ما هو وشاح القشرة الأرضية؟

اقرأ في هذا المقال


وشاح القشرة الأرضية:

يُشكّل الوشاح أكثر من 80% من حجم الكرة الأرضية، وهو عبارة عن نطاق يبلغ سُمكه 2885 كيلومتراً من الصُخور الممتدة من قاع القشرة (موهو) إلى اللب الخارجي السائل. وتأتي معلوماتنا عن الوشاح من التجارب المعملية ومن فحص المواد المقتحمة للقشرة من تحتها. وعلى الأخص تلك الصُخور المكوّنة لأنابيب الكامبرليت التي يوجد فيها الماس عادة.
ويعتقد بأنها تنشأ في أعماق تصل إلى 200 كيلومتر. وهي جزء من داخل الوشاح. وتتكوَّن صُخور الكامبرليت هذه من البيريدوتيت وهو صخر يحتوي على السلكات الغنية بالحديد والمغنيسيوم. وهي أساساً عبارة عن معدني الألفين والبيروكسين بالإضافة إلى كميات أقل من الجرانيت، هذا ونظراً لأن الموجات الثانوية تنتقل بسهولة عبر الوشاح، فيصبح الاستنتاج بأن الوشاح هو عبارة عن جسم صلب لدن ولذلك يوصف الوشاح بأنه نطاق صخري صلب.
ويتركب جزئه العلوي من معادن البيريدوتيت. وكما هو متوقع فإن هذه الصورة عن الوشاح غير متكاملة وأي نموذج عملي للوشاح لا بُدّ أن يُفسّر توزيع الحرارة المقدرة لهذا النطاق. وبينما تزداد درجة الحرارة بازدياد العمق في القشرة، فإن هذا الاتجاه ل يستمر إلى أسفل حتى الوشاح. ولكن زيادة الحرارة مع العمق عبر الوشاح هي أكثر تدريجياً وهذا يعني أن الوشاح له قدرة عملية على نقل الحرارة إلى خارجه.
إذ لو كانت الحرارة تنتقل في الوشاح عن طريق التوصيل كما هو الحال في القشرة، لكانت درجة حرارة الجزء الأقل من الوشاح بالضرورة أكبر مئات الأضعاف من درجة حرارة الجزء العلوي منه، حيث أن توصيل الحرارة بواسطة الصُخور يُعتب بطيئاً جداً. ونتيجة لذلك فإن لصُخور الوشاح القدرة على التدفق تحت درجات الحرارة والضغط المتطرفين.
وإذا كان هذا صحيحاً فكيف إذاً ينقل الوشاح الصخري الموجات الثانوية، التي لا تنتقل إلا عبر الأجسام الصلبة وفي نفس الوقت يتدفق كما لو كان سائلاً؟ يمكن تفسير هذا التضارب الظاهري إذا كانت المواد تتصرف كما لو كانت صلبة تحت ظروف معينة، وكما لو كانت سائلة تحت الظروف الأخرى. ويصف العلماء المواد التي من هذا النوع باللدونة وهذا يعني أنه عندما تتعرض المادة لضغوط عابرة مثل تلك التي تنشأ عن الموجات الاهتزازية، فإنها تتصرف كما لو كانت جسماً لدناً وصلباً.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: