الطراز القوطي الإسباني

اقرأ في هذا المقال


لمعرفة وفهم الطراز القوطي الإسباني يجب معرفة الصفات المميزة للطراز القوطي في أوروبا، حيث من أهم معالم الطراز القوطي الإسباني هو ما تأثّر به من الفنون العربية الإسلامية، حيث يقال أن الكنائس في إسبانيا في العهود الأولى للطراز القوطي بناها حرفيون عرب مَهَرة، كان للحكم العربي في إسبانيا أثر واضح على فنونها، ويلاحظ ذلك في كاتدرائية إشبلية وزخارفها ذات الطابع العربي الأصيل من جهة والفن الفرنسي من جهة، أما الكنائس في العهود الأخيرة فخضعت كثيراً للتقاليد الكلاسيكية بتفاصيلها المعمارية.

العوامل الطبيعية المؤثرة على الطراز القوطي الأسباني:

  • من الناحية الجغرافية: تمتاز إسبانيا بموقع جغرافي تنفرد به، حيث تقع في الجنوب الغربي لأوروبا، يفصلها عن فرنسا في الشمال جبال البرانس، وعن إفريقيا جنوباً مضيق جبل طارق، كما يوجد بينها وبين البرتغال حدود طبيعية، فيما عدا ذلك تطل جميع سواحلها وشواطئها على البحر الأبيض المتوسط شرقاً وجنوباً على المحيط الأطلنطي وشمالاً على خليج بسكاى.
    بحكم الحدود المجاورة بين إسبانيا وبين فرنسا من حيث الموقع الجغرافي نلاحظ التأثير الفرنسي واضحاً في شمال إسبانيا، أما في الجنوب فنرى التأثير المغربي، خصوصاً منطقة غرناطة وتوابعها، تلك المنطقة الخصبة السهلة المحاطة بالهضاب العالية، حيث أاستوطن المغاربة حتى انتهاء العصر القوطي في تلك المنطقة.
  • من الناحية الجيولوجية: فإن طبيعية الأراضي الإسبانية صخرية جبلية في الشمال والوسط والجنوب، فالحجر بجميع أنواعه وأشكاله وألوانه متوفر فيها، مثل الجرانيت في الشمال والحجر الجيري في الجنوب والحجر الرملي الأحمر في جبال البرانس والرخام موجود في جميع المناطق المختلفة منها، لذلك نجد أن العمارة وجدت المواد اللازمة لها وفي مختلف صورها من الحجر والرخام والطوب، بحيث ظهرت تلك المواد في الإنشاء وطرق البناء بالأساليب والطرق التي تلائم المبنى، نظراً لقلة وجود الخشب في إسانيا فإن الحجر كان المادة الأساسية التي يعتمد عليها في البناء.
  • من الناحية المناخية: فاختلاف الأجواء ودرجات الحرارة والبرودة من الشمال إلى الجنوب انعكس أثرها على العمارة تماماً كالعامل الجغرافي والجيولوجي، حيث نجد مثلاً في الشمال والشمال الغربي في المناطق التي تقع على الساحل أن الجو معتدل نسبياً وكثير الأمطار، أما في الوسط حيث توجد مدريد شديد الحرارة، ينما في سهول كاستيل نجد الثلج في الشتاء، أما على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط نجد أن الجو معتدل؛ لذلك تأثرت العمارة بكل هذه العوامل المناخية المختلفة؛ ونتيجة لذلك نجد أن الحوائط سميكة والشبابيك ضيقة نسبياً.

المصدر: تاريخ أوربا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: