مدينة آشور الأثرية في العراق

اقرأ في هذا المقال


“Ashur ancient city” وتعتبر إحدى أهم المدن الأثرية في العراق، وهي مدينة ومنصة تجارية ذات أهمية دولية، كانت تقع مباشرةً على طريق تجارة القوافل الذي يمر عبر بلاد ما بين النهرين إلى الأناضول ونزولاً عبر بلاد الشام.

تاريخ مدينة آشور

تقع مدينة آشور الأثرية على نهر دجلة على بعد 97 كيلو متراً جنوب الموصل في العراق، حيث تأسست عام 1900 قبل الميلاد في موقع مجتمع موجود مسبقاً تم بناؤه من قبل الأكاديين في وقتٍ ما في عهد سرجون الكبير (2334-2279 قبل الميلاد)، حيث أطلق اسم آشور على المدينة وعلى آشور نفسها وعلى إله آشور الرئيسي.

ويعود تاريخ هذه المدينة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وبسبب التجارة المربحة التي تمتعت بها آشور مع مدينة كرم كانيش في الأناضول، ازدهرت وأصبحت عاصمة الإمبراطورية الآشورية حتى بعد نقل العاصمة إلى مدن كالحو (نمرود)، حيث أصبحت بمثابة العاصمة الدينية للآشوريين المرتبطين بالإله آشور ومكان تتويج ملوكها ودفنهم، وكان أهم دوراً لآشور من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

واستمرت آشور في كونها مركزاً روحياً مهماً للآشوريين، حيث تم دفن جميع الملوك العظماء (باستثناء سرجون الثاني الذي فقدت جثته في المعركة) في آشور، من الأيام الأولى للإمبراطورية الآشورية حتى آخر أيامها.

دمر البابليون المدينة، لكن أُعيد إحياؤها خلال الفترة الفارثية في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وضلت قدسيتها الدينية مستمرة حتى عام 614 قبل الميلاد، عندما دمرتها بابل، حيث أسفر هذا الموقع الأثري عن تحصيناتٍ ومعابدٍ وقصور تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 2003م.

ازدهار مدينة آشور

مع ازدهار مدينة آشور، وسع الآشوريون أراضيهم إلى الخارج، وطرد الملك الآشوري شماشي أداد الأول (1813-1791 قبل الميلاد)، قبائل الأموريون الغازية، وأمن حدود آشور والأراضي الآشورية ضد المزيد من التوغلات، ونمت المدينة في عهد شمشي أداد الأول ثم سقطت على يد بابل تحت حكم حمورابي (1792-1750 قبل الميلاد).

عامل حمورابي آشور معاملةً حسنة واحترم الآلهة والمعابد، لكنه لم يعد يسمح للمدينة بالتجارة مع الأناضول، واستولت بابل على طريق التجارة الذي جعل آشور غنية، واضطرت المدينة الآشورية للتجارة مع بابل فقط، مما أدى إلى تدهور ازدهار مدينة آشور الأثرية.

السياحة في مدينة آشور

تعتبر مدينة آشور إحدى أهم المدن الأثرية والسياحية في العراق، حيث تتكون من العديد من البقايا المعمارية الأثرية؛ كالزقورة والمعبد الكبير للإله آشور، ومعبد آنو وأداد المزدوج ومعبد عشتار، إلهة الحب والحرب السومرية والمعبد القديم، وقصراً بمقابره الملكية، وتعتبر الزقورة المشهد الأهم والأكثر لفتاً للانتباه.

وهي عبارة عن بناء رائع مبني من الطوب المدعم على قمة منصة مستطيلة مكونة من عدة طبقات ومكرسةً للإله آشور، كما يمكن رؤية مبنى أعيد بناؤه مؤخراً وهو القصر العربي ذو الإيوانات الأربعة، والتي تم تزيينها سابقاً بالجص الأرابيسك، وحسب الفترة الزمنية، فإن العديد من المعروضات الفنية وأجزاءً من البقايا المعمارية للمدينة معروضةً في الوقت الحاضر في المتاحف الكبرى في العالم.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: