عمارة مسجد جمالي كمالي

اقرأ في هذا المقال


يقع مسجد جمالي كمالي في مدينة دلهي في منطقة قطب منار على بعد نحو 350 متر إلى الجنوب الشرقي من مسجد قوة الإسلام ومئذنته الشهيرة بالقطب منار والواقع إلى الجنوب الغربي من مركز مدينة دلهي

التصميم المعماري لمسجد جمالي كمالي

شيد هذا المسجد الشيخان جمالي وكمالي واللذان دفنا في الضريح المجاور للمسجد بعد وفاتهما، حيث يعود تاريخ بنائه إلى سنة 934 هجري، أي في عهد السلطان المغولي ظهير الدين محمد (بابر) الذي حكم بين سنتي 937-933 هجري.

يأخذ المسجد شكل مستطيل غير منتظم؛ وذلك لانحراف جداره الشرقي نحو الشمال، حيث يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 32 متر وعرضه من الشرق إلى الغرب في الضلع الجنوبي 35 متر، أما الضلع الشمالي فيبلغ 93 متر، يتكون المسجد من بيت للصلاة والذي يشغل الجانب الغربي يتقدمه صحن مكشوف فيما يخلو من وجود المجنبات والمؤخرة.

أما بيت الصلاة فهو عبارة عن مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 32 متر وعرضه من الشرق إلى الغرب 10 متر، يتكون من خمسة بلاطات عمودية على جدار القبلة تفتح على بعضها عن طريق فتحات متوجة بعقود مدببة سعة كل منها 4.10 متر وبارتفاع نحو 7 متر، تستند أطرافها على دعائم ضخمة متدرجة يبلغ قطر كل منها 1.80، حيث كونت تلك الفتحات اسكوب موازياً لجدار القبلة طوله 28.30 متراً، فيما تفتح تلك البلاطات في الجانب الشرقي والمطل على الصحن بخمسة فتحات متوجه بعقود مدببة ذي أربعة مراكز شبيه بالعقود الداخلية يبلغ سعتها 3 متر وبارتفاع 3.20 متر.

كما أن هذا النمط المعماري في تخطيط المسجد نجده قد شاع في عمارة المساجد الهندية، كما هو الحال في مسجد باراجومباد والواقع في منطقة حدائق لودي في دلهي والذي يعود تاريخ بناءه إلى سنة 900 هجري ومسجد موذكي في دلهي والذي يعود تاريخ بناءه إلى سنة 911 هجري.

أوسع بلاطات المسجد هي البلاطة الوسطى والتي تمثل المركز الأوسط لبيت الصلاة، وهي مربعة الشكل طول ضلعها 5.80 متر يتوسط جدارها الغربي المحراب الرئيس للمسجد، وهو محراب مجوف تبلغ عرض واجهته الكلية 2.35 متر وعمقه 1.10 متر، أما ارتفاع حنيته الخارجية فتبلغ 3.65 متر يزين جانبيه مشكاوتان تقعان على ارتفاع 1.80 عن ارضية المصلى.

وتعلو البلاطة المذكورة قبة كبيرة نصف كروية تنتهي بتدبب خفيف من الأعلى تزين قمتها زهرة مقلوبة ذي اثنتي عشرة بتلة، تقوم هذه القبة على رقبة مثمنة محمولة على الدعامات الأربعة المكونة للبلاطة الوسطى، وقد عمد المعمار على استخدام أربع حنايا ركنية شغلت أركان المربع، حيث عملت تلك الحنايا على التوفيق بين المسقط المربع للبلاطة والمسقط الدائري للقبة التي تعلوها.

محاريب مسجد جمالي كمالي

للمسجد حالياً أربعة محاريب تشغل جدار القبلة، وهي المحراب الرئيس الذي يتوسط جدار القبلة ومحرابين على الجانب الأيمن يشغلان كل من البلاطتين الأولى والثانية اليمنى ومحراب في البلاطة اليسرى الثانية من بيت الصلاة، أما المحراب الرئيس فهو مجوف مصنوع من الحجر الرملي الأحمر مستطيل الشكل ارتفاعه 3.65 متر وعرضه 2.15 متر يتألف من تجويف مزدوج يحف به إطار بارز مستطيل الشكل، التجويف الداخلي على هيئة مستطيل سعة فتحته 48 سم وارتفاعه 1.75 متر وبعمق 35 سم، يتوجه عقد مزدوج مدبب ذي أربعة مراكز يستند كل منهما من كل جانب على عمود مندمج ذات بدن حلزوني وقاعدة جرسية الشكل.

أما التاج فهو ذو هيئة اسطوانية تحوي على أخاديد طولية، ازدان صدر التجويف المذكور بزخرفة على هيئة محراب يتوجه قوس مدبب مزين بأشكال تشبه الدلايات من الداخل، فيما شغلت كوشتيه وصدره بجامة دائرية نفذ عليها لفظ الجلالة الله بالخط الكوفي البسيط.

أما كوشتي عقد التجويف فقد شغلت بزخارف هندسية قوامها جامدة دائرية تتوسطها نجمة ذات رؤوس تكونت من تداخل مثلثين نتج عنهما مثلثات صغيرة أخرى شغلت رؤوس الشكل النجمي، ويعد استخدام الفنان النجمية من أبرز مميزات فن الزخرفة الإسلامية، حيث تكونت الأشكال أساساً للأطباق النجمية، والتي باتت تحمل طابعاً إسلامياً متميزاً.

ويتقدم التجويف المذكور تجويف خارجي آخر ارتفاعه 3.65 وعرضه 2.15 متر، ويبرز عن التجويف الداخلي بنحو 35 سم يعلوه عقد مزدوج مدبب ذي أربعة مراكز، يرتكز من كل جانب على زوج من الاعمدة المندمجة ذات بدن حلزوني وقاعدة جرسية، أما التاج فهو هيئة اسطوانية تحتوي على أخاديد طولية، وقد شغل أسفل باطن العقد بشريط من الزخارف الهندسية قوامها سلسة من الأقواس المدببة المتداخلة مع بعضها.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: