ما هي العمليات النهرية؟

اقرأ في هذا المقال


تختلف قدرة الأنهارعلى تشكيل معالم سطح الأرض حسب طاقة مياهها، فنلاحظ بأن بعض الأنهار لها تاثيراً واضحاً وكبيراً، بينما يوجد أنهاراً أخرى لا تُشكّل أي تأثيرا أبداً، فهي خلال جريانها تقوم بعمليات ثلاثة رئيسية متداخلة تؤدي إلى تشكيل معالم سطح الأرض.

العمليات النهرية:

الحت:

الأنهار تقوم في عملية حتّ مجاريها، من ثم تعميقها بطرقٍ عديدة أبرزها:

التجويه الكيميائية:

هي تفاعلات كيميائية تحدث بين الماء الذي يجري في النهر والصخور التي تتكوّن في مجرى النهر، حيث ينتج مواد صخرية جديدة تتكوّن من خصائص كيميائية مختلفة تماماً عن الصخور الأصلية، ذلك من خلال العمليات الاَتية:

  • إذابة الصخور: هي عمليات تقوم بتحليل المياه الجارية في النهر؛ لِما تحتويهِ من غازات، مواد ذائبة لبعض المعادن التي تدخل في تركيب نوع الصخور التي تقوم بإذابتها وتحليلها، لكن بعض الصخور تتكوّن من معادن لا تذوب أبداً؛ ممّا يؤدي إلى فقدان تماسك الصخور ببعضها، لتصبح صخور مُحطّمة تضاف إلى حمولة المياه. وتعتمد إذابة الصخور على نوع الصخر، فالصخورالرسوبية قدرتها أقل على المقاومة من الصخور النارية.
  • الأكسدة: هي اتحاد الأكسجين الذي يذوب في مياه النهر مع مركّبات الحديد الموجودة في الصخور؛ حيثُ يؤدي إلى تغيّر في لون الصخر وتكون مادة سهلة التفتيت.
  • عمليات التميؤ: هي عملية تقوم باتحاد مياه النهر مع بعض أنواع المعادن المكوّنة للصخر. ويتضاعف حجمهُ ويكون معدناً جديداً، حيث يؤدي إلى الضغط على بقية المعادن في الصخر وينتج عن ذلك تحطّمها وتفتُتها.

التجوية الميكانيكية:

هي عملية تحوّل الصخور بفعل المياه الجارية أو حمولتها، من دون إحداث أي تغيير على المحتوى المعدني. وتكون بطرق عدّة وهي:

  • الاندفاع الطبيعي للماء أو الفعل الهيدروليكي: حيث تمتلك الأنهار طاقة كبيرة نتيجة اندفاع المياه الجارية؛ إذ تعمل على تحطّم الصخور التي تصادف طريقها أثناء جريانها ونقلها لمسافات بعيدة جداً.
  • الحت بواسطة الحمولة: يقوم النهر بحّت جوانبه وقاعه باستخدام حمولته، حيث تزداد هذه العملية في الدوّامات المائية؛ ممّا يؤدي إلى تشكّل حُفر وعائية في قاعه، كما تتجمّع وتتّحد مع بعضها البعض؛ حيث يؤدي ذلك إلى زيادة عمقه وإضافة مواد صخرية مفككة إلى حمولة مياه النهر. وينشط داخل المجرى المائي أنواع من الحت حيث أنها تقسم إلى نوعين هُما:
    • الحت الرأسي: يعرف على أنه تعميق بشكل عمودي لمجرى الوادي النهري.
    • الحت الجانبي: هو توسيعُ عرضِ قناة النهر(سرير النهر)، فهو الجزء المبلَّل من مجرى الوادي النهري، حيث يتزامن بفعل عمليات الحتّ الرأسي والجانبي مع بعضها البعض، لكن قد يكون مختلف نشاط عملية الحت دون الأخرى في بعض الاحيان.

النقل:

يقوم النهر باستنزاف جزءاً كبيراً من طاقته في عملية الحت، أمّا الجزء الذي يتبقى من طاقتهِ يستخدمه في نقل حمولته من الصخر المفتت والرواسب، التي تختلف في حجمها من الجلاميد الصخريّة، حيث يقوم بسحبها النهر من قاع المجرى إلى المواد المذابة التي لا نراها بالعين المجرَّدة.
والحمولة النهرية تتكوّن من ثلاثة أنواع وهي: مواد مُذابة، جلاميد صخرية (صخور كبيرة) وحصى صغيرة. ويقوم النهر أثناء جريانه بنقل حمولته بعدة طرق:

  • الجر او السحب: هي العملية التي تُحرّك من طريقها حبيبات الرواسب مختلفةُ الأحجام، عن طريق القفز أو الدفع، السحب أو الدحرجة على طول قاع المجرى. وتُسمَّى هذه الحمولة (المحمولة المجرورة).
  • التعلق: هي العملية التي يتم من خلالها نقل الحبيبات الدقيقة، التي تكون عالقة في المياه أثناء جريانها باتجاه المصبّ حيث تشكّل هذه الحبيبات القسم الأكبر من حمولة النهر. وتُقدّر بما يزيد عن 90% من الحمولة النهرية.
  • الإذابة: تشمل جميع العناصر التي يقوم النهر بإذابتها أثناء جريانه؛ كإذابة الصخور الجيرية، فهي تشكّل نسبة قليلة من الحمولة النهرية وتُسمّى (بالحمولة المذابة).

الترسيب النهري:

إن الترسيب النهري يحدث عندما تقل سرعة النهر وطاقته، أيضاً عندما يدخل النهر منطقة سهلية وتكون قليلة الانحدار، حيث يبدأ بترسيب حمولته النهرية على جوانبه. وينتج عن ذلك تكوين أشكال رسوبية. ويُعَدّ الترسيب والحت النهري من أهم العمليات التي تقوم في تشكيل سطح الأرض. ومن أهم الأشكال الأرضية الناتجة عن عمليات الحت النهرية هي:

  1. الشلالات: هي سقوط المياه من مناطق مرتفعة وشديده الانحدار إلى مناطق تقلّها ارتفاعاً، مثالاً عليها في الأردن شلالات ماعين وشلالات رميمين.
  2. الجنادل: هي جريان النهر بسبب وجود صخور بارزة تعترض مجرى مياهها، حيث تنشأ هذه الصخور بسبب اختلاف طبيعة الصخور من حيث تركيبها؛ الصخور اللينةُ تتآكل والصخور الصلبة تبقى بارزة.
  3. الخوانق: تتكوَّن من حواف صخرية صلبة تنحدر بشدّة في جوانب النهر، حيث تحدث بسبب تزايد الحت الرأسي على الحت الجانبي.

المصدر: الجغرافيا/ماندي محسن الطراونة/2016الاستشعار عن بعد في الهيدرولوجي/المومني،لطفي راشد/1997 الجغرافيا الطبيعية/يحيى الحكمي/2012


شارك المقالة: