قلعة الضحي في اليمن

اقرأ في هذا المقال


تقع قلعة الضحي في الجهة الشرقية من المدينة التي سميت باسمها (الضحي)، وقد شيدت على أرض رملية منبسطة كغيرها من منشآت المدينة، وتقع احداثيات القلعة بين دائرتي عرض (315.21575) شمالاً وخطي طول (543.07275) شرقاً، وترتفع عن مستوى سطح البحر بمسافة (245 قدم).

نشأة قلعة الضحي

ترجع أقدم إشارة تاريخية ورد فيها ذكر :قلعة الضحي إلى بدايات القرن الثامن عشر وخلال هذه  الفترة كانت أغلب مناطق اليمن ومنها تهامة تحت حكم الدولة القاسمية؛ فعندما احتدم الصراع السياسي والحربي بين الإمامين: المتوكل القاسم بن الحسين بن المهدي أحمد والمنصور حسين بن القاسم بن المؤيد عام (1028ه/ 1715م) دارت الحرب بين جيشيهما في منطقة تهامة، وفي المعركة التي تمت بينهما في مدينة الضحي انتصر جيش المنصور، وبرغم مقتل الكثير منه استطاع أسر حوالي ألف وخمسمائة من جيش المتوكل كانوا متحصنين في قلعة الضحي.

أن تأسيس القلعة يرجع إلى ما قبل عام (1028ه/ 1715م)، ولكن لا تعرف بالضبط سنة التأسيس، كما إن الدور الحربي لقلعة الضحي يشوبه الكثير من الغموض ولعل صمت المصادر التاريخية ناتج عن عدم وجود أهمية كبيرة للمدينة (الضحي) من الناحية السياسية أو التجارية، وذلك لأنها كانت تعد إحدى القرى التابعة لمدينة الزيدية التي كانت تعتبر مركزاً للمدن الشمالية في تهامة.

المخطط العام لقلعة الضحي

لم يتم التعرف على الشكل المعماري والتصميم العام الذي اتخذته قلعة الضحي عند تأسيسها، وكذلك  الفترة اللاحقة لمرحلة التأسيس، أما المبنى الراهن للقلعة فيرجع إنشاؤه إلى عام (1349ه/ 1930م)، وذلك حسب الدراسة الأثرية الوصفية والتحليلية التي أجريت له، وزيادة على ذلك فقد ذكر أحد كبار السن في مدينة الضحي أن عمارة القلعة كانت على نفقة التاجر أحمد بن علي بن أبكر الضحوي، وأن كبار البنائين الذين قاموا بعملية الإنشاء قدموا من مدينة بيت الفقيه.

تتخذ قلعة الضحي شكل شبه مربع يمتد بمسافة (48م) من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب بمسافة (47.5م)، وتتألف من فناء واسع مكشوف تطل عليه المرافق من الجهتين الشمالية والشرقية، ففي الجهة الشمالية تقع كتلة المدخل وحجرات الحراسة التابعة له وحجرات المكاتب الادارية بالمديرية وسكن العامل (حاكم المدينة) وسجن القلعة، أما في الجهة الجنوبية فتوجد حجرات مكتب الواجبات الزكوية وحجرات أخرى استخدمت للتخزين، ويقع بئر القلعة في ساحة الفناء أمام البرج الجنوبي الشرقي وتكتنف أركان القلعة أربعة أبراج دائرية.

مخطط القلعة المذكور يشبه مخططات أغلب قلاع تهامة التي أنشئت على الأراضي الرملية المستوية، ويبدو أن العوامل المناخية – ومنها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، لعبت دوراً كبيراً في الاعتماد على هذا التخطيط وقد انطبق هذا الأمر أيضاً على قلعة حيس وقلعتي الإدريسي والمنصورة بمدينة ميدي والقلعة اليمانية بمدينة الحُديدة وقلعة الزيدية.

الواجهات الخارجية لقلعة الضحي

تضم قلعة الضحي أربع واجهات: الرئيسية منها تتجه نحو الشمال وبها كتلة البوابة الرئيسية، أما الواجهة الشرقية فيمثلها جدار خارجي للحجرات الشرقية، بينما الواجهتان الجنوبية والغربية يمثلهما سور يربط بين أبراج القلعة، وفي الفقرات التالية سيتم وصفها ابتداء بالواجهة الشمالية:

  • الواجهة الشمالية:  تمتد هذه الواجهة من الشرق إلى الغرب بطول (48م) ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح الأرض بحوالي (12م)، وهي تمثل جداراً خارجياً لبرجي البوابة الرئيسية وحجرات دار العامل والمراحيض الملحقة بها وحجرات المكاتب الإدارية والبرجين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي.
  • الواجهة الشرقية: تتألف هذه الواجهة من جدار خارجي لحجرات الجند التي استخدمت مكاتب إدارية لاحقاً، ويربط هذا الجدار بين البرجين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي، ويبلغ الارتفاع الكلي للواجهة حوالي (7م) وتتخللها العديد من فتحات الرماية (المزاغل)، وفتح فيها في مكان متوسط تقريباً مدخل يتخذ شكل مستطيل قائم تبلغ أبعاد فتحته نحو (2.20م× 90سم)، ويزين هذه الواجهة من الأعلى شريط زخرفي نفذ بقطع الآجر يتألف من أشكال معينات متداخلة، وهو يشبه الشريط الذي يزين الواجهة الشمالية في القلعة نفسها.
  • الواجهة الجنوبية والغربية: تمثل هاتان الواجهتان سور دفاعي وثلاثة أبراج ركنية هي: الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي والشمالي الغربي، ويتخللهما العديد من العناصر الدفاعية والتكوينات الزخرفية التي نفذت بقطع الآجر، ويمتد السور الجنوبي بمسافة (37م) ويبلغ ارتفاعه نحو (6م)، وقد استحدث فيه مدخل يبلغ اتساعه (4م) ويتخلل جدار هذا السور صف من فتحات الرماية (مزاغل) بلغ عددها (22 فتحة)، أما السور الغربي للقلعة من الخارج فيتألف أيضا من جدار مرتفع (سور)، يبلغ امتداده نحو (33.5م): ويتخلله صف من فتحات الرماية (مزاغل)، بلغ عددها (40 فتحة) وينتهي من الجهتين الشمالية والجنوبية ببرجين دفاعيين.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: