مسجد قرطبة

اقرأ في هذا المقال


يُعدّ مسجد قرطبة الموجود في إسبانيا من المساجد وثيقة الصلة بالطراز الأموي، تم تشييده سنة 485 ميلادي، حيث كان موقع البناء في الأصل معبداً وثنياً، ثم تحول إلى كنيسة مسيحية في العصر القوطي، ثم بعد ذلك تحوّل إلى مسجد في العصر الأموي وخلال حكمهم في الأندلس، ولو أن هذا المسجد تحول فيما بعد إلى كنيسة بعد استرداد البلاد من حكم العرب إلّا أنه لا يزال يحتفظ بالطابع الإسلامي، فالمسقط الأفقي لهذا المسجد وضع أساس التصميم المبسط لمسجد سمارا.
بعد نصف قرن تم تكبير المسجد وزيادة سعة الممرات، ثم أضيفت زيادات أخرى للمرة الثانية في السنوات 961 و 965 ميلادي، وبعد عشرون عاماً أضيفت 8 ممرات أخرى للمسجد من الجهة الشرقية، حيث تقرر عمل الإضافات في الجهة الجنوبية لوجود جسر نهر بالمنطقة، وتوضّح لنا هذه المراحل المتعددة من الإضافات للمسجد المرونة التامة في تصميم المساقط الأفقية للمساجد، التي جعلت من اليسير زيادة المسطحات دون الخروج عن النموذج الأصلي للمسجد.

التصميم المعماري لجامع قرطبة:

زيدت مساحة المسجد في القرن الثاني عشر إلى الضعف، كان له رواق كبير يضم إحدى عشر رواق، بكل منها عشرون عموداً منقولة من المباني القديمة، كانت تعلو هذه الأعمدة عقوداً على هيئة نعل فرس، ولكن ارتفاعها لا يناسب مساحة الرواق، يواجه الداخل إلى المسجد غابة من الأعمدة، حيث تقوده الممرات وترشده إلى القبلة، كما يتألف سقف المسجد من ألواح خشبية مصفوفة عرضاً، وتكسو الألواح والعوارض الطولية زخارف هندسية ملونة منقوشة من دوائر وفصوص ومسدسات ومثمنات، ويحيط بالسقف إزار خشبي منقوش بالآيات القرانية.
عقدت بين العمد الرخامية على أعلى رؤسها عقود أقواس متجاورة نصف دائرية تقوم مقام الأوتار الخشبية، وظيفتها ربط الأعمدة، كما أقيمت فوقها عقود مثلها تحمل السقف وتزيد في الوقت نفسه ارتفاع السقف، تسند العقود العليا على دعائم من الحجر تتكئ بدورها على كوابيل مؤلفة من 3 أو 4 فصوص، وجميع العقود العليا ملونة باللون الأصفر الشاحب والسفلى بالأحمر.
تقوم قباب الجامع على هياكل من عقود بارزة متشابكة في أشكال هندسية رائعة، تؤلف نجوماً يتوسطها قباب صغيرة مفصصة، وكسيت الفراغات بين العقود البارزة بزخارف نباتية جميلة على أرضية من الموازييك المذهب، وممّا لا شك نرى أن هذه القباب أوحت إلى ابتكار القبوات القوطية.
أما المحراب فهو أجمل عنصر معماري في الجامع، حيث اعتنى به باعتباره أنبل مكان بالمسجد، فأقيمت القباب على بلاطه الأوسط ورواقه الأمامي، كما نقش المحراب من الداخل والخارج بالترويقات.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: