بلدة زلاتيبور الأثرية في صربيا

اقرأ في هذا المقال


“Zlatibor” وتعتبر واحدةً من أكثر الوجهات شعبيةً للسياحة الريفية والرياضية في صربيا، حيث تحتوي البلدة على الكثير من المناطق الطبيعية والتاريخية التي تجذب العديد من السياح.

تاريخ بلدة زلاتيبور

كانت تسمى هذه المدينة “Kulaševac” حتى عام 1893، عندما زارها الملك ألكسندر أوبرينوفيتش وخلال نفس العام قام ببناء نافورة، ومنذ تلك اللحظة تم تسمية المدينة باسم “Kraljeve vode” أو مياه “King’s”، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، غيرت هذه المدينة اسمها مرةً أخرى إلى بارتيزانسكي فود أو مياه بارتيزان، وفي نهاية القرن الماضي تم تسميتها أخيراً زلاتيبور.

زار ملك آخر لصربيا، “Petar 1st Karađorđevi”، جبل زلاتيبور في عام 1908؛ أتى أولاً إلى زلاتيبور لأسبابٍ صحية، لكنه أحب ذلك كثيراً لدرجة أنه استمر في زيارة هذا الجبل الجميل مع أصدقائه لاحقاً، وخلال زيارته الأولى في عام 1908، تم بناء أولى الأشياء السياحية في زلاتيبور؛ فندق “Kraljeva voda” (اليوم هو مطعم “Srbija” فوق البحيرة) وفيلا “Cigota” ومتجر مخبز، وفي ذلك الوقت، بدأت بداية السياحة العالمية في زلاتيبور للجميع لأنه إذا كان بإمكان الملوك قضاء إجازات في هذا الجبل، فلماذا لا يستطيع الآخرون الذين لديهم ما يكفي من المال والوقت.

بدأ الناس في بناء منازل صيفية، حيث تم بناء معظمها في الفترة ما بين الحربين العالميتين في أربع مواقع: “Ribnica” و “Kraljeve vode” و “Palisad” و “Oko”، وخلال الحرب العالمية الثانية، تعرض عدداً كبيراً منهم للتلف أو الهدم واليوم هناك مبادرة لوضع 16 قطعة أو فيلا تحت حماية الدولة وإعلان آثارها الثقافية.

ومنذ العصور القديمة، التي اشتهرت بصالحها، تم ذكر المدينة في وسائل الإعلام المطبوعة الصربية، حيث ذكرت الصحيفة التجارية في عام 1892، “زلاتيبور مكان صحي للغاية”، حيث يأتي النقاهة والأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المختلفة إلى هنا للتعافي، أيضاً بالنسبة للأشخاص الأصحاء، من الجيد قضاء بعض الوقت فيها في الهواء الطلق، حيث يولد المرء من جديد ويشعر بأنه أخف وزناً وأكثر بهجة بعد فترة.

السياحة في بلدة زلاتيبور

تعتبر بلدة زلاتيبور أحد أكبر منتجعات التزلج على الجليد في صربيا، حيث يمكن للمبتدئين تحسين مهاراتهم في التزلج في أي وقت من الأوقات على منحدرات “Obudovica” اللطيفة، في حين أن مركز “Tornik” الرياضي مثالي للمتزلجين الأكثر خبرة.

يوفر مسار الأنابيب في تورنيك للزوار فرصة ركوب الأنابيب الداخلية على مدار العام، حيث يمكن استخدام كل من مرافق الأنابيب ومصعد التزلج في “Tornik” في الصيف والشتاء، وهي مصدر لاندفاع الأدرينالين الهائل لأي شخص لديه الجرأة الكافية لتجربتها، أما التسلية المفضلة بين العديد من زوار زلاتيبور هي التنزه على المسارات العديدة التي تتقاطع مع جبل زلاتيبور، نظراً للميل المعتدل للتضاريس، كما تعد البلدة أيضاً وجهة مفضلة لركوب الدراجات في صربيا، حيث تأخذك آلاف الكيلومترات من مسارات ركوب الدراجات عبر المناظر الطبيعية الرائعة في زلاتيبور على طول الطريق إلى قريتي موكرا غورا وسيروجوينو، وكذلك إلى مدينة “Cajetina”، المركز الإداري للمنطقة.

ونظراً لأن البلدة تتميز بصالات رياضية مجهزة بالكامل، فضلاً عن ملاعب كرة القدم وكرة السلة وملاعب التنس، غالباً ما يختار الرياضيون المحترفون زلاتيبور كقاعدة للتدريب، وإذا كنت ترغب في تجربة ركوب الخيل، يمكنك الاختيار بين مدارس فارما أو زوفا لركوب الخيل، وفي السنوات الأخيرة، أصبح هذا الجبل وجهة شهيرة بشكلٍ متزايد للطيران المظلي، ويرجع ذلك أساساً إلى شكل التضاريس المناسب وتياراته النفاثة القابلة للترويض.

وبالإضافة إلى طبيعتها الآسرة، تشتهر زلاتيبور أيضاً بطعامها اللذيذ، حيث يمكن الاستمتاع بالجبن والكايماك (منتج ألبان كريمي مشابه للكريمة المتخثرة) وأطباق أخرى خاصة بهذه المنطقة، مقابل الخلفية الريفية التقليدية لقرية سيروجوينو، حيث يوجد المتحف الوحيد في الهواء الطلق في صربيا، “القرية القديمة”، والذي يضم منازل وساحات من القرن التاسع عشر، كما يمكن اكتشاف الطبيعة المهيبة لوادي نهر “Uvac”، أحد الموائل الأوروبية القليلة المتبقية لنسر غريفون المهددة بالانقراض، حيث يجذب النهر الذي يتدفق عبر المنحدرات الجنوبية لجبال زلاتيبور، آلاف السياح كل عام بمغامرته Uvac Kayaking” Adventure”.

وما يجب أن يراه جميع عشاق علم الكهوف هو “Stopica Cave”، مع حمامات التوفا الضخمة وشلال تحت الأرض، حيث تقع على قمة تل “Mećavnik” القريب، كما يمكن إيجاد قرية عرقية مبنية على الطراز المعماري المحلي، من بنات أفكار المخرج السينمائي الشهير إمير كوستوريكا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: