عوامل نشوء المدينة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


إن نشأة المدينة اليمنية القديمة وتحديد موقعها لم يأتي من فراغ أو لمجرد الصدفة، بل وجدت عوامل عديدة ساعدت على ذلك، منها عوامل طبيعية، أهمها العوامل البيئية كالمناخ الملائم الذي يوفر المياه اللازمة للاستيطان الدائم، إلى جانب عوامل إنسانية حضارية أخرى، مثل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية.

العوامل الطبيعية التي ساهمت في نشوء المدينة اليمنية:

تشكّل العوامل الطبيعية إطار البيئة المحيطة بالإنسان، حيث تتغيّر من مكان لآخر متضمنة الظروف المختلفة، منها ما يساعد على توفير مناخ مناسب لمعيشة الإنسان وتطوّره، فالعامل المناخي والموقع الجغرافي بتكوينه الجيولوجي وطبغرافية المكان، فضلاً عن توافر مواد البناء وطبيعته النباتية يؤدي إلى ازدهار هذه المناطق بالعمران.

العوامل الإنسانية التي ساهمت في نشوء المدينة اليمنية:

إن الإنسان دائم التغير في أفكاره ومعتقداته وبالتالي تتغير ملامح وسمات المدن وعمارتها من عصر إلى آخر بما يتلائم مع احتياجات نمو الإنسان وتطور الفكر وتقدمه الحضاري، ويشمل العوامل الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

العامل الديني الذي أثر على نشوء المدينة اليمنية:

الدين ظاهرة اجتماعية وضرورية روحية مهمة تستقيم بها حياة الفرد ويلجأ إليها وقت الشدة أو الخطر، فقد كان الإنسان منذ ظهوره إلى الحياة في صراع مع الطبيعة، يحاول التقرب إليها ليفهم مقاصدها وليفسر تساؤلاته التي كان يطرحها باستمرار.
مثّلت العقيدة الدينية الدافع الأساسي لنشوء الحضارات القديمة وقيام دول وممالك عظيمة، وكان لها دور كبير في تطوّر أسس النظم الاجتماعية وأسس مصدر الحكم والإدارة، كما كان لها دور في تطور المظاهر الاجتماعية والثقافية والمدنية التي امتزجت بالصبغة الروحية.
ويعد العامل الديني من العوامل المؤثرة في نشوء المدن اليمينة القديمة، ويظهر ذلك من خلال تشييد المباني العامة والدينية ومنشآت الري وبناء المدن والمنازل باسم الآلهة وبرعايتها وحمايتها.

العامل الاجتماعي الذي أثر في نشوء المدينة اليمنية:

وهي تلك القيم التي ترتبط بسلوك الإنسان وعلاقاته بالآخرين، والتي تشكل القاعدة الأساسية لتكوين المجتمع الإنساني وترابطه، والصلة بين العامل الاجتماعي ونشوء المدينة صلة وثيقة، حيث تحمل في طياتها خصائص وسمات ومعاني تميز طابع عمارته وتحدد روح العصر الذي ظهرت فيه، فأسلوب العمارة ودقة التنفيذ وتشكيلاتها جميعاً تمثل الدليل على ازدهار المدينة وتطورها الحضاري.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: