عمارة قلعة جبل الملح

اقرأ في هذا المقال


تقع القلعة الجنوبية الشرقية في جبل الملح بين دائرتي عرض (715.67051) شمالاً وخطي طول (542.81829) شرق، وتتميز بوقوعها على سفح إحدى الهضاب الجبلية التي ترتفع عن سطح الوادي بحوالي (300م)، وهذا الموقع جعلها تشرف على مساحة واسعة من الأراضي المحيطة بجبل الملح من الجهتين الجنوبية والشرقية، مما يمكن الحامية العسكرية التي كانت موجودة في القلعة من رصد تحركات المهاجمين قبل اقترابهم منها من هاتين الجهتين ومراقبة مناجم استخراج الملح أيضا والتي تقع في الجهة الشمالية الغريية من القلعة.

المخطط العام للقلعة الجنوبية الشرقية

تتخذ القلعة الجنوبية الشرقية في جبل الملح شكلاً متعدداً الأضلاع، حيث يبلغ أقصى امتداد لمساحتها من الشرق إلى الغرب نحو (44.60م) ومن الشمال إلى الجنوب نحو (23م)، وتتألف القلعة من عدد من المرافق الرئيسية هي: برج المراقبة بجوار بوابة القلعة وحجرة واسعة لمبيت الجند وحجرة صغيرة تتألف من طابقين وساحة للمدافع وصهريج لحفظ الماء وتخزينه وبناء صغير الحجم للمراقبة يقع في الركن الشمالي الشرقي لساحة المدافع.

يتم الوصول إلى بوابة القلعة الجنوبية الشرقية في جبل الملح بواسطة صعود طريق ملتف، حيث يبدأ من أسفل الجبل الذي تربض فوق سفحه القلعة، ويمتاز الموقع الذي أنشئت عليه هذه القلعة بارتفاعه في بعض الأماكن وانخفاضه في أماكن أخرى، وبرغم صعوبة البناء على هذا الموقع، إلا أن منشئي القلعة حرصوا على أن تكون نهايات جدران واجهات القلعة في مستوى واحد من أجل إضفاء مسحة جمالية لها.

وبالطبع فإن عملية البناء تحتاج إلى وقت كاف وتوافر أعداد كثيرة من الحجارة وجهد مكثف للعمال، وقد استطاع منشئو القلعة التغلب على ذلك بواسطة بناء صفوف في الأماكن المنخفضة حتى تتساوى مع الصخور الطبيعية ومن ثم بناء صفوف الجدار بشكل طبيعي حتى الوصول إلى المستوى المطلوب، وهذا الأسلوب في بناء الواجهات لم يستخدم في هذه القلعة فقط وانما استخدم أيضاً في القلعة الغربية بجبل الملح نفسه؛ ويبدو أنهما تأثرتا بقلعة الزيلعي في مدينة اللْحية لأنها تعتبر أقدم إنشاء منهما وأقرب قلعة لهما – من حيث المسافة – من بقية قلاع سهل تهامة.

الواجهة الشمالية للقلعة

تعتبر هذه الواجهة هي الرئيسية؛ لأن القادم من أسفل الجبل يظل يشاهدها حتى ينتهي من الصعود إلى سفح الجبل الذي تربض فوقه القلعة، وهي تتألف من عدة أضلاع تمثل سوراً للقلعة ويبلغ أقصى ارتفاع لها نحو (7م)، وهذه الواجهة تبدأ بجدار البرج الغربي الذي يبلغ امتداده نحو (5.50م) يليه من جهة الشرق جدار يتجه نحو الشمال يبلغ امتداده نحو (8.59م) فتح فيه مدخل البوابة التي تتجه نحو الشمال الغربي، وهذه البوابة بمخططها البسيط ذات الشكل المستطيل القائم الذي بلغ ارتفاع فتحة مدخلها نحو (2.70م) واتساعها (1.90م) جعلها تنتمي إلى البوابات المباشرة.

الواجهة الجنوبية للقلعة

تتألف الواجهة الجنوبية من جزأين: الأول يمثل الجدار الجنوبي لحجرة الجند وبرج المراقبة الملاصق لها ويبلغ امتداده نحو (22.80م) وارتفاعه حوالي (12م)، وقد فتحت فيه تسع نوافذ سبع منها في جدار حجرة الجند واثنتان في جدار برج المراقبة، أما الجزء الثاني فيتكون من جدار يتألف من ضلعين يمثلان جزءً من سور القلعة يبلغ ارتفاعهما نحو (3م)، وقد بلغ امتداد الضلع الأول (11.70م) والثاني (8.60م)، وإضافة إلى الفتحات المذكورة التي تتخلل هذه الواجهة توجد فيها العديد من فتحات التصويب بالبنادق التي تتوزع على هيئة صفوف وتبلغ قياس كل واحدة منها نحو (7سم×15سم).

القلعة من الداخل

تفضي بوابة القلعة إلى فناء مكشوف يتخذ شكلاً متعدد الأضلاع يبلغ أقصى امتداد له من الشرق إلى الغرب نحو (22م)؛ وأقصى امتداد من الشمال إلى الجنوب نحو (12م)، وتحيط بالفناء من الجهة الجنوبية حجرة الجند الشمالية ومن الجهة الشمالية حجرة الجند والتخزين وفي الجهة الشرقية منه يقع مدخل بغير عتب يؤدي إلى ساحة المدافع وصهريج حفظ الماء وتخزينه.

والملاحظ على أرضية القلعة استوائها من الداخل وخاصة الفناء، وهذا الأمر وجد في القلعة الغربية بجبل الملح أيضاً وكذا قلعة الزيلعي بمدينة اللحية وذلك من أجل تسهيل حركة الجنود بداخل القلعة؛ لأن الفناء يعتبر منطقة مركزية لجميع وحدات القلعة، كما يوجد ميلان طفيف في بعض جوانب أرضية الفناء القريبة من الصهريج الهدف منه تسهيل مرور الماء نحو الصهريج عند نزول مياه الأمطار.

وتظهر في جداري السور سواء الملاصق للبوابة من الجهة الشمالية أو المطل على الفناء من الجهة الشمالية أيضاً أربع فتحات معقودة يبلغ ارتفاع كل واحدة منها نحو (2م) واتساعها (80سم)، وقد كان الغرض الوظيفي منها إطلاق قذائف المدفعية لكنها في الوقت الراهن مسدودة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: