قصر شبرا التاريخي

اقرأ في هذا المقال



ليس بغريب على بلد معراج الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور هذا التاريخ  في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية السعودية وأهمها قصر شبرا أو متحف قصر شبرا من القصور التاريخية في الطائف. أنشئ قصر الشريف علي عبد الله بن محمد بن عبد المعين بن عون باشا عام 1323 هـ (1904 م) وانتهى بناؤه في غضون عامين وكان ذلك عام 1324 هـ (1906 م).
تم تحويله إلى متحف إقليمي لمحافظة الطائف وافتتح للزائرين عام 1415 هـ الموافق 1995 م. الملك عبد العزيز ال سعود وفيصل بن عبد العزيز ال سعود اتكمنة حصريا لهما عند زيارتهما مدينة الطائف. ومن الاسباب الاساسية التي جعلت منه معلم واهمية تاريخية أنه يتميز بكونه ذو طابع روماني واسلامي والعمارة التقليدية على حد سواء. وما يميزه أيضاً أنه يتواجد فيه العديد من الطوابق والملاحق والحدائق. حيث وجدو المختصين بعض الآثار الإسلامية في محافظة الطائف ومنها: (أنواع وأحجام عديدة من الأحجار، مجوهرات وأسلحة عتيقة، لوحات صخرية جميلة عليها نقوش عربية، أقفال حديدية وعملات قديمة، جهاز تقطير قديم، أواني قديمة وفخار ما قبل الإسلام).

قصر شبرا:


شيد قصر شبرا في حي شبرا بالطائف عام (1323 هـ / 1905 م) وكان ما يميز قصر شبرا إنه ذو طراز معماري يمزج بين الطرازين الإسلامي والروماني والعمارة التقليدية لمنطقة “الحجاز”، والعمارة الإسلامية التي تظهر في الأعمدة، الأقواس والأبواب والنوافذ وسقوفها مزينة بالمنحوتات الخشبية، وهي تحفة معمارية جميلة من الخارج والداخل، وتحيط بها الأشجار وتزين غرفه. يعتبر من المعالم الأثرية في الطائف.

يتألف القصر من طابق سفلي يعلوه أربعة طوابق بالإضافة إلى الملاحق الخارجية والحدائق. يتألف القصر من أربعة طوابق ويضم حوالي 150 غرفة. لها عدة مداخل ، وبوابة رئيسية تقع في الجهة الغربية وهي مصنوعة من الخشب المزخرف. للقصر أربع واجهات متشابهة تتخللها أعمدة من الغار والحجر، ويوجد في القاعة الرئيسية للقصر درج خشبي مزدوج كبير بأرضية رخامية رائعة تعرف باسم “الدرج” الذي يمتد إلى الطابق الثاني الذي يحتوي على جناحان يحتويان على غرف كبيرة وصغيرة بأقواس وجدران داخلية وأعمدة وزوايا ذات زخرفة ملونة.


على شكل أوراق نباتية، حواف القصر مطلية باللون الذهبي، ونوافذ وأبواب القصر مصنوعة من الخشب المنحوت بلمسات فنية، وأسقف القصر من الخشب المطرزة بأشكال ونقوش زخرفية، و ينتهي جدار سقف القصر بزخرفة يغلب عليها الطابع الروماني. يقع القصر على أحد الشوارع الكبيرة بالطائف المسمى شارع شبرا.

الاستيلاء على قصر شبرا التاريخي:


لقد تمّ الاستيلاء على قصرِ شبرا التاريخي قبل تأسيس المملكة العربية السعودية وقت غزو الحجاز ولقد اضطررت إلى الاستيلاء عليه وذلك كمصادر تاريخية قليلة لقائد جيش الإخوان في الطائف القديم المتجه للسعودية، والذي شمل قبيلة بني عبد الله من من أكبر وأقوى قبائل الجزيرة العربية الشيخ قعدان بن درويش الذي كان من قادة الجيوش التي انطلقت لغزو الحجاز بقيادة الملك عبد العزيز – وتم تحصين القصر وتحت حكمه. حماية الحامية التركية التي كانت موجودة في ذلك الوقت، بحسب مؤلف كتاب الرحلة الملكية إلى مكة.
كان يسكنها في بداية الحكم السعودي الملك عبد العزيز آل سعود، وكان يدير شؤون الحكم من هذا القصر خلال إقامته الصيفية في الطائف. ثم تحول القصر إلى مكتب للملك فيصل بن عبد العزيز في عهده. ثم مكتب للأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي الأسبق. في عام 1407 هـ حوله الملك فهد بن عبد العزيز إلى متحف للتراث العربي والإسلامي بإشراف وزارة التربية والتعليم السعودية، وهو الآن تحت إشراف وزارة السياحة (المملكة العربية السعودية).

محتوى المتحف قصر شبرا:


يقدم المتحف لمحة عامة عن إنشاء القصر، والمراحل التاريخية والسياسية التي شهدها. كما تحتوي على مجموعة من الأدوات الحجرية والقطع الفخارية ولوحات من نقوش وكتابات على الصخور. وهناك قسم خاص بالحرف والصناعات في الطائف، مثل استخراج الورود الطائفية وجزء آخر في السوق القديم (يسمى محلياً الخان). كان القصر مكوناً من مكتب الأمير سلطان بن عبد العزيز عندما كان القصر مقر إقامته الصيفي وكان بإمكان الزوار دخوله. يحتفظ متحف القصر بالآثار والنقوش والرسومات الأثرية على صخور حجرية مرتبة بانتظام ومعلقة على أرفف وأكشاك خشبية. تم اكتشاف هذه الآثار في محافظة الطائف وتعود إلى عصور الإسلام وما قبل الإسلام، ومنها:

  • لوحات صخرية عليها نقوش عربية توضح الخط العربي وأنواعه على مر العصور.
  • أنواع وأحجام مختلفة من أحجار الرحى العتيقة المستخدمة لطحن الحبوب.
  • أسلحة قديمة عتيقة من سيوف ودروع وخناجر ورماح وبنادق ومسدسات.
  • الأحجار الكريمة والمجوهرات والأختام العتيقة.
  • العملات الذهبية والفضية العتيقة.
  • الأواني المنزلية ما قبل الإسلام والحجر والفخار والزجاج المصابيح.
  • جهاز تقطير قديم لماء الورد وعطر الطائف الذي اشتهرت به الطائف منذ القدم.
  • أقفال حديدية وعملات قديمة.
  • تم استخدام أدوات زراعية قديمة وعربة نقل أثرية لنقل الحجارة والصخور في بناء سد السملاكي التاريخي الذي تم بناؤه في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان في منازل ثمالة بأطراف الطائف.

وصل عدد مرتادين قصر “شبرا” التاريخي بالطائف منذ بداية الإجازة الصيفية إلى أكثر من 6000 زائر، معظمهم من زوار الطائف والمهتمين بالتراث والتاريخ والآثار. وقد أعجب الزوار بالقصر الذي يعد من المعالم الأثرية المهمة في الطائف، وهو من أجمل وأهم القصور والمعالم التاريخية في المحافظة. وذلك لما تتميز به من روعة وفخامة في التصميم وأسلوب مميز في العمارة التقليدية.

أما الملحق الثاني فيتكون من طابق واحد يستخدم للعرض المتحفي على مساحة 465 متر مربع ويتكون من ثلاث صالات عرض متتالية وأربع غرف ملحقة والملحق الثالث يتكون من صالة وأربع غرف وممرات ضيقة. السقف مصنوع من (الطوب) على شكل دعامات والجدران تحتوي على أعمدة متناثرة ذات تيجان مزخرفة تشبه تيجان القصر

الملحق الرابع يتكون من طابق واحد بمساحة 185 متر مربع يستخدم كمسجد، والملحق الخامس تبلغ مساحته الإجمالية 200 متر مربع ويتكون أيضًا من طابق واحد ويحتوي على طرق بعرض 3 أمتار و به عشر غرف من الجهتين، مساحة كل غرفة ثمانية أمتار، ويستخدم كمعرض للحرف الشعبية، ويحتوي الملحق السادس على طابقين ويستخدم مكاتب لموظفي المتحف، ويتكون من ست غرف وطرق طويلة موزعة، ومبني بالخرسانة، والملحق السابع من طابقين، أولهما معمل لترميم المشغولات، والطابق العلوي يستخدم لمعمل تصوير، والملحق الثامن. يتكون من بدروم يستخدم مستودعات وطابقين للمكتبة.
وعن محتويات قصر شبرا ومكوناته قال خالد القهرة المشرف على القصر: يوجد متحف تراثي في أحد ملاحق القصر، وهناك محلات للحرف القديمة، وأوضح: بدأ هذا الصرح في عام 1323 هـ (1905 م)، وتم الانتهاء من بنائه عام 1325 هـ، وقام ببنائه الشريف علي بن عبد الله بن عون باشا، وأثناء بنائه أحضر خشبه ليكون ذا قيمة عالية. من الخارج، مثل سنغافورة وتركيا، والتي تُعرف محليًا باسم الخشب “المشفر” و “الزان” و “العرعر”.

أين يقع قصر شبرا:


يتواجد قصر “شبرا” التاريخي خارج سور (الطائف) القديم (دلالة ع الأصالة) في الجهة الشمالية الشرقية منه، وشبرا هي المنطقة الممتدة على شكل مستطيل يفصلها الشمال عن طريق حي الفيصلية، الطريق بين المطار والجيش. ويطل الشارع والوحدة الجنوبية على ساحة باب الحزم وقصر النيابة والحي السفلي بينما يبدأ الحد الشرقي عند المرتفعات المقابلة لحي الفيصلية من الجهة الجنوبية ثم ينحرف ويتصل بشريط البناء الموازي، التي تطل من الغرب على الركبان شبرا. اكتمل الحد الشرقي بشريط البناء وامتداده شرقا يطل على شارع الحرس وحي الشرقية، ويطل غربه على باقي الركائب.

من الجهة الغربية يفصل شارع شبرا الرئيسي بين حي العقيق وحي العزيزية، وتحتل هذه المنطقة المستطيلة بستاناً كبيراً وتحيط بها ثلاثة قصور. الأولى كانت تسمى “شبرا القديمة”، والثانية حالياً هي “برزان” ، وكل منهما تنحرف عن الأخرى. أما القصر الثالث فهو قصر البيهات. تقع في الطرف الجنوبي الغربي من منطقة شبرا، وفي عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – عُرف باسم “قصر الرياض”. قصر برزان كان يستخدمه الملك عبد العزيز حتى جاءه الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – فتم نقل القصر إليه من أصحابه بالشراء المباشر، ثم أصبح فيما بعد ملكا للدولة والوزارة.
احتلها الدفاع والطيران لفترة حتى عام 1407 هـ، ثم تم تسليمها بأمر سامي إلى وزارة التربية والتعليم على اسم سابقتها، وهي الآن إدارة التربية والتعليم لتكون مقر متحف الآثار. في محافظة الطائف والآن تتبع لهيئة السياحة.

المصدر: عبد الله فيلبي (2003)، الذكرى العربية للمملكة العربية السعودية (الطبعة الأولى)، الرياض- المملكة العربية السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 170-169. بتصرّف.Shubra PalaceShubra Palace Save


شارك المقالة: