضم نوافذ واسعة، ولذا فمن المحتمل أنها كانت تستخدم لغرض إطلاق قذائف المدفعية؛ وفي مرحلة لاحقة من عمارة القلعة تمت توسعتها حتى أصبحت على شكلها الراهن، كما أن أرضية البرج ردمت بالتراب وهي بذلك تستطيع أن تتحمل ثقل المدافع والاهتزاز الناتج عن إطلاق قذائفها.

ويلتصق بهذا البرج أثناء الولوج إلى المدخل جدار على شكل قوس يبلغ امتداده نحو (15.40م) وارتفاعه (7م) فتحت في الجزء العلوي منه ثلاثة صفوف من المزاغل الفردية منها صفان لمزاغل ذات فتحات أمامية والصف العلوي فتحاته مائلة إلى الأسفل، أما الجدار الخارجي الملتصق بالبرج فيطل على الشارع ويمتد بمسافة (7.90م) إلى أن يلتصق بالبرج الشمالي للقلعة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: