تأثير تغير المناخ على الجبال الجليدية

اقرأ في هذا المقال


تمتص المحيطات كمية كبيرة من الطاقة الشمسية التي تصل إلى سطح الأرض؛ لأنها تغطي 71٪ من الكوكب، يؤثر الاحترار العالمي على المحيطات بعدة طرق من أخطرها التسبب في ذوبان الجبال الجليدية وغيرها من الجليد البحري، حيث أن المفارقات في الاحتباس الحراري قد عجل بتكوين الجبال الجليدية مع زيادة معدل ذوبانها في البحر.

تأثير الاحتباس الحراري على الجبال الجليدية

تشكيل جبل الجليد

الجبال الجليدية هي قطع عائمة من الجليد البحري يبلغ عرضها 5 أمتار على الأقل (16 قدمًا) وتوجد عادةً في شمال المحيط الأطلسي بالقرب من جرينلاند، وفي المحيط المحيط بالقارة القطبية الجنوبية تتشكل الجبال الجليدية عندما تنكسر قطع الجليد أو تتساقط من الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية والغطاء الجليدي.

ومع زيادة الاحتباس الحراري في درجات الحرارة يتولد المزيد من الجبال الجليدية من ذوبان القمم الجليدية، حيث يتسبب الاحتباس الحراري في تكوين المزيد من الجبال الجليدية، وكذلك تذوب هذه الجبال الجليدية بمعدل أسرع من الجبال الجليدية التي ذابت في الماضي.

ذوبان الجبال الجليدية

يذوب الجليد البحري بسرعة خاصة في القطب الشمالي، حيث أن الاحتباس الحراري يساهم في فقدان كمية هائلة من الجليد البحري بما يكفي لتعادل 1.5 مليون جبل جليدي بحجم تيتانيك كل عام، حيث يتسبب ذوبان الجبال الجليدية وذوبان القمم الجليدية في ارتفاع منسوب البحار بشكل ملحوظ في بعض المناطق، حيث من المتوقع أن يتسبب ارتفاع مستوى سطح البحر في حدوث فيضانات وتعرية في المدن الساحلية المنخفضة.

العوامل التي تساهم في تغير المناخ

عامل خطوط العرض الاستوائية

ربما يكون خط العرض أو المسافة من خط الاستواء هو المؤشر الجغرافي الأكثر وضوحًا للمناخ، بشكل عام المناخات الأكثر سخونة هي الأقرب إلى خط الاستواء حيث تميل المناخات إلى أن تصبح أكثر برودة مع زيادة المسافة من خط الاستواء.

يمكن تقسيم الأرض إلى ثلاث فئات شاملة من حيث درجة الحرارة والفصول:

  • المناطق الاستوائية: حيث يكون الدفء هو القاعدة فتقع بين 23.5 درجة جنوبا و 23.5 درجة شمالا.
  • المناطق المعتدلة: هي التي تشهد مواسم محددة بوضوح، وإن كانت بدرجات متفاوتة، حيث تقع بين حوالي 23.5 درجة و 66.5 درجة خط عرض في كل نصف من الكرة الأرضية.
  • ما وراء خط العرض 66.5 درجة في كلا نصفي الكرة الأرضية هي المناطق القطبية، حيث تهيمن الظروف الشبيهة بالشتاء على معظم إن لم يكن كل العام.
  • يؤثر خط العرض أيضًا على اتجاه الرياح السائد، حيث في المناطق الاستوائية والقطبية، حيث تميل الرياح إلى أن تهب من الشرق بينما في خطوط العرض المتوسطة المعتدلة تميل الرياح إلى الهب من الغرب.

تأثيرات الارتفاع

يلعب الارتفاع أو المسافة من مستوى سطح البحر أيضًا دورًا رئيسيًا في تحديد مناخ الموقع، حيث في الجزء من الغلاف الجوي المعروف باسم التروبوسفير؛ والذي يحتوي على كل كتلة اليابسة على الأرض حتى أطول الجبال، ففي المتوسط تميل درجة الحرارة إلى الانخفاض بنحو 0.65 درجة مئوية لكل زيادة في الارتفاع بمقدار 100 متر (أو 3.8 درجة فهرنهايت لكل 1000 قدم).

التأثيرات الطبوغرافية

تؤثر التضاريس مثل الجبال والوديان والأودية والسهول على المناخ بطرق لا علاقة لها بالارتفاع، فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤثر سلاسل الجبال الكبيرة على أنماط هطول الأمطار، الجبال تجبر الهواء القادم على الارتفاع، فإنه يبرد ويتكثف مكونًا غيومًا وفي النهاية تمطر أو ثلجًا والتي تسقط عادةً على الجانب المواجه للريح من الجبال، ومن ثم فإن المناطق الواقعة على الجانب المواجه للريح من السلاسل الجبلية العالية تشهد هطولًا أكبر من المناطق الواقعة على الجانب المواجه للريح لأن الجبال تستنزف الرطوبة من الهواء بشكل أساسي.

يُعرف هذا التأثير على الجانب المواجه للريح من سلاسل الجبال، وهو مسؤول عن المناخات الجافة وحتى الصحراوية في بعض المواقع بما في ذلك الكثير من الغرب الأمريكي، تشمل الأمثلة الأخرى للتأثير الطوبوغرافي على المناخ الليالي الباردة في الوديان بسبب رياح المنحدر وتأثير “جزيرة الحرارة” في المدن التي تساهم فيها المناظر الطبيعية الخرسانية في ارتفاع درجات الحرارة ليلا.

أجسام مائية

يؤثر القرب من المحيطات والبحيرات والمسطحات المائية الأخرى بشكل كبير على مناخ المنطقة، حيث يحتفظ الماء بدرجة حرارته بسهولة أكبر من الهواء، أي أنه يستغرق وقتًا أطول للتسخين أو التبريد، وبالتالي فإن الماء يخفف درجات حرارة الهواء المحيط به بحيث تتعرض المواقع القريبة من المسطحات المائية لتغيرات أقل في درجات الحرارة وعادة ما تفشل في أن تصبح ساخنة أو باردة مثل المواقع في الداخل.

تميل المناطق الأقرب إلى المحيطات ولا سيما تلك القريبة من التيارات المحيطية الدافئة إلى مناخ أكثر رطوبة من المناطق الداخلية، يمكن أن تمارس المسطحات المائية تأثيرات إضافية على المناخات في مواقع معينة مثل زيادة تواتر الضباب أو التسبب في تساقط الثلوج على شكل بحيرة، كما هو موضح في منطقة البحيرات الكبرى بالولايات المتحدة.

المصدر: كتاب "التغير المناخي بالعالم" للمؤلف كايد خالد عبد السلام سنة النشر 2015 كتاب "الأرض غير صالحة للسكن" للكاتب والاس ويلز كتاب "حماية الطقس يبدأ من وجبة الإفطار" للكاتب جوناثان سافران فوير كتاب "التعامل الأخضر" في بؤرة الضوء للكاتبة نعومي كلاين


شارك المقالة: