العمارة في العصر المملوكي

اقرأ في هذا المقال


سمات العصر المملوكي:

انحدر المماليك من عرقين رئيسيين هما الترك والشركس، والترك سكنوا الصحاري والسهول التركية الكبرى بين الصين والفرس وهي تعرف باسم تركستان، أما الجركس أو الشركس فهم سكان جبال القوقاز، وهم أخلاط من شعوب شتى غلب عليهم اسم الجركس وهم جبليون يمتازون بالصلابة.

وقد خرج من هذا المزيج المتنوع عمارة مصرية شامية جديدة ميزت الطراز المملوكي، مما يذكر بعملية ظهور الفن الإسلامي في العصر الأموي والعباسي المبكر، حيث هضم العصر المملوكي زبدة الحضارة الإسلامية في الشرق والغرب، كما أصبحت مصر منطقة القلب وحاضرة الخلافة العباسية في عصرها الثالث، وبهذا انتقلت مراكز النقل الحضاري في العالم الإسلامي بين مواطن الحضارات الأولى من الحجاز والشام والعراق ومصر، ويسمى الأستاذ أبو شعيرة الطراز المملوكي بالطراز (الشامصري).

وقد تميزت تلك العمارة بإنشاء (الكليات المعمارية) التي تجمع بين المسجد والمدرسة والخانقاه والوكالة والضريح والسبيل والحمام والكتاب والطاحونة فكانت مجمعاً معمارياً ضخماً، وكان لطبيعتهم العسكرية، حيث مدنوا القلعة فأتت بهذا الشكل، فهي قلاع مدنية فيها كل شيء مثل القلاع العسكرية، وهي ميزة النظام المملوكي، وكان الحجر هو مادة البناء الأساسية رغم استخدام الآجر أحياناً في الأقبية والعقود خاصة.

ميزات العمارة المملوكية:

اتسمت العمارة المملوكية بالفخامة مع البساطة في الشكل والهيبة في المظهر، ويتجلى اهتمامهم بزخرفة الواجهات في عدم اتخاذ المدخل في الوسط بل في بعض أركانها المتطرفة حتى لا تؤثر على وحدة اللوحة الزخرفية للواجهة، كما تتأكد العناية بالواجهة أيضاً في اتخاذ المئذنة بدون قاعدة ظاهرة، وكأنها قائمة فوق شرفات المسجد، كما في مئذنة وقبة قلاوون ومئذنة جامع الناصر محمد بالقلعة، والمعروف في مآذنهم تميزها بالرشاقة وجمال النسب ما بين قاعدتها المكعبة (المربعة) وبدنها المثمن وطبقتها العلوية الأسطوانية، إلى جانب ما دخلها من العناصر التي بعثت فيها الحيوية من الحنايا والدهاليز المقرنصة والحليات الهندسية، حيث وإنها إن كانت لم تهتم بارتفاع المآذن، فقد اهتمت بعظمة القباب الأمر الذي ساعد على تدرج الصورة الكلية للبناء.

واتخذت القبة شكل الخوذة وهو تأثير واضح لطبيعتهم العسكرية على عمارتهم وقامت على قاعدة مضلعة أو مستديرة مكونة في الغالب من مقرنصات مصحوبة بمثلثات كروية، ومن احسن النماذج لهذه المباني التذكارية قبور المماليك التي نسبت خطأ للخلفاء العباسيين بمصر.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: