الحياة النباتية في الأقاليم الاستوائية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحياة النباتية في الأقاليم الاستوائية؟

إن من نتيجة اجتماع الحرارة الشديدة والأمطار الكثيفة طول العام في الأقاليم الاستوائية هو ظهور غابات كثيفة عديدة الفصائل والأنواع، حيث تحتوي على أشجار مرتفعة جداً تتشابك أغصانها لدرجة لا تسمح بوصول الضوء إلى أرض الغابة الذي ترتفع فوقه جذوع كثيفة السُمك خالية من الأوراق ولكنها تكون محاطة بأمراس كبيرة من نباتات متسلقة تحاول دائماً أن ترتفع إلى أعلى حتى تصل إلى ضوء الشمس وأغلها يحمل أزهار كثيرة تظهر بألوانها الزاهية المختلفة وسط هذه الطبقة الكثيفة من الأغصان المتشابكة.
أمَّا أرض الغابة الموجودة بين جذوع الأشجار فتغطيها أعشاب ونباتات خضراء ذات أوراق عريضة، حيث أن الكثير منها يحمل أزهاراً جميلة كما نجد أن باطن الغابة المظلم ذو الجو الخانق لا يوجد فيه حياة حيوانية تقريباً بحيث لا تُسمع فيه أية حركة لقلة ما يمكن أن يعيش فيه من الحيونات كما نجد أن أعلى الأشجار يموج بأنواع متعددة من الحشرات والسحالي والأفاعي والقردة وغير ذلك فإن معظم هذه الأنواع تقضي حياتها دون أن تلمس الأرض والكثير منها يمتاز بألوانه الزايهية والجميلة التي لا تتباين كثيراً عن ألوان الأوراق والأزهار التي حولها فمن الصعب تميزها وسط هذه الأوراق ومن السهل عليها الإختفاء من أعدائها.
فلأن الحرارة والأمطار متوفرتان طول العام فلا يوجد هناك مجال لتوقف الإنبات والإزهار ولهذا فإن النباتات جميعها من أنواع دائمة الخضرة ومثل هذا النوع من المناخ لو أنه يساعد على النمو إلا أنه يعرقل في أغلب الأحيان التوسع في زراعة الكثير من الحبوب الغذائية، وذلك لأن أغلب محاصيل الحبوب يلزم لها وجود فصل حار نسبياً قبل الحصد حتى تتم نموها وتنضج حبوبها فمع ذلك جعل أوقات الحصاد أو فترة الحصاد لبعض المحاصيل الاستوائية مثل المطاط تكون متفقة مع أقل فصول السنة مطراً وإن أنواع الأشجار التي تنمو في الغابات الاستوائية كثيرة جداً فمنها يوجد له قيمة اقتصادية عالية إمَّا لأخشابه أو ثماره.
ويعتبر الكابللي والأبينوس من أهم أنواع الأخشاب التي يمكن الحصول عليها من الغابات الاستوائية حيث يوجد بها أنواع أخرى من الأشجار المهمة ذات قيمة اقتصادية ومثال على ذلك الكاكاو والموز كما نلاحظ أن استغلال هذه الأنواع تقف دونه عقبات كثيرة مما يجعل المهتمين بها يفضلون بإزالة الغابات الطبيعية ووضع مكانها غابات زراعية.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: