المواقع المعمارية وتأثيرها على شكل المباني اليمنية

اقرأ في هذا المقال


قاعدة المباني:

ترتبط قاعدة المباني بتضاريس الموقع، حيث تختلف من موقع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، حيث تكون متدرجة نتيجة اختلاف المناسيب، وهذا ما نشاهده في المناطق الجبلية والسهلية، وقد نتج عن هذا الاختلاف في ارتفاع أجزاء المبنى الواحد إلى جانب الاختلاف في ارتفاعات المباني المجاورة، وقد ساعد ذلك على تظليل أجزاء كبيرة من الأسقف المتجاورة وحمايتها من أشعة الشمس، كما أدت هذه الظروف إلى عدم إمكانية التمدد الأفقي.
فتظهر في المناطق الجبلية المباني متلاصقة متدرجة يعلو بعضها البعض بحكم صعوبة الموقع وصغر المساحة الصالحة للبناء، وفي السهول الصحراوية الشرقية والشمالية تكون المباني بجوار المزارع وقد يكون المبنى منفرداً ضمن إطار الرقعة الزراعية، وفي السهول الساحلية يكون البناء في مواجهة الساحل.
وفي مدينة شبام حضرموت ترتفع بعض البنايات عن بعضها والسبب يعود إلى تشييد سرداب أو سردابين إضافيين؛وذلك لمعالجة المناسيب المختلفة بين مستوى الشارع الرئيسي وموقع المبنى، كما أن تسوية المنحدرات كانت تكون بإقامة قاعدة صلبة وأساس إضافي للطوابق العليا التي تعلوه، ولا يعتبر السرداب دوراً بالرغم من أنه له مدخلاً مستقلاً من الخارج.

المواقع المتدرجة:

أمكن تشكيل المباني في علاقة ملائمة ومتجانسة مع الملامح الطبوغرافية وتوجيه المباني في المناطق الجبلية مع المواقع المتدرجة والجبلية، حيث تتمتع المباني بإطلالة جيدة، غير أنها تكون معرضة لعوامل جوية مختلفة، وقد أعطت الظروف الطبوغرافية فرصة أكبر للتمتع بالمناظر المحيطة وتكون أكثر انفتاحاً وحرية، حيث يتم توجيه المساقط الأفقية إلى الملامح الأفضل في الموقع وتوجيه المباني إلى أحسن المطلات، وإمكانية توجيه المبنى للحصول على أفضل توجيه بتعريض الفراغات الرئيسية للإطلالة الأفضل.

المواقع المسطحة:

تتواجد هذه المواقع في المناطق الساحلية والصحرواية والمواقع منظمة الانحدار، وقد تلائمها الظروف الطبوغرافية لعملية وضع المباني وتوجيهها بحسب الاحتياج والمتطلبات البيئية والمناخية، حيث لم تخلق مشاكل من ناحية تغيير المساقط، حيث شكلت المباني في علاقة ملائمة ومتجانسة مع الملامح الطبوغرافية، بحيث حققت الخصوصية في المناطق الساحلية من خلال توجيه المساقط الأفقية إلى المساحات الخاصة الداخلية بحكم مساحتها أكبر من المساحة في المناطق الجبلية.
حيث أمكن استغلال هذه المساحات في عملية التشجير لحماية أسطح المباني الخارجية من أشعة الشمس، كذلك إعطاء ظروف بيئية جيدة لعناصر المبنى، ونجد هذا أيضاً في المناطق الساحلية الحارة عدن، الحديدة، زبيد وغيرها.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىمدخل إلى العمارة الإسلامية في الجمهورية اليمنية/تأليف الدكتور مصطفى عبد الله شيحة/ الطبعة الأولى 1987مالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولى


شارك المقالة: