كهوف تابون الأثرية في الفلبين

اقرأ في هذا المقال


“Tabon Caves” وتعرف باسم مهد الحضارة الفلبينية، ويقع مجمع الكهوف تابون على الساحل الغربي لجزيرة بالاوان، وهي تقع على نتوءٍ من الحجر الجيري يمكن رؤيته من أي اتجاه لمسافة عدة كيلومترات، وعلى شكل خلية نحل بها ما لا يقل عن 200 كهف وملاجئ صخرية.

تاريخ كهوف تابون

حوالي 200 كهف تقع في تكوين الحجر الجيري تُعرف مجتمعة باسم كهوف تابون، بعد الكهف الرئيسي المسمى تابون، وسمي بهذا الاسم على اسم طائر ضخم يحفر عشه في الأرض، حيث كان هذا هو الموقع الأول لتأسيس وجود البشر في الفلبين خلال العصر الجليدي، بحيث توثق مواقع الكهوف المختلفة من خلال مجموعة من تواريخ C-14 احتلالا مستمراً تقريباً بين ما لا يقل عن 50000 سنة مضت وحتى كاليفورنيا، والتي تم الاستشهاد بها على نطاقٍ واسع، لأن كهف تابون هو أحد المواقع القليلة جداً في جنوب شرق آسيا التي أنتجت أحافير العصر الجليدي “Homo sapiens”، حيث توفر البيانات بياناتٍ كرونولوجية جديدة حول أسئلة مستوطنة الإنسان العاقل في العصر البليستوسيني على هوامش “Sundaland”.

كهف تابون نفسه هو الموقع الذي يُحتمل أن يكون أقدم دليل أحفوري للإنسان العاقل في جنوب شرق آسيا، على شكل جزء من عظم القصبة يرجع تاريخه إلى 47000 سنة منذ 11-10000 عام، ويوجد أيضاً فك سفلي صحيح يرجع تاريخه إلى 31000- 7000 سنة مضت، وعظم أمامي يرجع تاريخه إلى 16500 سنة منذ 2000 عام، حيث يثير جزءاً أحفوري آخر في الفك السفلي قضية استعمار محتملة لبلاوان بواسطة “Pongidae” خلال العصر الجليدي العلوي.

تم الإبلاغ عن المواقع الأثرية في بالاوان حتى عام 1922م، عندما زار الدكتور كارل جوث منطقة إل نيدو (باكويت) أثناء بعثة جامعة ميشيغان (1922-1925)، وتم حفر أربعة كهوف من قبل هذه الجامعة، حيث تمت مناقشة الاكتشافات من قبل الدكتور “Solheim” في دراسته للعصر الحديدي في وسط الفلبين، حيث أعاد روبرت فوكس حفر أحد الكهوف في عام 1965، مما أدى إلى ترقية الموقع من العصر الحديدي إلى موقع من العصر الحجري الحديث.

المعالم الأثرية في كهوف تابون

احتوت كهوف تابون على ثروةٍ مذهلة ونطاقٍ زمني واسع من المواد الثقافية؛ كتقليد أداة تقشير يعود تاريخها إلى أواخر العصر البليستوسيني وأوائل فترات ما بعد البليستوسين بما في ذلك مجمع دفن الجرار المتطور للغاية، والذي ظهر خلال أواخر العصر الحجري الحديث واستمر حتى العصر الحجري الحديث، وتطوير العصر المعدني، كما تشير الأواني الخزفية والأواني الحجرية إلى التجارة المحلية مع الصين خلال عهد أسرة سونغ ويوان، حيث كشفت الحفريات عن أكثر من 50000 عام من عصور ما قبل التاريخ في الفلبين؛ علاقات جنوب وشرق آسيا.

تحتوي كهوف تابون على قطعٍ أثرية قيّمة تصور حياة أقدم البشر الذين تطأ أقدامهم في بالاوان، والتي تشمل جرار الدفن والأدوات الخشبية، والنقوش على جدران الكهوف، حيث يمكن أخذ جولة سياحية برفقة المرشد السياحي المحترف وهو على درايةٍ بالتاريخ المكتشف داخل الموقع، والانغماس في التاريخ الثقافي والأثري الغني عند الدخول إلى إحدى غرف الكهوف المفتوحة للسياح، كما سيشرح المرشد السياحي أيضاً الأهمية التاريخية للكهوف أثناء التجول فيها، ومناقشة كل ما تم اكتشافه حتى الآن، وما الذي يمكن العثور عليه أيضاً.

ووفقاً لعلماء الأنثروبولوجيا، يوجد أكثر من 200 كهف عبر مجمع الكهوف بأكمله، ولم يتم استكشاف سوى بضع عشرات منها حتى الآن، كما يمكن الاستمتاع بالتشكيلات الصخرية الخلابة في أسقف الكهف وجدرانه، وإلقاء نظرةً على الخفافيش البرية والطيور والحيوانات الأخرى التي تعتبر الكهوف موطنها، ويمكن الذهاب إليها من من مدينة بويرتو برنسيسا، حيث تستغرق الرحلة إلى كهوف تابون حوالي 3-4 ساعات عن طريق البر، تليها رحلة بالقارب تستغرق حوالي 30-45 دقيقة إلى الجزيرة حيث توجد الكهوف.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: