التحليل المعماري لقلعة باجل في اليمن

اقرأ في هذا المقال


يطلق سكان مدينة باجل على القلعة الرابضة الواقعة فوق سطح الجبل المطل على المدينة اسم قلعة الشريف، كما يؤيد ذلك مؤرخ تهامة في العصر الحديث عبد الرحمن الحضرمي، وبعد فحص المصادر التاريخية التي تناولت فترته لم نجد ما يثبت صحة بناء الشريف حمود لقلعة في باجل، وإنما ذكرت قلعة جبل باجل قبل توسع نفوذه في منطقة تهامة عام (1218ه / 1803م) ووصوله إلى المدينة.

قلعة باجل من الداخل

لم تعد توجد في قلعة دار الحكومة بمدينة باجل أية أبراج دفاعية عدا قاعدة برج واحد، والتي تقع عند زاوية التقاء الجهتين الشرقية والجنوبية، وقاعدة هذا البرج ذات شكل دائري يبلغ قطرها من الداخل نحو (10.25م) وسمك جدارها (1م) ويدعمها جدار ساند من مادة الآجر يبلغ سمكه نحو (1.25م)، ومن المرجح أن بقايا هذا البرج تعود إلى مرحلة ما قبل البناء الراهن في القلعة، وذلك من خلال المعاينة الميدانية له واستناداً إلى المعلومات والاستنتاجات السابقة عن مخطط القلعة ومكوناتها المعمارية.

تتألف القلعة من الداخل من فناء مكشوف تطل عليه حجرات أغلبها تتألف من طابق أرضي، وهي على هيئة صف واحد في الجهة الغربية ويماثله آخر في الجهة الجنوبية، غير أن الأخيرة تضم في وسطها تقريباً حجرة علوية سقط جدارها الداخلي، وقد تعرضت أغلب وحدات القلعة للتهدم وصارت في الوقت الراهن عبارة عن أكوام من مخلفات البناء.

الحجرات الغربية في مدينة باجل

يؤدي المدخل الغربي في الواجهة الغربية إلى دركاة مستطيلة تبلغ أبعادها نحو (3.65م × 2.60م) وتنتهي بفتحة مدخل آخر ذات عقد مدبب تؤدي إلى الفناء، حيث يبلغ اتساعها (2.60م) وارتفاعها (3م). وكانت تكتنف هذه البوابة من الجهتين خمس حجرات لم تتبق منها سوى حجرتين تقعان في الجهة الجنوبية منها، وتتخذ هاتان الحجرتان الشكل المستطيل وهما متساويتان في قياساتهما الداخلية، حيث بلغ أبعاد كل منهما نحو (7.55م × 3.20م) وسمك جدرانهما (95سم)، وتضم كل من الحجرتين على مدخل ذي عقد مفصص يطل على فناء القلعة وتكتنفه من الجهتين نافذتان ذات عقدين مفصصين أيضاً يبلغ ارتفاع كل منهما نحو (1.40م) واتساعها (90سم).

ويزين واجهة الحجرات المطلة على الفناء شريط هندسي يمتد بامتداد واجهة الحجرات، وهو يشبه الشريطين في الواجهتين الخارجيتين الجنوبية والغربية في القلعة نفسها، ويعلو حجرات هذه الجهة أيضاً من القلعة جدار ساتر يحتمي خلفه المدافعون عن القلعة يبلغ ارتفاعه نحو (3م) وتتخلله العديد من فتحات الرماية بالبنادق (مزاغل المفردة) الثى تميل نحو الجهة اليمنى واليسرى.

الحجرات الجنوبية في باجل

تضم الجهة الجنوبية من القلعة أربع حجرات واسعة تطل على الفناء وتتوسطها دركاة تبلغ أبعادها نحو (5م × 2م) فتحت في واجهتها الجنوبية المطلة على خارج القلعة فتحة مدخل معقود تبلغ اتساعها (1.12م)، أما الجهة الشمالية المطلة على الفناء فهي في الوقت الراهن مفتوحة بكاملها.

كانت واجهات الحجرات الأربع المذكورة تطل على الفناء بجدران لم يتبق منها سوى جدار الحجرة الملاصقة للدركاة من الجهة الغربية الذي تتخلله ثلاث فتحات الوسطى منها تمثل مدخلاً للحجرة يبلغ اتساعها نحو (1.24م)، ويعلوها عقد مدبب تليه أشكال معقودة متعددة المستويات وتتوسطها ثلاث فتحات صغيرة.

أما الفتحتان الباقيتان فتمثلان نافذتين عن يمين المدخل ويساره وهما متشابهتان في جميع تفاصيلهما المعمارية والزخرفية، حيث تتألف كل منهما من فتحة تبلغ اتساعها نحو (90سم) وارتفاعها (1.50م) تعلوها منطقة معقودة تشبه تلك التي تعلو فتحة مدخل الحجرة نفسها وتتخللها ثلاث فتحات لم تعد واضحة في الوقت الراهن بسبب تهدمها.

وبجانبي المنطقة المعقودة في كل من النافذتين المذكورتين شكل زخرفي لعلامة الجمع، والتي نتجت من وضع قطع الآجر مع بعضها يعلوه شريط زخرفي هندسي نفذ بقوالب الآجر، ويتألف من خمسة معينات مترابطة مع بعضها وهو يعرف محلياً باسم (السلسلة)، كما يطلق عليه أيضاً بالزنجير، وقد وجد هذا النوع من الزخرفة في واجهة جدار القبلة بجامع مدينة باجل القديمة.

وربما أن تاريخ عمل هذا الشريط يعود إلى عام (1336ه/ 1917م)، وهو عام بناء منارة الجامع نفسه كما هو مدون على قاعدتها، وبسبب التشابه بين الشريطين المذكورين، فمن المحتمل أن الشريط المنفذ على واجهة حجرة القلعة بل وجميع مكوناتها تعود إلى المرحلة البنائية التي تمت فيها عمارة المبنى الراهن لجامع باجل أو بعدها بسنوات قليلة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: