الحياة في منطقة نهر كولورادو

اقرأ في هذا المقال


كيف تكون الحياة في منطقة نهر كولورادو؟

يعرف النهر بأنه أحد الأنهار الأساسية (مع ريو كراندي)، فإنه يوجد في الجهة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة والجهة الشمالية لدولة المكسيك، فإن طول النهر يصل تقريباً إلى 2.330 كيلومتر أي (1450 ميل)، كما يوجد له حوض تصريف كبير جاف يشمل أجزاء من سبع ولايات أمريكية وولايتين مكسيكيتين.
وفي الغالب ما يغذي نهر كولورادو وروافده ممرات كبيرة وواسعة لنمو النهر أثناء عبورهم المناطق الصحراوية القاحلة لمستجمعات المياه، وعلى الرغم من أن المناطق المشاطئة تمثل نسبة صغيرة نسبياً من الحوض وقد تأثرت بالمشاريع الهندسية وتحويل الأنهار في العديد من الأماكن، إلا أنها تتمتع بأكبر تنوع بيولوجي مقارنة بأي موطن في الحوض.
كما تحدث المناطق المشاطئة الأكثر بروزاً على طول النهر على طول أسفل كولورادو أسفل سد ديفيس، خاصة في دلتا نهر كولورادو، حيث تدعم مناطق ضفاف النهر 358 نوعاً من الطيور على الرغم من انخفاض تدفق المياه العذبة والنباتات الغازية مثل الطرف، كما أدى تقليص حجم الدلتا إلى تهديد حيوانات مثل الجاغوار وخنازير الفاكويتا المستوطنة في الخليج.
فقد ساعد التطور البشري لنهر كولورادو أيضاً في إنشاء مناطق مشاطئة جديدة، وذلك من خلال تسهيل التدفق الموسمي للنهر، لا سيما عبر جراند كانيون، حيث ينمو أكثر من 1600 نوع من النباتات في مستجمعات المياه في نهر كولورادو، وذلك بدءاً من شجيرة الكريوزوت، صبار الساجوارو، أشجار جوشوا الموجودة في صحاري سونوران وموهافي إلى غابات جبال روكي والمرتفعات الأخرى، التي تتكون في الأساس من صنوبر بونديروسا، تنوب الصنوبر ودوغلاس التنوب وتنوب إنجلمان.
وقبل أن يتم قطع الأشجار في القرن التاسع عشر، فقد كانت الغابات وفيرة في المرتفعات العالية حتى جنوب المكسيكوالولايات المتحدة، كما أنها غذت الجريان السطحي، وإن الجريان السطحي من هذه المناطق هو مجتمعات المراعي الوفيرة في وديان الأنهار، فقد دعمت بعض المناطق القاحلة من مستجمعات المياه، مثل وادي النهر الأخضر العلوي في وايومنغ، ومتنزه كانيونلاندز الوطني في ولاية يوتا، وادي نهر سان بيدرو في أريزونا وسونورا، وإن مساحات واسعة من الأراضي العشبية تجوبها الثدييات الكبيرة مثل الجاموس والظباء في وقت متأخر في فترة ستينيات القرن التاسع عشر بالقرب من توكسون وأريزونا.
حيث يوجد في الوقت الحالي فقط صحراء جافة، فقد وصل العشب ذات مرة إلى ارتفاع رأس رجل يمتطي ظهر حصان، حيث كانت الأنهار والجداول في حوض كولورادو في السابق موطنًا لأكثر49 نوعاً من الأسماك المحلية، منها 42 نوعاً مستوطناً، فإن المشاريع الهندسية وتنظيم الأنهار أدت إلى انقراض أربعة أنواع وانخفاض حاد في أعداد 40 نوعاً.
وإن من بين تلك التي تعتبر الأكثر عرضة للخطر كل من شب ذيل الحصان، مصاصة شائكة، كولورادو بيكيمينو، وشق الأحدب، حيث أن جميعها فريدة من نوعها في نظام نهر كولورادو ومتكيفة جيداً مع الظروف الطينية الطبيعية للنهر وتغيرات التدفق، كما أدت المياه الصافية والباردة التي تطلقها السدود إلى تغيير كبير في خصائص الموائل لهذه الأسماك وغيرها من أسماك حوض نهر كولورادو.
فقد تم إدخال أربعين نوعاً آخر من الأنواع التي توجد في النهر اليوم، ولا سيما التراوت البني، خلال القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين، خاصة لصيد الأسماك الرياضي.

الحياة الترفيهة في منطقة النهر:

لقد اشتهرت كولورادو بمنحدراتها وأوديتها المثيرة، وهي واحدة من أكثر أنهار المياه البيضاء المرغوبة في الولايات المتحدة، كما يطلق على قسم جراند كانيون الذي يديره أكثر من 22000 شخص سنوياً اسم (جد رحلات التجديف)، حيث تبدأ رحلات جراند كانيون فب العادة في (Lee’s Ferry) وتخرج في (Diamond Creek أو Lake Mead) كما تتراوح من يوم إلى ثمانية عشر يوماً للرحلات التجارية ومن يومين إلى خمسة وعشرين يوماً للرحلات الخاصة.
فمن الصعب للغاية ترتيب الرحلات الخاصة (غير التجارية)؛ وذلك لأن خدمة المتنزهات الوطنية تحد من حركة المرور النهرية للأغراض البيئية، وفي الغالب ما يضطر الأشخاص الذين يرغبون في مثل هذه الرحلة إلى الانتظار أكثر من 10 سنوات للحصول على هذه الفرصة، فإن العديد من المقاطع الأخرى من النهر وروافده هي مسارات مشهورة بالمياه البيضاء، والعديد منها يخدمها تجار الملابس التجارية.
كما يستخدم وادي كاتاراكت في كولورادو والعديد من المنافذ في منابع كولورادو بكثافة أكثر من جراند كانيون، حيث يعمل أيضاً حوالي 60 ألف راكب للقوارب في قسم 4.5 ميل أي (7.2 كم م) فوق راديوم وكولورادو في كل عام، كما أن الجزء العلوي من كولورادو يشمل أيضاً العديد من منحدرات النهر الأكثر تحدياً، بما في ذلك تلك التي توجد في (Gore Canyon)، والتي تعتبر خطيرة جداً بحيث لا ينصح بركوب القوارب.
وإن قسم آخر من النهر يوجد فوق موآب، والمعروف باسم كولورادو (ديلي) أو (قسم أبراج فيشر)، حيث أنه أكثر المياه البيضاء زيارة في ولاية يوتا، مع أكثر من 77000 زائر في عام 2011 وحده، وفي الغالب ما يتم عبور منحدرات النهر الأخضر الرمادي ووديان الخراب وقسم (Goosenecks) الأقل صعوبة من نهر سان خوان السفلي بواسطة المراكب.
كما يوجد أحد عشر متنزهاً وطنياً في الولايات المتحدة (Arches وBlack Canyon of the Gunnison وBryce Canyon وCanyonlands وCapitol Reef وGrand Canyon وMesa Verde وPetrified Forest وRocky Mountain وSaguaro وZion) في مستجمعات المياه، وذلك بالإضافة إلى العديد من الغابات الوطنية، حدائق الدولة ومناطق الترفيه.
كما أن رياضة المشي لمسافات طويلة وحقائب الظهر والتخييم والتزلج وصيد الأسماك تعد من بين فرص الترفيه المتعددة التي توفرها هذه المناطق، حيث انخفضت مصايد الأسماك في العديد من الجداول في مستجمعات المياه، وخاصة في جبال روكي، وذلك كان بسبب الجريان السطحي الملوث من أنشطة التعدين والزراعة، كما تعد الخزانات الرئيسية في كولورادو أيضاً وجهات صيفية كثيفة السفر.
كما أن ركوب الزوارق والتزلج على الماء يعد من الأنشطة الشهيرة في بحيرات ميد وباول وهافاسو وموجاف، بالإضافة إلى خزان (Flaming Gorge) في يوتا ووايومنغ وخزان نافاجو في نيو مكسيكو وكولورادو، حيث استقبلت بحيرة باول ومنطقة (Glen Canyon National Recreation Area) التي يحيط بها أكثر من مليوني زائر سنوياً في عام 2007، بينما زار ما يقرب من 7.9 مليون شخص بحيرة ميد ومنطقة الترفيه الوطنية في بحيرة ميد في عام 2008، حيث أن شركة كولورادو ريفر ريفرشن قامت بتوظيف حوالي 250000 شخص وتساهم أيضاً بمبلغ 26 مليار دولار كل عام في اقتصاد الجنوب الغربي.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: