تلوث الأنهار والبحيرات

اقرأ في هذا المقال


كيف يكون تلوث الأنهار والبحيرات؟

لقد تعودت الناس في الماضي على رمي فضلاتهم في الأنهار والبحيرات، إلا أن انتشار بعض الأوبئة مثل الكوليرا في مدينة لندن التي تقع على نهر التيمس ما بين (1849-1853م)، والتي راح ضحيتها تقريباً عشرين ألفاً جعل الناس يعرفون أهمية تنقية مياه الشرب وإبعاد مياه الصرف الصحي عنها، حيث كانت الأنهار أنسب مكان في رأي كثير من سكان أوروبا في العصور الوسطى لرمي الفضلات، وقد تعرض نهر الراين للتلوث الشديد حتى أصبح يعرف باسم (مجاري أوروبا).
وكان الحال أيضاً بالنسبة لجميع الأنهار، حيث تعمل على إلقاء مياه الصناعات الملوثة وبعض الأحماض والنفايات البشرية من غير معالجتها على الإطلاق وبعض المياه من الممكن أن تكون ساخنة، فتتسبب بحدوث تلوثاً حرارياً يتسبب في موت الأسماك، وتغير في صفات مياه النهر من حيث طعمها ورائحتها ولونها (صفات فيزيائية)، كما يحدث أيضاً تغير في صفات المياه الكيميائية، ممَّا يتسبب في ازدياد ملوحة الماء، وأحيانا ترتفع نسبة المواد السامة، بمياه الأنهار.
وتتمثل مصادر تلوث مياه الأنهار في التفايات المنزلية والقمامة التي تلقي في الأنهار، كما تتمثل في الفضلات الصناعية التي من الممكن أن تحتوي على مواد سامة، وعلى سبيل المثال فإن أغلب الصناعات في منطقة حلوان بمصر تلقي بمخلفاتها داخل نهر النيل، وقد توصلت أحد البحوث إلى أنه يوجد في مصر ما لا يقل عن 700 مصنع تلقي بمخلفاتها داخل نهر النيل، وإلى جانب ما تلقيه المصانع من مخلفات فهناك أيضاً مئات العوامات والبواخر السياحية التي تلقي بفضلاتها الآدمية بنهر النيل.
ونلاحظ هنا أن مرض التسمم الزئبقي الذي اشتهر باسم الميناماتا؛ وذلك لحدوث إصابات بهذا المرض داخل منطقة خليج ميناماتا في اليابان سنة 1953 ميلادي؛ بسبب تلوث المياه بمخلفات من بينها مركبات الزئبق من مصنع إنتاج للمواد الكيمائية، كما تتعرض أغلب بحيرات العالم لأنواع عديدة من التلوث؛ إمَّا نتيجة الصرف الصحي، كما هو الحال داخل بحيرة مريوط بالإسكندرية أو نتيجة الحيوانات النافقة التي تلقي فيها، كما هو الحال في بعض البحيرات الأفريقية، ومن الممكن أن تعاني من المخلفات الصناعية كما هو الحال في البحيرات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد لوحظ أن قناة السويس أصبحت كذلك تعاني من مشكلة التلوث، بسبب ما ترميه البواخر من نفايات، وقد ألقت بعض البواخر منذ عدة سنوات عام 1997م تقريباً ببعض الحيوانات النافقة للتخلص منها، كما أن هناك تقريباً 6 مصبات للصرف الصحي تنتهي إليها.

أضرار تلوث مياه الأنهار:

  • الناحية الصحية: تفشي الأمراض التي يمكن أن يكون انتقالها عن طريق الجراثيم والطفليات مثل الكوليرا والتيفود والإسهال المزمن وغيرها، حيث أن كثير من البلدان يكون اعتمادها على مياه الأنهار في الشرب.
  • الناحية الزراعية: تزايد نسبة الملوحة في الأراضي التي تستخدم هذه المياه الملوثة، كما أن استخدام المياه الملوثة بمخالفات بشرية في ري الأراضي الزراعية، يتسبب في انتشار الأمراض خاصة عن طريق الخضراوات التي تؤكل نيئة.
  • الثروة السمكية: تؤثر المياه الملوثة على الثروة السمكية بالأنهار، وتؤدي مع ازدياد نسبة التلوث إلى موت الأسماك.
  • زيادة المصروفات: إن تلوث مياه الأنهار يتسب في ارتفاع تكاليف استخدام المياه الملوثة في مجالات تأمين مياه الشرب أو تأمين المياه النقية اللازمة للصناعة.

المصدر: علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: