قلعة الرجاء الصالح الأثرية في جنوب إفريقيا

اقرأ في هذا المقال


“Castle of Good Hope” وتعتبر إحدى أقدم المباني التاريخية في جنوب إفريقيا، وتُعرف بأنها أقدم مبنى باقٍ في جنوب إفريقيا، وكانت مركزاً للحياة المدنية والسياسية والعسكرية في كيب منذ حوالي 1679م.

تاريخ بناء قلعة الرجاء الصالح

يعود تاريخ بناء قلعة الرجاء الصالح إلى القرن السابع عشر في كيب تاون في جنوب إفريقيا، على يد شركة الهند الشرقية الهولندية “DEIC”، حيث قام ببناؤها “جان فان ريبيك”، وفي عام 1664م، تجددت شائعات الحرب بين بريطانيا وهولندا، وخوفاً من هجوم بريطاني على كيب تاون.

أصدر اللوردات السابع عشر تعليمات إلى واغنير، ببناء قلعة حجرية خماسية الأضلاع تشبه التحصينات الأخرى المماثلة في أوروبا والشرق، حيث تم التخطيط للقلعة حول نقطة مركزية وبئر ماء، مع خمسة حصون معروفة باسم الحصون، وتم اختيار موقع القلعة الجديدة في عام 1665 من قبل المفوض، حيث كان المهندس بيتر دومبار مسؤولاً عن بناء القلعة التي بناها العبيد والخويخوي وعمال الشركة.

تم حفر الأساسات في عام 1665م، وتم وضع حجر الأساس للمعقل الأول، الذي عُرف فيما بعد باسم ليردام باستيون، وبعد ذلك بدأ البناء بشكلٍ جدي، حيث تم استخدام ثلاثمائة بحار، وتم الاستيلاء عليهم من السفن المارة والجنود وخويخوي المحليين والنساء والعبيد كقوى عاملة، وكسر الحجارة وجمع القذائف التي تم حرقها في أفران الجير.

حيث غالباً ما يتساءل المرء ما هي التكلفة البشرية الحقيقية لبناء هذه القلعة الأوروبية على الأراضي الأفريقية، وتم تفريغ طوب الكلنكر، والذي تم جلبه على شكل كوابح في السفن الهولندية، وتم واستخدامه كعناصرٍ زخرفية في أجزاء معينة من القلعة.

وفي عام 1672م، أدى اندلاع الحرب في أوروبا إلى استئناف بناء القلعة بقوة جديدة، وفي 1679م اكتمل بناؤها، وكان داخل أسوار القلعة من بين أمورٍ أخرى؛ كنيسة ومخبز وورش عمل وأماكن معيشة ومكاتب وخلايا والعديد من المرافق الأخرى، وفي عام 1982م، بدأت عملية ترميم شاملة لإعادة القلعة إلى مجدها السابق، واكتملت العملية في أوائل عام 1993، ومن المقرر المضي قدماً في ترميم وتجديد مثير آخر في الأعوام المقبلة.

السياحة في قلعة الرجاء الصالح

تعتبر قلعة الرجاء الصالح إحدى أهم المواقع السياحية في جنوب إفريقيا، حيث تضم القلعة مجموعة “William Fehr” التي تديرها متاحف “Iziko” في جنوب إفريقيا، ومعرضاً خزفي دائم (FIRED) ومتحف “Castle Military”، حيث يتم الدخول إلى القلعة من خلال البوابة الرئيسية من جانب “Grand Parade” و “City Hall”، حيث تقدم هذه البوابة نافذة على الماضي، حيث تحمل التلة فوق المدخل شعار النبالة الخاص بهولندا المتحدة، بحيث يصور الأسد المتوج المنتشر مع سهام الوحدة السبعة في مخلبه، كما يمكن مشاهدة عمودين تم بناؤهما من لائحة رمادية زرقاء من جزيرة روبن، كما تم بناء المدخل من الطوب الأصفر الصغير، المسمى “Ijsselstein”، وهو مثالاً فريداً على الكلاسيكية الهولندية في القرن السابع عشر في جنوب إفريقيا.

وبالنظر إلى البوابة الرئيسية من الفناء، يظهر الجملون الباروكي فوق المدخل، وهو من أصل كيب هولندي ويعود تاريخه إلى أوائل القرن الثامن عشر، كما يمكن مشاهدة برج المراقبة الموجود على السطح والذي يعرف باسم برج القبطان، كما يوجد فيها مبنى يعرض مجموعة “William Fehr” للأعمال الفنية، حيث تحتوي هذه المجموعة على ثروة من المعلومات التاريخية المتعلقة بالشعوب والمناظر الطبيعية لجنوب إفريقيا الاستعمارية المبكرة، التي تصور جوانب الحياة الثقافية في كيب تاون من عصر “VOC” حتى نهاية القرن التاسع عشر.

كما يمكن مشاهدة متحف القلعة الحربي، الذي يصور التاريخ العسكري لفوج كيب تاون والقلعة والرأس، بالإضافة إلى الخندق الذي كان ذات يوم جزءاً من نظام دفاع القلعة، حيث يمكن الاستمتاع بأخذ جولاتٍ إرشادية برفقة المرشدين والتعرف على تاريخ القلعة الرائع.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: