محطة وودا لضخ البخار الأثرية في هولندا

اقرأ في هذا المقال


“Woudagemaal Steam Pumping Station”، وتعتبر إحدى أجمل المعالم وأكثرها إبداعاً في هولندا، كما تعد محطة الضخ الوحيدة التي تعمل بالبخار في العالم، والتي تم إعلانها كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 1998.

محطة وودا

تقع محطة وودا في منطقة “Lemmer” في مقاطعة “Friesland” على بعد حوالي 100 كيلومتراً شمال شرق أمستردام، وقد تم بناء المحطة في عام 1920 لضخ المياه الزائدة في فريزلاند، وحتى ذلك الوقت، كانت أجزاءُ كبيرة من فريزلاند مغمورةً بالمياه خلال فصل الشتاء، والتي يمكنها ضخ أكثر من 4000 متراً مكعباً من المياه في الدقيقة، أو 6 ملايين متراً مكعباً في اليوم، حيث تكون قادرة على إفراغ حمام سباحة بحجم أولمبي في 35 ثانية فقط! وحتى اليوم، لا تزال محطة الضخ التي تعمل بالبخار تعمل وتفتح للجمهور أسبوعاً واحداً كل عام.

تعتبر المحطة استثنائية باعتبارها أكبر وأقوى منشأة تعمل بالبخار للأغراض الهيدروليكية على الإطلاق، ولا تزال تعمل بنجاح التي تم تصميمها من أجلها، وهي تحفة فنية من عمل المهندسين والمعماريين الهولنديين، الذين لا جدال في مساهمتهم الكبيرة في هذا المجال، وكانت أكبر محطة ضخ بخار وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم وقت بنائها، وظلت كذلك منذ ذلك الحين.

وصف محطة وودا

تتكون محطة وودا من محطة الضخ مع بيت المرجل والمدخنة ومستودع تخزين الفحم، وسد المدخل في “Teroelsterkolk”، وقناة الصرف “Afwateringskanaal”، والمخرج أمام محطة الضخ وفي فتحة المدخل، والسدود البحرية على طول “Usselmeer” مع محطة الضخ نفسها تعمل كحاجزٍ بحري، والمساحة الواسعة المحيطة بأراضي المراعي لها قيمة رائعة ككل، وهي ذات جودة بصرية عالية فيما يتعلق بالمناظر الطبيعية، ومحطة الضخ نفسها عبارةً عن منشأة تعمل بالبخار لمنع فيضان المناطق المنخفضة من فريزلاند.

الهندسة داخل محطة الضخ لا تصدق على الإطلاق؛ أربعة محركات بخارية تحتل قاعة الماكينات الكبيرة، مع غلايات ضخمة وعشرات من الأنابيب والخراطيم والعجلات والصمامات، حيث يولد كل محرك 500 حصان (373 كيلووات)، ويرتبط بكل من هذه المحركات زوج من مضخات الطرد المركزي ذات الشفط المزدوج، والتي تدور بسرعة 110 دورة في الدقيقة وقادرة على ضخ 500 متراً مكعباً في الدقيقة.

لتشغيل محطة الضخ بشكلٍ كامل، يجب تنشيط جميع الغلايات البخارية الأربعة ومضخات المياه الثمانية بشكلٍ فردي، حيث تستغرق العملية بأكملها أكثر من ست ساعات، وتتطلب فريقاً من 11 شخصاً على الأقل لإدارتها، وهو جهدٌ كبير مقارنةً بمحطات الضخ الكهربائية الحديثة التي تنشط أكثر أو أقل على الفور، وتتطلب فقط قلب مفتاح.

عمارة محطة ضخ وودا

بصرف النظر عن تقنيتها المثيرة للإعجاب، فإن محطة وودا مدرجةً أيضاً في قائمة التراث العالمي؛ بسبب هندستها المعمارية الجميلة، حيث يتكون المجمع من قاعة الماكينات ومنزل المرجل ومدخنة طويلة، وقد صممها المهندس المعماري الرئيسي “د. وودا” في أسلوب العقلانية، رائد مدرسة أمستردام، حيث يركز تصميمه على الأناقة المبسطة مع الخطوط الحادة والنظيفة والواجهات الدقيقة والعناصر المتماثلة أيضاً.

المحطة مصنوعةً إلى حدٍ كبير من الطوب البني والحجر الطبيعي والبلوط والدعامات الفولاذية، وهي تقع بشكلٍ طبيعي للغاية بين المناظر الطبيعية الخضراء المسطحة في فريزلاند، كما أن قاعة الآلات الكهفية (موطن مضخات المياه العملاقة) طويلة وضيقة، مع سقف جملوني مرتفع يستحضر إحساس الكاتدرائية، تقريباً مثل ضريح لهيمنة البشرية على الماء، ومن المثير للاهتمام، أن المدخنة التي يبلغ ارتفاعها 60 متراً والمتصلة بالمحطة، هي واحدةً من أعلى الهياكل لأميالٍِ حولها، وعلى مر السنين كانت منارة ملاحية مهمة للبحارة في “Usselmeer” المجاورة.

تعد محطة وودا في “Lemmer” أكبر محطة ضخ تعمل بالبخار تم إنشاؤها على الإطلاق، ومحطة الضخ الوحيدة التي تعمل بالبخار في العالم والتي لا تزال قيد الاستخدام، حيث يستمتع عشاق التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم بالفعل بجولة في هذا المثال الرائع للتصميم الصناعي.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: