حقائق عن بحيرة ساوة

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة ساوة؟

تعرف بحيرة ساوة بأنها بحيرة مقفلة ذات مياه مالحة توجد داخل محافظة المثنى في العراق بجانب نهر الفرات، بحوالي ثلاثة وعشرون كيلومتر غرب مدينة السماوة، لا توجد في بحيرة ساوة أنهار تصب فيها أو تخرج منها إنما تتزوّد بالمياه الجوفيّة من تحت البحيرة والتي تصل إليها من نهر الفرات من خلال الصدوع والشقوق، تشكّلت البحيرة خلال عصر الهولوسين قبل عشرة آلاف سنة.
كما أن بحيرة ساوة من البحيرات الفريدة من نوعها، بسبب ما تتميز به من ارتفاع نسبة ملوحة مياهها، وذلك بالمقارنة بالبحيرات والأنهار الباقية التي توجد في العراق، حيث تصل هذه النسبة إلى 1500 بالمليون وهي نسبة مرتفعة جداً، حيث أنها أعلى ملوحة من مياه الخليج العربي بمرة ونصف، على العموم يتراوح عمق المياه في البحيرة ما بين 4 إلى 5 أمتار، كما يتباين لون الماء بين الأخضر الداكن (بجانب الضفاف) إلى اللون الأزرق في العمق.
يتقلب مستوى المياه في البحيرة بين موسم الجفاف وموسم والرطوبة، لكنها لا تجف بسبب التساوي بين الكمية المضافة من المياه الجوفية وكمية الماء التي تتبخر، حيث أن شكل البحيرة كمثري ممتد طولياً أقصى طول للبحيرة 4.74 كلم وأقصى عرض 1.77 كلم مع اتجاه شمال غربي جنوب شرقي وهي محاطة بحاجز كلسي يصل سمكه 12.5 كلم.
منطقة بحيرة ساوة جزء من السهل الجبسي وتتميز الأرض بأنها منبسطة ومستوية، تزداد درجة الميل بشكل عام من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بمعدل ارتفاع 2,7 متر بالكيلومتر الواحد وتكثر في المنطقة الظواهر الطبيعية مثل السبخة والكثبان الرملية، ترتفع البحيرة بين 1 إلى 4 أمتار عن الأراضي القريبة، وتعلو عن نهر الفرات القريب منها مابين 5 إلى 7 أمتار، كما ترتفع عن شط العرب والخليج العربي ما بين 17-20 م.  
تمتلك البحيرة المقدرة على بناء جدران ملحية (تتشكل أساساً من الجبس) تَحيط بالبحيرة من كل الجهات، هذه الجدران الملحية تشكل حاجزاً يمنع مياه البحيرة من التبدي والطفحان على الأراضي القريبة منها، وتُبنى الجدران بتبخر المياه المشبعة بالأملاح في الحافات التي تكون قليلة المياه وتنمو إلى أعلى مع مرور الزمن حتى تصبح أعلى من مستوى البحيرة (يصل ارتفاع الجدران الملحية لغاية 6 أمتار)، حيث تشكل أشكال غريبة مثل شكل القرنبيط، كما تنتشر الترسبات الملحية على طول الشاطئ مُشكّلة معرضاً للمنحوتات الفنية الطبيعية.

مناخ بحيرة ساوة:

تتميز المنطقة بالمناخ الجاف، حيث تتراوح درجات الحرارة بين (27,6-44,6) درجة سيليزية، معدل الأمطار السنوي تبلغ 110 م، أعلى درجات التبخر تبلغ (506م)، وذلك في شهر تموز وشهر يوليو بينما أقل درجة تبخر تصل إلى (89م) وذلك في شهر كانون الثاني يناير، تهب الرياح بشكل عام باتجاه الشمال الغربي مع رياح تبلغ سرعتها 4,1 متر بالثانية .

الحياة البرية والنباتية في بحيرة ساوة:

لا تستطيع النباتات النمو في البحيرة ولا على أطرافها؛ بسبب ملوحة مياهها، كما أن الأسماك والطحالب من أهم ما يعيش في البحيرة، فإن الأسماك التي تعيش في بحيرة ساوة هي من نوع واحد وتُسمَّى سمكة الجرو العربية (الاسم العلمي:Aphanius dispar ) (بالإنجليزية: Arabian toothcarp)‏ وهو من جنس (Aphanius) يتميز بقصر طوله ( لايزيد عن 10 سم) ومظهره الناعم وله عيون تختفي بسرعة بعد موت السمكة، كما تعيش في قاع البحيرة نوع من الحلزون من نوع (Pomatiopsis) يعيش في المياه المالحة.
على عكس الحياة المائية الفقيرة، تتزين البحيرة بأنواع الطُيور المائية، حيث تصل أنواع الطُيور إلى 25 نوع، أهمها البط، غر أوراسي، غطاس صغير، الهدهد العراقي، خناق رمادي، تعيش العديد من اللبائن في الحزام الصحراوي الذي يحيط بالبحيرة منها الثعالب، الضباع، غرير العسل بالإضافة إلى أنواع من الزواحف أهمها ثعبان ماء.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: