متحف البتراء النبطي في الأردن

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن البتراء:

هي مدينة تاريخية وأثرية تقع جنوب الأردن، حيث إنها تقع حول جبل المذبح في حوض تحيط به الجبال التي تشكل الجانب الشرقي لوادي عربة، والذي يمتد من البحر الميت إلى خليج العقبة.

كما كانت المنطقة المحيطة بالبتراء مأهولة بالسكان منذ عام 7000 قبل الميلاد، وربما استقر الأنباط في المكان الذي سيصبح عاصمة لمملكتهم، وفي وقت مبكر من القرن الرابع قبل الميلاد. ومع ذلك لم تكتشف الأعمال الأثرية سوى أدلة على الوجود النبطي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث إنه وفي ذلك الوقت أصبحت البتراء عاصمتهم الرئيسية.، كما كان الأنباط من العرب الرحل الذين استثمروا في قرب البتراء من طرق التجارة من خلال جعلها مركزًا تجاريًا إقليميًا رئيسيًا.

اكتسبت الأعمال التجارية عائدات كبيرة للأنباط وأصبحت البتراء محور ثروتهم، حيث اعتاد الأنباط على العيش في الصحاري القاحلة، على عكس أعدائهم، كما أنهم كانوا قادرين على صد الهجمات من خلال الاستفادة من التضاريس الجبلية في المنطقة.

إلى جانب أنهم كانوا ماهرين بشكل خاص في حصاد مياه الأمطار والزراعة ونحت الحجر، كما ازدهرت البتراء في القرن الأول الميلادي عندما تم تشييد هيكل الخزنة الشهير، والذي يُعتقد أنه ضريح الملك النبطي أريتاس الرابع، كما وبلغ عدد سكانها ذروته بنحو 20.000 نسمة.

ما لا تعرفه عن متحف البتراء النبطي:

في الأول من شهر مارس لعام “2014” للميلاد ، وقّعت هيئة منطقة البتراء للتنمية والسياحة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي اتفاقية رئيسية تهدف إلى إنشاء متحف حديث جديد بالقرب من مركز الزوار؛ وذلك بهدف عرض آثار مدينة البتراء النبطية، حيث افتتح متحف البتراء الجديد في يوم التراث العالمي، وهو يمثل فكرة عرض تاريخ البتراء لكل من العلماء والسياح.

كما سيوفر المتحف مكانًا مناسبًا لعرض الممتلكات الثقافية التاريخية والحفاظ على الموقع الأثري، هذا وقد تم افتتاحه وبشكل رسمي في عام “2019” للميلاد، حيث قال رئيس مجلس إدارة هيئة منطقة البتراء للتنمية والسياحة في ذلك الوقت في مقابلة أجريت معه مؤخرًا: “سيعزز المتحف بالتأكيد التجربة السياحية في البتراء وسيمنح السياح والسكان المحليين فرصة لقضاء بعض الوقت في المساء أيضًا”.

كما قال المفوض الرئيسي للمتحف: “سيكون هذا المتحف متحفًا حيًا، وسيتم استخدام المنطقة الخارجية في العديد من الأحداث الثقافية”. هذا وقد امتار المتحف بجمال بنائه ودقة تصميمة وروعته، حيث إن هذا المتحف جذاب على المستوى الجمالي، خاصة بالنظر إلى القطع النحتية والمعمارية المعروضة هناك، والتي تتميز بجودة عالية للغاية ولها حضور وتأثير كبير.

إلى جانب ذلك فإن هذا المتحف سيوفر فرصة رائعة للسياح لقراءة مدينة البتراء والشعور بها وتجربتها خاصة بعد زيارتهم للموقع. وفي الوقت الحاضر فإن المتحف تحت عمليات الصيانة والترميم المستمرة، حيث سيتم نقل معظم القطع الأثرية إلى المتحف الجديد بالقرب من مركز الزوار.

مقتنيات متحف البتراء النبطي:

يضم هذا المتحف كغيره من المتاحف عدداً من القطع والمقتنيات التي زادت من مكانته وقيمته، حيث يحتوي على أكثر من 600 قطعة أثرية وثلاث قاعات رئيسية، حيث تعرض القاعة الأولى مقدمة عن تاريخ الأنباط والتحف الجيولوجية من العصر الحجري الحديث.

في حين أن القاعة الثانية مخصصة للاكتشافات الأثرية، وذلك حسب الإطار الزمني لكل منها، بدءاً من حفريات “البيداء” التي تعود إلى العصر الحجري إلى حفريات “طويلان” التي تعود إلى العصر الحديدي، وصولاً إلى “الزنتور” التي كشفت عن عدد من الحفريات النبطية كالمنازل والحفريات.

كما يحتوي المتحف على ما يُعرف ب”الزراب”، والتي كشفت عن أفران فخارية نبطية تعود إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السادس الميلادي، وحفريات “المعبد الأسود المجنح” وحفريات “قصر البنات”. كما وتحتوي القاعة الثالثة على تماثيل برونزية وفخار وعملات تجارية وزخارف ومجوهرات ومجموعة من المصابيح الفخارية وفقًا للإطار الزمني لكل منها.

إلى جانب ذلك فقد تم العثور على ما يقارب 280 قطعة أثرية تعود كل منها إلى عصور مختلفة، إلى جانب وجود مجموعة من المواد والمعدات والصور والتي تُشير إلى تاريخ البتراء ومعلومات عن حياة النبطيين وحضارتهم وتظهر أدوات حياتهم وتماثيلهم التي تم اكتشافها في البتراء من قبل فرق الحفريات الأثرية وغيرها الكثير.

هذا وقد يحتوي المتحف على تمثال أفروديت والذي كان يُشير إلى آلهة الحب عند الرومانيين، والذي سيتم نقله من شمال ريدجيس إلى متحف البتراء في المستقبل القريب.

المصدر: كتاب "الموجز في علم الآثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب "علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رزقكتاب "الرائد في التنقيب عن الآثار" للمؤلف فوزي عبد الرحيم الفخرانيكتاب " المتاحف والقصور" للمؤلف عبد الفتاح مصطفى غنيمة


شارك المقالة: