المعالم الأثرية في مدينة سيغتونا

اقرأ في هذا المقال


“Sigtuna” وتعتبر أول مدينة تأسست في السويد، وتعد مكاناً غنياً بأحجار الرونستون، كما تتميز المدينة بالعديد من المعالم الأثرية الساحرة والطبيعة الجميلة والتاريخ الرائع، الذي يجعل منها مكاناً سياحياً مذهلاً.

مدينة سيغتونا

تقع سيغتونا في السويد بين مدينتي ستوكهولم وأوبسالا، على ضفاف بحيرة مالارين، لكن السهول المحيطة بسيغتونا كانت تحت مستوى سطح البحر منذ العصر الجليدي حتى بداية العصر المشترك، حيث كانت الأرض خصبة، وأصبحت مكتظةً بالسكان خلال عصر الفايكنج، تاركةً تراثاً من الأحجار الرونية والقبور والآثار، بينما كانت بحيرة مالارين جزءاً من بحر البلطيق.

وفقاً للتقاليد، تم تأسيس “Sigtuna” في عام 980 بعد الميلاد، من قبل الملك إريك سيغيرسال (المنتصر)، ويعتبر تأسيس “Sigtuna” خطوةً مهمة في توحيد السويد في مملكةٍ مركزية واحدة، وحلت محل بيركا كأهم عقدة تجارية في المنطقة، وكمركز مسيحي مبكر تنافست مع الوثنية أوبسالا على التفوق الديني.

إلى جانب ذلك فقد كانت سيغتونا أول عاصمة للسويد وأول مدينة لصك النقود، حيث تشتهر بكونها أقدم مدينة في مملكة السويد، وكانت أيضاً واحدةً من أهم المدن الوثنية في الدول الاسكندنافية قبل أن تصبح أسقفية في عام 1060، وقد مرت أنقاض الكنائس الأولى التي تم بناؤها أثناء التبشير بالبلاد عبر العصور حتى وصولها إلينا كدليل على أن سيغتونا كانت أول مدينة مسيحية في السويد، وسرعان ما أصبحت سيغتونا المركز التجاري الرئيسي لبحر البلطيق.

المعالم الأثرية في مدينة سيغتونا

1. متحف سيغتونا

ويعتبر إحدى الأماكن التاريخية المهمة في سيغتونا، حيث يمكن التعرف على كل ما يتعلق بتاريخ المدينة؛ من أسسها، ولماذا اختار هذا الموقع المحدد بالقرب نسبياً من أوبسالا، ولكن على شاطئ بحيرة مالارين، والعديد من الأشياء والتفاصيل الأخرى من “Sigtuna’s svarta jorden” (التربة السوداء) ) التي أبقت في الأعماق أسرار الأحداث التاريخية حتى كشفها علماء الآثار، حيث يتم عرض كل هذا في معرض حالي يسمى “Sigtuna Stories”.

2. مجلس مدينة سيغتونا

سنوات من الحرب والمجاعة والحرائق تركت خسائرها في المدينة، لذلك كانت قاعة المدينة القديمة في حالةٍ سيئة للغاية حتى عام 1737م، حيث قرر رئيس البلدية الجديد أن الوقت قد حان لسيغتونا ليكون لها قاعة مدينة جديدة صممها بنفسه، كما أنها تحولت إلى مبنى صغير، تم الانتهاء منه في عام 1744م وتم تكريسه بشكلٍ صحيح، والآن بعد ما يقرب من 300 عام، تنتمي قاعة المدينة هذه إلى متحف “Sigtuna” ويزورها أكثر من 20.000 شخصاً كل عام؛ لأنها تحمل الرقم القياسي لكونها أصغر مجلس بلدية في السويد.

3. شارع “Stora gatan”

ويعتبر أقدم شارع للمشاة في السويد، وهو المكان الذي أعلن فيه “Eric Segerfall” أنه يجب بناء عاصمة السويد الجديدة هناك، وهو اليوم شارع ذو مناظر خلابة به منازل خشبية ومحلات بيع التذكارات ومطاعم ومقاهي، مليئةً بالسياح خلال أفضل شهور السنة، حيث يتجول الأشخاص الذين يصلون من كل ركن من أركان العالم في نزهةٍ صعوداً ونزولاً في هذا الشارع على خطى “Eric Segerfall”، بعد أكثر من 1000 عام في مدينة كانت بنفس حجمها تقريباً من قبل، وفي نهاية هذا الشارع، يمكن رؤية العديد من المباني السويدية القديمة النموذجية؛ منازل مسطحة ذات سقف منخفض مغطى بالنباتات.

4. رونستون في سيغتونا

تعتبر الأحرف الرونية أقدم النصوص باللغة السويدية التي تم العثور عليها حتى الآن، وأقدمها يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي ولكن معظمها في وقتٍ متأخر مثل عصر الفايكنج (800-1000م) أو العصور الوسطى (500-1500م)، ويوجد في سيغتونا رونيةً منحوتةً على العظام والخشب والمعدن والقرون، حيث يوجد أكثر من 170 حجراً رونياً في مدينة سيغتونا، ويقع أكثر من 20 منها في قلب المدينة، حيث يبلغ عمر بعض هؤلاء أكثر من 1000 عام.

5. ساحة سيغتونا الرئيسية

تقع  ساحة سيغتونا الرئيسية في نفس المكان منذ القرن السابع عشر وشهدت مرور الوقت على المدينة، من كونها مرعى للأبقار والماشية حتى عام 1920 لمشاهدة العربات والسيارات القديمة تمر عبرها، لتصبح مكاناً لاجتماع سيغتونابور، سكان سيغتونا.

خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر أغسطس، تعود ساحة سيغتونا بالزمن إلى عام 1912 وتحتفل بـ “Sigtuna Mote”؛ وهو سوق تقليدي مع الطعام والحرف اليدوية للأشخاص الذين يرتدون الملابس المعاصرة والعديد من الأشياء الأخرى، وخلال عيد الميلاد، تحصل هذه الساحة الرئيسية على سوقها التقليدي الخاص بها قبل أربعة عطلات نهاية الأسبوع قبل عيد الميلاد.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: