متحف الجامعة الأميركية في بيروت

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الجامعة الأميركية في بيروت:

تُعدّ هذه الجامعة جامعة خاصة غير طائفية ومستقلة، مقرها الرئيسي في نيويورك ولها حرم جامعي في بيروت – لبنان، حيث يدير الجامعة الأمريكية في بيروت مجلس أمناء خاص ومستقل، كما أنها طلابها درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.

إلى جانب ذلك فإن الحرم الجامعي يتكون من 64 مبنى، حيث إن أهم هذه المباني هو المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت، إضافةً إلى أنها تحتوي على 4 مكتبات و3 متاحف و7مهاجع. كما التحق ما يقرب خُمس طلاب الجامعة الأميركية في بيروت بمدرسة ثانوية أو جامعة خارج لبنان قبل القدوم إلى الجامعة الأميركية في بيروت.

ما لا تعرفه عن متحف الجامعة الأمريكية:

تأسس المتحف الأثري في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1868، حيث إنه من أقدم المتاحف في الشرق الأدنى، والذي يحتل المرتبة بعد القاهرة والقسطنطينية، كما أنه متحف إقليمي يضم مجموعات مختلفة من 7 دول: لبنان وسوريا وقبرص ومصروفلسطينوالعراق وإيران، كما أعيد ترميم المتحف في عام 1999 وأعيد افتتاحه للجمهور في عام 2006.

مقتنيات متحف الجامعة الأمريكية:

يضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية اللبنانية والشرق أوسطية، بما في ذلك الأسلحة والأدوات والصوان والتماثيل والفخار والمجوهرات، إلى جانب أنه يحتوي على مجموعة رائعة من الزجاج الفينيقي والعملات العربية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

كما ينظم المتحف محاضرات شهرية على مدار العام، ويستضيف معارض مؤقتة وأنشطة للأطفال، إلى جانب أنه يشارك في الحفريات الجارية في لبنان وسوريا. حيث شارك المتحف في البحث الأثري ومشاريع الاستعادة، كما أنه شارك في أعمال التنقيب في تل الغسل في سهل البقاع، وهو موقع زراعي بمستويات تعود إلى 1800-600 قبل الميلاد.

كما يتم عرض بعض مواد العصر الحديدي المسترجعة في المتحف، بما في ذلك كأس به زخرفة محفورة من الطيور والبط تم اكتشافه في تل اليهودية ويرجع تاريخه إلى ما بين 1730-1550 قبل الميلاد، حيث تم العثور على الكأس بجانب هيكل عظمي ويُفترض أنه هدية جنائزية لاستخدامها في الحياة الآخرة.

كما أجرى المتحف عددًا من الحفريات في وسط بيروت تحت إدارة ليلى بدر، وقد اشتملت هذه الحفريات على تل بيروت القديم، حيث كان الغرض من هذه الحفريات هو اكتشاف “بيرتا” لرسائل العمارنة، هذا وقد تم العثور على أدلة على نظام التحصين الذي تم تشييده في الألفية الثانية قبل الميلاد حتى الفترة الهلنستية، إلى جانب بقايا مبنى يعود تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وكنزًا من الأشياء المصرية.

وهناك موقع آخر شارك فيه المتحف وهو كاتدرائية القديس جورج للروم الأرثوذكس، إذ أقيمت الحفريات في عام 2001، مما أدى إلى ظهور ما يقارب ثماني طبقات من الاحتلال من الفترة الهلنستية وما بعدها وبقايا خُمس وربما ست كنائس متعاقبة.

موقع آخر تم فحصه هو مبنى النهار، حيث كشف عن ستة مستويات من الاحتلال تعود من العصور الفارسية إلى العصور البيزنطية، مما يدل على استمرار السكن منذ القرن الرابع قبل الميلاد. كما تم التنقيب عن تل كازل في سوريا ودراسته من قبل ليلى بدري منذ عام 1985.

هذا وقد تم العثور على مقتنيات وأثريات تعود إلى العصر المملوكي والعصر البرونزي، حيث تضمنت تلك الاكتشافات معبدًا وغرفًا بأرضيات مرصوفة بقذائف البحر، كما يمكن لزوار المتحف مشاهدة الآثار مثل الأختام الأسطوانية والقلائد والفخار وعروض المعبد مرتبة حسب موقعهم، كما ساهم المتحف في ترميم اللوحات الجدارية، والتي تعود لمار سركيس وباخوس في كفتون مع جامعة وارسو.

إلى جان ذلك فإن تلك المقتنيات كانت مرتبة حسب التسلسل الزمني والموضوعات، مع عروض على طول جوانب المعرض والتي كانت ولا تزال تعرض تطور صناعة الفخار، حيث إن من أهم تلك المعروضات الأخرى: هي مجموعة (Cesnola) والتي تعرض فخارًا من قبرص من العصر البرونزي إلى العصر الروماني.

هذا وقد تتضمن مجموعة ما قبل التاريخ عصور العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، هذا وقد قام فريق جامعة بوسطن الذي قام بالتنقيب في هذا الموقع الأثري في عام 1948 بالتبرع بمجموعة قصر عقيل من قبل، كما أنه يُظهر تسلسلًا طبقيًا بطول 23 مترًا (75 قدمًا) من سبعة وثلاثين طبقة وأدوات صوان تنتمي إلى عدة ثقافات، حيث إن التسلسل هو الكربون المشع الذي يرجع تاريخه إلى ما بين 50000 إلى 18000 سنة مضت، كما ويحتوي المتحف على فك بشري مؤرخ بـ 40.000 سنة مضت وجمجمة كاملة مؤرخة بـ 35000 سنة مضت

ونظراً لعمليات النهب الأثري في لبنان بسبب ضعف السيطرة الحكومية، فقد كان الناس يصلون يوميًا إلى المتحف ومعهم القطع الأثرية المقترحة المنهوبة من الحفريات السرية. إلى جانب ذلك فقد توسع المتحف في الخمسينيات وتضاعفت مساحة أرضيته مع استمرار عمليات التجديد.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصورعبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رزكتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسن


شارك المقالة: