الغابات الرطبة الدافئة في شرق القارات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الغابات الرطبة الدافئة في شرق القارات؟

تنمو هذه الغابات في بعض العروض التي توجد فيها غابات البحر المتوسط وذلك داخل المناطق التي تنتمي بشكل عام إلى المناخ المعرف (بالمناخ الصيني) ومن أهمها الصين، جنوب شرقي الولايات المتحدة وجنوب شرقي البرازيل والساحل الشرقي لأستراليا وساحل ناتال في إفريقية، وهي تنمو أيضاً داخل الأقاليم المدارية، حيث يكون على مستوى أعلى من 900 متر فوق سطح البحر، كما هو الحال في كل من شرق المكسيك وأمريكا الوسطى، وعلى المنحدرات الشرقية لجبال الأنديز.
ونظراً لأن أمطار هذه الأقاليم تهطل طول العام، فإن الغابات التي تنمو داخلها تكون في الغالب أشد كثافة من غابات البحر المتوسط، وهي تتكون في مجملها من أشجار عريضة الأوراق أغلبها ذات خضرة دائمة وأخشابها من النوع الجامد، وتضم بعض أنواع الأشجار التي تنمو في مناخ البحر المتوسط مثل البلوط ذو خضرة دائمة وكثير من الأشجار التي تتكون منها الغابات عريضة الأوراق داخل الأقاليم المعتدلة في غرب القارات، كما هو الحال في غرب أوروبا مثلاً.
ومن الأشجار المهمة التي من هذا النوع شجر الزان (Beech) والجوز (Walnut) والهيكوري (Hickory) حيث يعتبر نوع من أشجار الجوز والحور (poplar) والأسفندان (maple)، كما أن هذه الأشجار تختلط في بعض الأماكن بكثير من الأشجار الصنوبرية ذات الأوراق الإبرية مثل كل من الصنوبر (pine) والشوكران (Hemlock)، حيث يحدث ذلك بشكل خاص داخل المناطق ذات تربة سيئة وعلى منحدرات الجبال حيث تنمو غابات مكونة من النوعين، وتعرف بإسم الغابات المختلطة (Mixed Forests).
ومن الممكن أن تنمو الأشجار الصنوبرية في بعض المناطق بحيث تتكون منها أغلب الغابة أو كلها، كما هو الحال في بعض السهول الساحلية في جنوب شرقي الولايات المتحدة، حيث توجد التربة الرملية الفقيرة، وعلى منحدرات السلاسل الجبلية لجبال الأبلاش، حيث يكون سطح الأرض كله صخور بشكل عام، أو يكون مغطى بطبقة رقيقة جداً من التربة، وتعتبر الغابات التي تنمو فوق هذه المنحدرات في الواقع لساناً من الغابات الصنوبرية يمتد جهة الشمال وسط إقليم تكون فيه غابات عريضة الأوراق، حيث تختلط الأشجار بشكل متزايد كلما اتجهنا باتجاه القطبين بسبب تناقص الحرارة حتى تصل إلى المناطق التي تكون فيها الغابات الصنوبرية.
وكما أن الغابات الصنوبرية والغابات المختلطة تعتبر مورداً من الموارد المهمة للأخشاب في العالم؛ إذ أن الكثير من أشجارها تكون أخشابها ذو جودة عالية، ومثال على ذلك أشجار الجوز والزان، وقد أزيلت هذه الغابات من مناطق واسعة في العالم لكثرة الطلب على أخشابها من جهة ولإحلال الزراعة محلها من جهة أخرى، حيث أن الأقاليم التي توجد بها تعتبر عموماً من أكثر جهات العالم ازدحاماً بالسكان.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: