الغابات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الغابات؟

تتكون الغابات أو مناطق الأشجار (Woodlands) بشكل عام من نباتات خشبية من أهمها الأشجار العالية التي تفصل بينها في كثير من الأحيان شجيرات وأحراج أقصر منها، وعلى حسب حجم الأشجار وتقاربها ودرجة اختلاطها بغيرها من النباتات الصغيرة، إذ تقسم مناطق الأشجار في العادة إلى ثلاثة أنواع كما يلي:

  • الغابات بمعناها الدقيق (Forest) وهي التي تكون أشجارها في الغالب مستقيمة الجذوع وعالية ومتقاربة جداً بحيث تتشابك أجراؤها العليا.
  •  الأدغال (Bushwoods) وفيها تكون الأشجار بعيدة عن بعضها نوعاً ما، وتفصل بينها شجيرات وأحراج كثيفة تمنع تشابك قممها.
  • الأحراج (Shrubwoods) أو (Scrubs) وفيها تكون الأحراج والشجيرات التي تتغطى الأرض بينها بالأعشاب، أمَّا الأشجار الكبيرة فتظهر على مسافات بعيدة عن بعضها، حيث أن إسم المناطق الشجرية يطلق على الغابات التي تكون الأشجار فيها غالباً ذات جذوع مستقيمة ومتباعدة نوعاً ما.
    ومن أهم الشروط الواجب توافرها لنمو الغابات هو وجود المياه؛ نظراً لأن الأشجار تحتاج عادة إلى مقدار من المياه أكثر ممَّا يحتاج إليه أي نوع آخر من النباتات؛ ويعود السبب في ذلك هو أن شكل الشجرة وكثرة أغصانها وأوراقها يجعلها تفقد مقدار كبير من المياه عن طريق النتح (بالنسبة للمساحة التي يغطيها جذعها) وليس هناك شك في أن ارتفاع الأشجار نفسه يعمل كذلك على نشاط عملية النتح لأنه يجعل أجزاءها العالية أكثر تعرضاً لحركة الرياح من النباتات القصيرة.
    ولكن يلاحظ من جهة أخرى أن الجذور الطويلة التي تتميز بها الأشجار بشكل عام تجعلها قادرة على استغلال المياه الباطنية ومياه التربة العميقة من النباتات الصغيرة مثل الحشائش، ولهذا تستطيع مقاومة الجفاف خلال فصل انقطاع الأمطار، بشرط أن تبقى التربة محتفظة بمقدار كافٍ من الرطوبة التي تتجمع فيها خلال الفصل المطير، يختلف الحال بالنسبة للحشائش التي تموت في الغالب خلال الفصل الجاف، ثم تعود للظهور بمجرد هطول الأمطار.
    كما أن الأشجار تستطيع أن تنمو في درجات حرارة متباينة،حيث أن أنواعها وفصائلها تكون مختلفة داخل الأماكن الحارة عنها داخل الأماكن المعتدلة أو الباردة، وهناك مع ذلك حد أدنى لدرجة الحرارة التي تستطيع الغابات أن تنمو فيها، فهي لا تستطيع أن تنمو في الأقاليم الباردة إلا إذا وجد فصل دافئ يزيد معدل درجة الحرارة خلاله عن 6 درجات مئوية (صفر النمو) ويرتفع في شهر واحد على الأقل من شهوره إلى 10 درجات مئوية أو أكثر، ولهذا فإن الحد الشمالي للغابات في كل من أوراسيا وأمريكا الشمالية يتفق بشكل عام مع خط حرارة 10 درجات مئوية لأدفئ الشهور.
    ولما كان فصل الصيف في العروض المعتدلة والباردة هو الفصل الذي يحدث فيه نمو النباتات وتشتد في أثنائه حاجتها إلى الماء، فإن الأماكن التي تكون فيها الأمطار غزيرة صيفاً تكون غالباً أصلح لنمو الغابات من المناطق التي تسقط أمطارها في فصل الشتاء إذا كانت درجة الحرارة خلاله أقل من اللازم لنمو الأشجار، ويمكننا بناءاً على هذا أن نلخص الشروط الواجب توفرها لنمو الأشجار بصفة عامة فيما يلي:
  • أمطار غزيرة تهطل طول العام أو على الأقل خلال فصل النمو.
  • أن تحتوي التربة السطحية والسفلية باستمرار على مقادير كافية من الرطوبة.
  • أن يكون هناك فصل دافئ يزيد معدل درجة حرارته على 6 درجات مئوية وترتفع خلال شهر واحد على الأقل من شهوره إلى 10 درجات مئوية أو أكثر.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: