التخطيط المعماري لمدينة تمنع

اقرأ في هذا المقال


تخطيط مدينة تمنع:

كشف الحفريات التي قامت بها البعثات الأثرية عن العديد من معالم هذه المدينة، منها البوابة الجنوبية والمعبد وبيت يفش، كما تم الكشف عن بيت يفعان، ومؤخراً قامت البعثة الإيطالية الفرنسية بالتنقيب في مدينة يمنع وكشفت عن جزء من تخطيط المدينة القديمة، وخصوصاً في الجزء الشرقي لمركز المدينة، حيث شمل عمل البعثة بنايات (قصور)، توصلت من خلالها إلى التعرف على ضخامة حجم المباني ونسق التخطيط المعماري للمدينة، فضلاً عن إعطاء تقييم أكثر دقة للمرحلة التي شهدت ازدهارها.
ومن الخريطة العامة لساحة السوق نجد أن البنايات التي تم الكشف عنها ظهرت على شكل سلسلتين، إحداهما في الجنوب والأخرى إلى الشرق، وهذه البنايات تلتقي معاً مكونة زاوية قائمة في الجزء الجنوبي الشرقي للساحة، ينفصل عن بعضها البعض بأزقة صغيرة مغلقة بجدران تمنع من المرور عبرها نحو الساحة، والمدخل الوحيد للساحة عبر شارع واسع، ويوجد على كل جانب حائط لمبنى ضخم، كما أن هناك مبنى صغير للرقابة.

نمط المباني السكنية وتوزيعها:

تشكّل المباني المتعددة الأدوار النمط السائد في مدينة تمنع، هذه المباني لم يتبقى منها سوى أساساتها الحجرية المستطيلة الشكل، التي تمكنت من البقاء نتيجة لضخامتها، وهي تمثل خصوصية فريدة في طبيعية البناء في اليمن القديم، وتتميز المباني في مدينة تمنع بما يلي:

  • جدار حجري خارجي ضخم مبني بطريقة الجدران المزدوجة من كتل جرانيتية ملساء مربعة أو مستطيلة الشكل.
  • وجود شبكة من الجدران الداخلية المتعامدة بشكل منتظم يسمح بتقسيم المبنى بحسب التصور والتخطيط المسبق.
  • ارتفاع الأساسات عن سطح الأرض من 2.5 متر إلى 4 أمتار.

يتم الدخول إلى المبنى عبر درج بني ملتصقاً بأحد جوانبه يؤدي إلى مستوى الأساس الحجري، وعلى هذا المستوى توجد بوابة تفتح على ممر رئيسي على طول المبنى وينتهي بسلم يؤدي إلى الأدوار العليا، وتتوزع الغرف على جانبي الممر، بنيت الأدوار العليا للمباني من هياكل خشبية متعامدة وضعت على الأساسات الحجري وملئت بالطوب الطيني المجفف بالشمي مع المونة الطينية، كما كسيت واجهاتها الخارجية بألواح من الحجر الجيري المصقولة، وينتهي السطح بوضع تماثيل غالباً ما تمثل هيئة الثور الذي يرمز قرناه إلى إله القمر، وتتميز الطوابق العليا ببنائها المتماثل من حيث تناظر الجدران العليا بجدران أرضية الأساس.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: